كيف اقتنعت بعض الشعوب العربية أن تجعل من يوم مقتل الإمام الحسين ع عيداً؟

22-08-2020
خاص صدى الروضتين
هي دعوة من جريدة صدى الروضتين الصادرة من العتبة العباسية المقدسة إلى جميع المثقفين العراقيين والعرب للتحاور في شأن من شؤون الهوية الايمانية، وهذا المسعى يحث على التفاعل الجاد مع المجتمعات لخلق تلاحم فكري لا تجزئه الانقسامات المذهبية، والحق حق في أي موقع كان، مشروع صدى الروضتين مشروع وطني انساني، وسعي لارتقاء الوعي: كيف اقتنعت بعض الشعوب العربية أن تجعل من يوم مقتل الإمام الحسين ع عيداً؟ أين دور المثقف العربي من هذه القضية المؤلمة؟
حيدر الحدراوي:
عن النبي الأعظم محمد ص أنه قال: «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً». هذا في قلوب المؤمنين خاصة، وهم قلة قليلة في كل الأقوام والشعوب، فما بالك بالكثرة التي ذمّها القرآن الكريم كثيراً: «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» (العنكبوت:63). التلاعب أو الكرة في ملعب الكثرة، الجمهور يراقب اللاعب الحائز على الكرة فقط، ولا يراقب باقي اللاعبين، هنا تم توجيه لاعبين وعلى كثرتهم في كل مدينة أو قرية ليمرروا الكرة ويقلبوا الحقائق، ويغلفوا العقول والأذهان، وتوجيهها بعيداً عن الهدف، اتبعوا في ذلك الكثير من الأساليب منها لا على سبيل الحصر:
1- الأحاديث الموضوعة، من قبيل عدم جواز بناء القبور أو زيارتها، وعدم جواز البكاء على الميت، أو عدم جواز اظهار الجزع، وكذلك عدم جواز لعن الظالمين على اعتبار أنهم مسلمون، ويحتمل أنهم قد تابوا قبل موتهم، وهكذا.
2- قلب الفاجعة الى مسرة؛ كون الحسين ع مضى شهيداً والشهيد في الجنة، ينبغي أن نفرح بذلك لا أن نحزن.
3- تزوير المعلومة وتورية الحقيقة ببث الإشاعات حول أتباع الحسين ع ومحبيه بأنهم فئة ضالة بل خارجة عن الاسلام.
4- التعتيم الاعلامي الحازم والصارم خصوصاً على واقعة الطف والتشيع.
5- التضليل الاعلامي بتحييد يوم الفاجعة الى يوم فرح من خلال الترويج الى أحاديث موضوعة ومناسبات مخترعة، يجب أن نفرح بها، لا أن نحزن بها من قبيل أنه اليوم الذي أنجى الله به موسى ع من الغرق في البحر وما شابه، هكذا يمكنهم أن يجرفوا بمعاولهم الحزن ومن ثم يطمروه بالفرح والسرور، وأيضاً على اعتبار أن السنة الهجرية تبدأ في الأول من محرم، وهذا خلاف الواقع الصحيح حيث أن هجرة النبي ص كانت في شهر ربيع الأول، وأخرون يرون أنها كانت في السابع والعشرون من صفر، وهذا يعني أن السنة الهجرية لا تبدأ في محرم قط، فليس هناك ما يشير لذلك.
6- الاستبداد والتفرد بالحكم وخشية الثورات والانتفاضات تدفعهم لفعل أي شيء لحفظ ملكهم العضوض، حتى وإن استعانوا بمشورات من أقوام وديانات أخرى.
7- الترويج الأموي لانتصار محقق على الخوارج، فصدّق به أهل الشام، واستقبلوا السبايا بالفرح والسرور؛ لجهلهم وقلة معرفتهم بذوات موكب السبي، من هنا اللاحقون استغلوا الأمر، وأمروا شعوبهم بقراءة كتب التاريخ التي يريدونها هم، أما غيرها من الكتب أياً كانت فهي كتب ضلال لا ينبغي قراءتها أو حتى تصفحها، للأسف، صدقتهم شعوبهم، وساروا على النهج الذي رسموه لهم .
