(لـقـــاء في أبـجـديـة حـــــرف)

22-08-2020
آمال كاظم الفتلاوي
فوق القلب خط الحرف وهجاً يسمو ويغور في التواريخ هيبة وسناء، هو حرف أفق القداسة وربيع وعي، ربيبة من ربات منزل الوحي، وسيدة من سيدات مدرسة النبوة، زهد وعبادة وبلاغة وشجاعة، البعض يخلط بينها وبين سيدة الصبر زينب ع والبعض الآخر ينفي وجودها أصلاً، ولذا أنا قدمت حرفاً مرفوع الرأس، الغصن المتوهج يرسم خطواته عند مرافئ اللقاء.
أنا يا سيدتي حرف كاتبة تزدهي بكم اللقاء، وتحلم بمثل هذا اللقاء، السيدة أم كلثوم بنت امير المؤمنين ع، وابنة سيدة نساء العالمين، السيدة الزهراء ع، فكان اللقاء عامراً بالصلوات، احتفى الحرف بهجة بمنطقها الرصين.
:ـ ولدت في المدينة المنورة عام 6 هجرية في حجر أب هو يعسوب الدين، ورضعت الصبر والحكمة والايمان من أمها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول رب العالمين ع، في بيت تستأذن الملائكة لتشم منه عطر النبوة، بلغت دروس الوعي وغذيت تعاليم القرآن، واستلهمت نهج جدي رسول الله والقوة والعقيدة واليقين.
- تجرّأ الحرف ليحمل نزيف أغصان سكنها النشيج: كيف كان التصدي يا أفق الصوت وطيف كل حنين؟
قالت ع: بعد رحيل الرسول ع، تمادى الذبول وتشكلت سقائف وأحزاب وعواصف سوداء وعروش عمرها الجور، ليكبر على وهاد غادرت المعنى؛ لأنها بلا معنى، فعدوا الخيل، وشيدوا الليل حرباً ضروساً في معركة الجمل، اذ خرجت صاحبة الجمل بما حمل من ضغائن الحقد والمكر والخديعة، حملت سيدة التاريخ ام كلثوم الدفق المحمدي لتواجه من تمادى ببهجة زور زاعمة هي الأخرى النصر، النصر لصالح من؟ والنصر على مَنْ؟ على امير المؤمنين علي، لا حول ولا قوة الا بالله.
- لم يجد الحرف ملاذاً سوى البكاء ذبحته العبرة، سماوات لقاء سيدتي هو الدمع في بعض مزاياه صلاة، وانت التي رافقت تكايا الصمت جراحا في الطفوف، كنت هناك مع سيدة الصبر تشدين أزر الولاء، وتعلّمين العالم كيف ينتصر الحق المبين، كنت سارية النصرة للدين والإباء، وأكيد، إن المواقف لها بوح يسري في الضمير.
نظرت الى حرفي المناصر حد النشور، حينما عزم السجاد ع لينهض على عصاه وسيفه اثقل من حيل جريح، رددته؛ كي لا يذبل بعده وجه العالم ويخلو من نور امام، انا التي ناديت مستغيثة: يا محمداه، يا علياه، يا اماماه، والقلب دامي الخضور، تحمل الأرض به يولد، يحيا والفضاءات مصاب، واذا بصوت معصوم هو أخي الامام ينادي: يا أختاه، تعزي بعزاء الله.
قال حرفي:ـ انا لا اشك لحظة يا سيدتي انكم شمس هذا الوجود، اشراقته.
قالت مولاتي:ـ ربما تنهض الذاكرة عند موقف تأخذ منه ما تريد وتدع ما تشاء، فاحمل للعالم وصية مولاي الحسين: «اذا انا قتلت فلا تشقّنّ عليّ جيبا، ولا تخمشن عليّ وجها، ولا تقلن هجرا».
قال الحرف حينها: انا احتاج الى ذاكرة تحمل كل هذا الفيض الرحماني الغائر في الوجدان.
- انا من صرخت بوجه الكوفة: «أن الصدقة علينا حرام»، واستجاب الأطفال فورا ورموا ما في أيديهم من طعام، كل اوجاع الدنيا تحتمل إلا وجع الطفوف؛ لأنها تحتاج لنصرة الا نصرة التقى ونصرة الدين، ولهذا كنا رغم العطش نحن نبايع الأرض وانهارها ونحن شيمة كل فرات، مالنا وندم اهل الكوفة؟ ما لنا والبكاء؟ لمن البكاء علينا، على الحسين، على كربلاء؟، العزاء هوية واسمى معاني الولاء، العزاء انتماء أيها الحرف، ومن سيخذل في الطف حسيناً، سيخذله الله يوم اللقاء.


بقلم رئيس التحرير

علـي حسين الخبـاز

...