شكلت المشاريع العمرانية التي شهدها صحن أبي الفضل العباس ع منظومة خدمية متكاملة طيلة فترة العقد المنصرم، وما يزيد عليه من سنوات العطاء والجهد المتفاني الذي قدمته ملاكات العتبة العباسية المقدسة العاملة في قسم المشاريع الهندسية، إذ أثمرت هذه الجهود مشاريع عمرانية، كان لها أثر كبير على البنى التحتية للصحن الشريف، أعمال متنوعة حققت أهدافاً عدة، أبرزها الانجاز بأياد عراقية خالصة، فيما كان لهذه المشاريع دور في استيعاب جموع الزائرين، وتوفير الأجواء المثالية لتأدية الزيارة.
وبرز مشروع توسعة باب قبلة صحن أبي الفضل العباس A أحد أهم المنجزات لما لها من رمزية وجدانية لدى الزائر، من جانب آخر تعتبر ممراً لدخول المواكب المعزية خلال أيام محرم الحرام وصفر الخير، وأيضاً المناسبات الدينية الأخرى على مدى العام.
أما المشروع الآخر، فهو مشروع ايوان الذهب (الطارمة) حيث امتزج فيه الفن المعماري الاسلامي، وأيضاً التقنية الحديثة في أعماله، فضلاً عن الحفاظ على النسيج الجمالي الخاص بهذا الجانب، فبالتزامن مع عيد الغدير الأغر، افتتح المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) المشروعين بمشاركة الأمين العام ونائبه وأعضاء مجلس الادارة ورؤساء أقسام العتبة العباسية المقدسة، وبحضور رسمي تمثل بمحافظ كربلاء المقدسة، انطلق الحضور نحو الافتتاح بعد بتلاوة قرآنية مباركة، أعقبتها قصيدة تؤرخ هذا المنجز ألقاها السيد عدنان الموسوي.
وفي حديث عن هذين المشروعين، بين رئيس قسم المشاريع الهندسية الأستاذ المهندس ضياء الصائغ بين قائلاً:
يُضاف الى سلسلة الإنجازات والمشاريع في العتبة العباسية المقدسة مشروعي باب القبلة، وأيضاً أعمال تذهيب الطارمة، وشهدت أعمال المشروعين تحديات كبيرة على مختلف المستويات، ولكن بجهود المخلصين تم تجاوز العقبات ليظهر هذا المنجز للعيان، وهو يحمل بين طياته إبداعاً هندسياً مميزاً؛ لما تميز به تصاميم المشروعين.
مؤكداً: جاء المشروعان لتأكيد قدرة الكفاءات العراقيّة على إنجاز مثل هكذا مشاريع، وقد جُمِع فيهما بين أصالة الموروث القديم وحداثة التنفيذ، وإنّ ما تمّ تنفيذه يُعدّ بحقّ لوحةً فنّية في غاية الجمال، رسمت معالمَها أناملُ عقدت العزمَ على أن يكون هذا المدخل المؤدّي لصحن أبي الفضل العبّاسA وحرمه الطاهر، عبارة عن لوحاتٍ فنّية وتحفٍ معماريّة غاية في الجمال والروعة.
أمّا مديرُ الشركة المنفّذة لهذين المشروعَيْن، وهي شركة أرض القدس للمقاولات الإنشائيّة المهندس حميد مجيد، فقد أضاف قائلاً:
إنّ بوّابة القبلة لصحن أبي الفضل العبّاسA، أصبحت بهذه الحلّة تحفةً معماريّة فريدة من نوعها، وقد راعينا فيها أموراً عديدة منها اللّمسات التصميميّة التي حافظت على النسيج المعماريّ العامّ للعتبة المقدّسة، والتناسق والتناغم بين جميع نقوش وزخارف البوّابة رغم كثرتها وتداخلها، أمّا فيما يخصّ إعادة تذهيب جدران إيوان الذهب الكبير، فهو كذلك جاء مكمّلاً لمرحلته الأولى التي شملت الأجزاء الواقعة على كتفَيْ هذا الباب الأيسر والأيمن، وستزيد من إضفاء الجانب الجماليّ للعتبة المقدّسة والمحافظة على منشآتها العمرانيّة، مع المحافظة على نسيجها المعماريّ والتراثيّ ببصمةٍ حضاريّة ذات متانة وكفاءة عالية.