8- استغلال القبلية الشائعة لدى العرب، وبالذات تلك القبائل والشخصيات القبلية المعادية للنبي ص وأهل بيته، حيث كل أدى دوره مقابل ثمن .
9- استغلال تلك الشخصيات المعادية لعلي بن أبي طالب ع من المنافقين وغيرهم ووضعهم أحاديث مكذوبة في الطعن به ع.
10- قيل: «من يملك المال، يملك القوة»، والملوك يملكون المال، به يمكنهم استئجار الأقلام والمفكرين والشعراء ليصوبوا للملك ما شاء، ويخطئوا كل من فكر بخلاف رأيه.
11- قلوب العامة أو الأكثرية ميّالة نحو الملك والجاه ما يغيب منظومتهم العقلية والفكرية ويحبذون كل ما يصدر من الحاكم مهما كان ما صدر منه، كما يروي لنا التاريخ أنهم يستصوبون للحاكم رأيه في شرب الخمر، ولا يعتبرونه حراماً .
12- اشغال العوام في أمور الدنيا: (الغناء، الرقص، المال، الأفلام، المسلسلات، عوالم الطبيعة...) وبالتالي جرهم نحو العلمانية، ومن ثم الابتعاد عن الدين.
13- بث روح الكسل والتكاسل لدى العوام؛ كي يتلقوا المعلومة سريعة وسهلة الحصول دون أن يبذلوا الجهد لمعرفة مدى مصداقيتها .
14- نشر وترسيخ مبدأ: «لا تفكر، نحن نفكر لك».
15- الاستناد الى فتاوى التضليل والانحراف من قبيل: (الحسين قُتل بسيف جده)، (الخروج على الحاكم)، وغيرها، تهوّن فاجعة كفاجعة الحسين ع في قلوب أتباع مثل هذه الفتاوى .
16- أخيراً، الاتباع الأعمى تحت وقع الإعلام المضلل وبطريقة (كثرة الدق على الحديد يفك اللحيم) أو (اكذب واكذب حتى تصدق نفسك)، وبالتالي ستخرج كلماتهم من القلب فتصل الى قلوب الغافلين والمضللين ممن هم على شاكلتهم، وتجد لبذورهم الأرض الخصبة لتنمو.
تحت هذه الأسباب وغيرها، يدوّي صوت الطبول في آذان الكثرة المذمومة في القرآن الكريم: (العاطفة، ايقاف التحري العقلي أو استعمال العقل، حب الناس للدنيا والخوض في وحل المال والجاه والمنصب، الجهل، خفوت الإعلان والإعلام الحر).
نهاد الدباغ:
اقتنعت هذه الشعوب؛ لأن هناك من يفتي لهم كذباً وبهتاناً أن هؤلاء خوارج، فصدقوا دون أن يتابعوا الحدث، ويستفسروا، وهذا هو دأب الشعوب الجاهلة يصدقون كل ما يقال لهم دون تفكير، والغريب أنهم الى يومنا هذا وهم يحتفلون، نحن نرى أن أغلبهم يعرف عاشوراء وما جرى فيه من قتل سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته ع وأصحابه لكنهم كرهاً بهم وبغضاً يحتفلون بمقتله ع.
والأقلية من يجهل لماذا هم يحتفلون؟ ولما هو بالذات يحتفل معهم؟ إلا انه يتبع آباءه وأجداده في هذا الأمر.
والأغرب أنهم يصومون في هذا اليوم فرحاً وابتهاجاً، شاهدت يوماً تسجيل فيديو لأحدهم، يقول في اللقاء معه للمذيع: إنني أصوم يوم عاشوراء، وعندما يُسأل يقول: أنا ولائي لعلي ع باقٍ، وهو يصوم يوم عاشوراء، يوم استشهاد سيد شباب أهل الجنة، وأبن أمير المؤمنين ع الذي هو باقٍ على ولائه له، بالله عليكم كيف تفسرون هذا المنطق وهذا العقل؟
راضي المترفي:
اعلام.. واحداث
ملاحظة: الإعلام صنيعة السلطة، ويعمل عيناً لها، وأجيراً عندها.
