ملاكات وحدة الزراعة في مجمع الشيخ الكليني أعمال متواصلة لإدامة الحدائق والمساحات الخضراء

22-08-2020
علي طعمة حمادي
اهتمت العتبة العباسية المقدسة بزراعة مساحات كبيرة من الحدائق؛ لما لها من أهمية بالغة في خلق أجواء طيبة لمدينة كربلاء المقدسة وزائريها، حيث بلغت المساحات الخضراء والحدائق الداخلية والخارجية في مجمع الشيخ الكليني ما يقارب 30 حديقة، فيما يحرص المجمّع على إظهاره بجمالية خلاّبة، ما يجعل المدينة أنموذجاً مشرفاً في التفرد والجمال، وأن تتبوأ مكانة متميزة في الحداثة، وتكون مثالاً يُحتذى به.
وقد نفذت ملاكات قسم الزراعة في مجمع الشيخ الكليني أعمالاً متعددة في المشتل التابع له، لجعل النبات خضلة تسر الناظرين، وقد أوضح مسؤول المجمّع السيد علي مهدي الصافي جملة من هذه الأعمال:
استبدال الزهور في السنادين، ورعايتها:
وتضمنت أعمال إدامة وسقي مشتل المجمع، وإدامة السنادين دائمة الخضرة في المشاتل التابعة للقسم لزراعتها في سنادين، فضلاً عن تواصل أعمال تعويض النباتات المتضررة، وتقديم الرعاية اللازمة لها عبر أعمال السقي والتنظيف.
مبيّناً: إنّ أعمالنا لم تتوقّف في المشتل، بل هي مستمرّة ومتواصلة طيلة السنة، وقد أنتجنا ونقلنا مجموعةً متنوّعة من الشتلات بكافّة أنواعها، ولا نختصّ بموسمٍ أو فصل دون سواه، وذلك بحسب جدولٍ زمنيّ موضوع للكادر، حيث قمنا بنقل مجاميع جديدة من الشتلات، ووصلت أنواعُ هذه الشتلات إلى أكثر من ستة أنواع، منها: (الجعفري بعدة ألوان)، و(القديفة بعدة ألوان)، و(زينة "اهار" بعدة الوان)، و(كزانيا)، و(عين البزون)، و(وردة الصباح)، و(لآلة عباس)، ومصدر هذه المجاميع تأتي عن طريقين: الأوّل بنقله من المشتل على شكل سنادين بلاستيكيّة، أمّا الثاني عن طريق المكافحة بصورةٍ مستمرّة.
موضحاً: إنّ تلك الخطوة تهدف إلى إكساب المظهر الخارجيّ لشوارع وحدائق المدينة ألواناً مختلفة غير الموجودة حاليّاً، حيث أنّ هناك مجموعة من منتسبي وحدة الزراعة في المجمّع تقوم بزراعة وتكثير الشتلات، وبأيادٍ فنيّة ذات اختصاص زراعيّ من ذوي الخبرات العالية في زراعة الشتلات بكافّة الاختصاصات، وهذا ما أعطى للمجمّع دوراً في التقدّم والرقيّ بعمله.
حملة سقي وإرواء حدائق المجمّع:
كذلك باشرت وحدة الزراعة بحملة سقي وإرواء حدائق المجمع الداخلية منها والخارجية وبالتعاون مع منتسبي المجمّع في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وذلك من أجل ديمومة المساحات الخضراء، والحفاظ على رونق وجمالية حدائقها العامة.
وأضاف: إن أهم تلك المبادرات كانت حملة سقي الحدائق يوميًا صباحًا من الساعة السادسة صباحًا إلى الساعة العاشرة صباحاً، ولمجموعة الدوام المسائي من الساعة السادسة مساء إلى الساعة الثامنة مساء.
حملةُ تنظيف وإدامة الحدائق:
وضمن نشاطاتها أيضاً، نظّمتْ ملاكات وحدة الزراعة حملة تنظيف الحدائق (الزوالي) من النوع قذيفة وجعفري وكزانيا، وجاءت هذه الحملة للتخلص من الأدغالِ الزائدة؛ ليكون المجمّع أنموذجاً للمجمعات المثالية، فضلاً عن تزيين الحدائق وإظهارها بأبهى شكل.
