امرأة من أهل البصيرة

22-08-2020
زينب اسماعيل عبد الله
زهرة من بستان أهل البصيرة، انتشر شذى عطرها الفواح في كل مكان، فحملته الريح الى أرض الطف في ركب الحسين، فكان ذاك العطر سبباً بأن يُرزق أبطالٌ للشهادة بين يديه، وذلك عطر الشهادة، انها ماريا بنت منقذ العبد القبطية من كرائم النساء اللواتي نصرن الحسين ع يوم عاشوراء.
كان لها دور لا يقل عن النساء المجاهدات المضحيات في معركة الطف كالحوراء زينب ع ودورها الاعلامي والقيادي الذي أذهل العالم بأسره، وكيف حولت القتل الى شهادة، والمعركة الى انتصار دائم، وكذلك طوعة والرباب وسكينة وقد استشهد زوجها وأولادها في معركة الجمل مع أمير المؤمنين ع، وظلت موالية لأهل بيت النبوة وناصرة لهم مهما تكالبت عليها المحن والشدائد، فهي زوجة شهيد وأم الشهداء، أكملت مسيرة زوجها بنصرة الحسين بلسانها ومالها، فكان لها دور اعلامي في حث رجالات البصرة للحاق بركب الحسين ع وشحذ هممهم ومدهم بالمال والسلاح، وبذلك أكملت عقد الولاء الحسيني.
لقد خطت هذه السيدة الجليلة لنفسها مساراً نبوياً ثورياً ولائياً لنصرة أهل بيت النبوة، كان ذلك المسار طريق الخلود، طريق الجنة، مسار فاطمة وزينب ع، طريقاً أزلياً مطرزاً بالتضحية والفداء، مفروشاً بسجادة حمراء منسوجة بدم النحور ثمناً للحرية.
شمس أشرقت في سماء كربلاء، واسم لمع كلمعان السيوف في طفها، وموقف مشرف سجله التاريخ لها في رفد الثورة الحسينية عنوانه عاشوراء، فكانت أرقى وأنقى صفحة فيه ولقد حذت النساء العراقيات حذوها في المعركة المصيرية ضد داعش، فكان لهن دور كدورها في تقديم الشهداء أمهات وزوجات لشحذ هممهم للدفاع المقدس عن أرض العراق وسيادته، فطوبى لها لما قدمته من نصرة وتضحية ودور في معركة الطف، وبقيت رافداً يرفد نهر الخلود من المنبع الى المصب الى أن وافاها الأجل راضية مرضية.