الحدث الأول..
السقيفة
كانت كل الأنظار تتوجه نحو الإمام علي؛ باعتباره وريثاً شرعياً نصت عليه السماء في واقعة غدير خم، إلا السلطة وإعلامها حيث كان لها رأي مغاير، وكان يوم الرحيل الكبير تحول إلى ساحة عمل كبرى بدأت من السقيفة، وانتهت بغمط حق وسلب ميراث، ونزا آخرون، وبويعت كف غريبة، وسارت الأمور وفق رياح السلطة، وبعد سنين برر الإعلام ما حصل بجملة حفرت لها أخدوداً في مسارات إعلام السلطة: «كانت بيعة ابي بكر غلطة وقى الله المسلمين شرها» أين الوقاية وفيها خالفتم إرادة الله، وسرقتم حق غيركم، وارجعتموها عصبية قبلية ؟
الحدث الثاني..
مقتل عثمان:
مات عثمان فرفع المتسبب في مقتله بعد أن كان ينادي: «اقتلوا نعثلا فقد كفر» ورفع قميصه متباكياً ليس حباً به، انما هو حقد على من ولي الأمر بعده، وخالفت الباكية تحت القميص أمر الله في قوله: «وقرْنَ في بيوتكن» وقادت الجيوش من الموتورين والمتضررين ومن خسروا امتيازاتهم في العهد الجديد، بعدما ساواهم بقنبر، فكانت حرب الجمل قتل فيها من قتل، وجرت الويلات على المسلمين، ولازال إعلام السلطة يتباكى على صاحب القميص، ويشيد بمواقف التي خرجت على (أولي الأمر)، وضربت امر الله عرض الجدار
الحدث الثالث..
كربلاءات الحسين:
منذ صلح الحسن وحتى كربلاء كان الحسين مسالماً، وكان إعلام السلطة يستعد لمنازلة يعلن عنها كل يوم وساحتها العراق، يحرك الجيوش، ويغير الولاة، وتتصاعد وتيرة ظلم في مجلس حكم لا يخلو من قرد حول مائدة خمر حتى استحق الوعد، فخرج الحسين رافعاً راية الإصلاح، والتي وئدت في كربلاء، فاحتفلت السلطة بالنصر وحوّله إعلامها إلى عيد أجبر الناس غير الباحثين عن الحقيقة على الاحتفال به، ولازال هذا الاعلام يكرس هذا العيد كل عام وسط غياب وعي وحقيقة عمدت بالدم على رمال كربلاء.
الحدث الرابع..
البعث وسلطته:
يوم وصل البعث إلى السلطة، قام بإلغاء كل القوانين واستحضر قانون يزيد، وأعلنها حرباً جديدة على الحسين، وأصبح كل العراق كربلاء فتساقط الشهداء، وسارت قوافل الأسرى والمغيّبين إلى الرضوانية، وصحراء السماوة، وسجن ابي غريب، ومنفذ طريبيل، لكن حال البعث كحال يزيد، إذ أشرقت شمس انتصار الدم على السيف، وصدحت الحناجر في لحظة سقوط تاريخية: (وين الحاربك وينه).
خالد مهدي الشمري:
استخدم علماء السلفية الحجج الواهية، وتمكنت هذه الحجج من الجهال من البشر في بلدان مختلفة ومن هذه الحجج هي أن الشيعة تعبد الحسين، وأخرى أن الحسين سيد شباب اهل الجنة لا يحتاج الى بكائنا، ولا الى اللطم، بل يجب أن نفرح؛ لأنه أصبح سيداً من سادات الجنة، كما الجانب العدائي لمحبي آل البيت يجعل اعداءهم يستخدمون ما يعاكس أفعالهم وتصرفاتهم والعمل بالضد منها، كما هناك حديث مكذوب يتناقلونه؛ ليكون حجة وهو لا يصحّ البكاء على الميت؛ لأن دموع الباكي تتحول الى نار تحرق الميت والكثير من هذه الحجج.