مبيناً: تعد هذه الحملة مكملة لحملة شرَعت بها لتقليم أشجار الكابرس بما يسهم في إظهار المجمع أكثر جمالية، وفي الوقت ذاته تقوية الأشجار ومساعدتها على النمو والاخضرار.
وأوضح: إن عمليّات التقليم تندرج ضمن متطلبات الآلية التي وضعناها، فبعض الأشجار الكبيرة تتسبب في حجب الرؤية، وإن عمليات التقليم تحمل في طياتها أهدافاً تجميلية من خلال إعادة تنسيق الأشجار بطريقة فنية وجذابة والتقليم يكون من خلال قطع الأفرع الخضراء للأشجار، لتقوية الساق الرئيسة، ومنع زيادة تفريعها، مع إزالة الأجزاء الجافة والمتشابكة والقريبة من سطح التربة، ويتيح التقليم وصول الضوء إلى كل أجزاء الشجرة .
رش السماد NPK للحدائق:
كما باشرت ملاكات الوحدة بتسميد الأشجار والنباتات في حدائق المجمّع؛ للحفاظ على ديمومة اخضرارها ونموها بشكل جيّد، وزيادة خصوبة التربة التي تساعد على نمو الجذور بشكل سريع وفعّال.
مبيناً: أن السماد المركّب NPK والمستخدم في تسميد الأشجار والنباتات الأخرى، يتكون من ثلاثة عناصر مهمة جداً تحتاجها أي نبتة، وهي المواد الأساسية لتركيب جميع الأسمدة، والمواد الثلاثة التي اشتق منها الاسم هي:
1- نيتروجين N يزيد من نمو الأوراق والأفرع.
2- فسفور P يشجع على نمور جذور قوية وصحية.
3- بوتاسيوم يشجع على نمور الأزهار والثمار.
وهذه العناصر الثلاثة تتواجد بصورة طبيعية في التربة، لكن بالنسبة للنباتات الداخلية المزروعة في الأصص والحاويات أو الأحواض سرعان ما تستنفد هذا المخزون من التربة، وتصبح التربة الخاصة بها مفتقرة لهذه العناصر الثلاثة المهمة، ويكون الحل هو إمدادها بهذه العناصر الثلاثة التي نشير لها بالاسم: أن بي كيه .
موضحاً: أفضل أوقات التسميد هي موسم النمو بالنسبة للنبات المراد تسميده، وبشكل عام يعد الربيع والصيف والخريف أوقاتاً مناسبة لاستعمال NPK والذي نوقف استخدامه في الشتاء والجو البارد، ويفضل إمداد النبات بالسماد -مذاب في الماء- مرة واحدة شهرياً؛ لأن كثرة استعماله وزيادة تركيزه في التربة لها آثار سيئة بعيدة المدى، وهناك نقاط يجب مراعاتها في حال إنبات البذور، أو البراعم الصغيرة والشتلات، فلا يفضل تسميدها قبل مرور شهر على الإنبات.
كما وان النباتات الجديدة التي تم نقلها من المشاتل عادةً ما تكون مسمّدة، فلا نقوم بتسميدها قبل مرور شهر، ونفس الأمر بالنسبة للنباتات التي تم نقلها لأوانٍ أكبر أو للأرض، ولا يمكن تسميد نبات في حالة عطش، والصحيح أن تروى النباتات وبعدها بعدة ساعات نقوم بتسميدها، ولا يكون ذلك خلال الحر الشديد -صباحاً- أو وقت تسلط الشمس على المزروعات، إضافة إلى أن النباتات المريضة أو المصابة لا نقوم بتسميدها حتى تتعافى.
واختتم السيد علي مهدي الصافي حديثه قائلاً: الحدائق في مجمع الشيخ الكليني عمل ورؤية استراتيجية، ترمي لجعلها تشكل بأهميتها وجماليات تصاميمها ووظائفها، قوام قصيدة شعر ساحرة وجاذبة، تعزفها ألحان تجديد وتطويـــر لا يخفت بريقها، إذ يجد الزائر للمجمع أنها باتت بساطاً اخضر مفروشاً بأنواع الزهر والشجر، ومزيناً بسجادة عشب تغطي الأرض بلون بهيج في انتشارها في جميع الحدائق، ويحرص المجمع دوماً، على صقل وتقوية أساليب وأدوات العمل الخاصة برفد مكونات الطابع الجمالي، لتتجسد كمثال بارز وأنموذجي للقادمين إلى المجمع.