فلسفة البكاء على الامام الحسين عليه السلام

22-08-2020
حسين علي الشامي
البكاء على المولى أبي عبدالله الحسين ع من المستحبات التي أكد عليها نبينا ص وآل بيته الطيبين الطاهرين؛ لما له من أثر على شخص الانسان المسلم والتذكير بفاجعة كربلاء وهول ما أصاب آل البيت فيها.
الحسين درس عظيم وشاخص كريم يتطلع إليه الثائرون، ويستلهم منه المعتبرون، فهو الثائر الذي تحولت كل قطرة منه صرخة بوجه الظالمين على مر السنين.
اصنع أيها الموالي من بكائك هدفاً، يغير مسار حياتك بالاعتبار من معطيات قضية الشهيد في كربلاء.
لا تجعل أيها المعتبر بكاءك مجرد تعاطف انساني عابر –رغم أنه بحد ذاته شيء رائع- انما اجعل منه تغييراً للسلوك الخاطئ، وتهذيباً للنفس من براثن الذنب.
بالبكاء على الحسين يمكن للمحب أن يبني له سداً منيعاً يمنعه عن اقتراف الخطايا، وأهمها الخطايا بحق الاخرين، فمدرسة الحسين وقضيته اجتماعية جاءت لتغيير فكر المجتمع بأسره.
العشق الحسيني يحتاج الى عمل دؤوب في تكامل الشخصية الانسانية، والاعتبار مما قدمه أهل البيت في سبيل إنجاح المشروع الانساني بإنقاذ المجتمع من ضغط وجور الظالمين.
لا تجعل ايام عاشوراء تمر مرور الكرام دون أن تحصد ثمار ما قدمته مع الحسين، فالبكاء العبرة التي تثير العِبرة بداخلك، وهذا ما يريده ويحتاجه سيدك الحسين منك بالدرجة الأولى.
في مدرسة الحسين الجميع لابد أن يحضر ويجعل من حضوره حضوراً مؤثراً، فتَغييرُ السلوكيات الخاطئة هو الأثر الطيب الذي يصب بمصلحة الفرد بشكل خاص، ويعطي نتاجات واضحة على المجتمع؛ لكون الحسين شخصاً واحداً، لكنه أصر على أن يجعل نفسه اسوة وقدوة لمن يريد أن يعيش حياة كريمة، ويكسب آخرة حسنة يفتخر يوم الميزان بأعماله الطيبة، فأيام عاشوراء فرصة علينا أن نستلهم منها العِبرة لإنقاذ أنفسنا وتغيير أطباعنا.