داخل حمد:
يُريدون أن يطفئوا نور الحسين ع ويأبى الله إلا أن يُتم نوره.
يُريدون أن يطفئوا نور ذلك المصباح الذي قال في حقّه خاتم النبيين ص: «إنّ الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة».
ويأبى الله لهم ذلك، يُريدون أن يطفئوا نور الحسين ع الذي خلقه الله تعالى من نور عظمته، ويأبى لهم الله ذلك.
نعم، لقد أطل علينا شهر محرم الحرام من جديد، شهر أحزان آل الرسول ص، شهر العزاء والبُكاء والعويل على ريحانة رسول الله أبي عبدالله الحسين ع الذي قُتل ظلماً وعدوناً على يد شرّ خلق الله.
وفي هذا الشهر الفضيل لا إرادياً تتجدّد أحزان العالم، ويعمّ المُصاب جميع أرجاء المعمورة فلا تكاد تجد موضعاً في العالم إلا ونُصب له علم، وأُقيم فيه مأتم، ولا غرابة في ذلك؛ لأنّه وعد السماء، وكما قال رسول الله ص: «إنّ للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً».
وكما قالت عقيلة الهاشميين السيّدة زينب ع للإمام زين العابدين ع: «فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله ص إلى جدّك وأبيك وعمّك ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المُتفرّقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرّجة وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء ع لا يُدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمّة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً، وأمره إلا علوا».
ولكن وللأسف الشديد، هناك من يتخيّل أنه يستطيع إطفاء ذلك النور الإلهي، فعمد إلى محاربة كل ما يرتبط بالإمام الحسين ع مُؤثراً فرح ورضا الشيطان على سخط الرحمان.
ففي الحديث عن رسول الله ص خاطب فيه الإمام الحسين ع بعد أن ذكر قتله الفجيع قال: «يا حسين لا يحزنك ما سمعت من قتلك، فإنّ الله خلقك من نور لا يطفأ ولن تطفأ أبداً».
ابتسام مشني:
هذا ما فعله يزيد (عليه اللعنة)؛ ليوهم الناس أن هؤلاء السبايا هم خوارج، فعندما دخل السبايا الى ارض الشام، تزيّنت ودقّت الطبول احتفالاً بدخولهم معلناً انتصاره على الامام الحسين ع، فصار عيداً بتداول الأيام والناس، والى الآن تحتفل معظم الدول العربية بيوم عاشوراء كالشام ومصر، متخذين لهم طقوساً واحتفالاً به، علماً قبل دخول السبايا لم يعرف العرب بذلك عيداً لعاشوراء.
يعقوب يوسف العبد الله:
السلام عليكم وعلى كادر جريدتكم الغراء التي أصبحت مناراً دينياً مهماً ومؤثراً في سماء الأدب والإعلام العراقي والعربي، الشعوب العربية كل عاداتها متوارثة بصورة قبلية حتى وإن كانوا على مستوى ثقافي متباين، الحكام الذين توارثوها إبان حكم معاوية اشتغلوا إعلامياً ضد نهج أهل البيت وخاصة بعد مقتل الإمام الحسين ع سبط رسول الله، واتهامه ومع معه بأنهم خوارج، وجعلوا من الحاكم على هيئة فتاوى، وإن كان جائراً أو زنديقاً وحاملاً لكل الموبقات، فله الطاعة والامتثال لأوامره ونواهيه.
ومنذ ذلك الوقت، اشتغلوا على طمس حقائق خروج الحسين ع، وما انتصار الدم على السيف إلا قتل لهذا الانتصار، لكنهم أخذوا بعض التواريخ المزيفة لأنبيائنا بأحاديث ملفقة، انه يوم أفراح ومسرات ووجوب الصوم فيه، ولي قصة مع مغربية انصدمت عندما عرفت حقيقة هذا اليوم من خلال ما كشفت لها الحقائق، انتبهت مع عائلتها، ولم يوزعوا حلوى وفاكهة (عويشر)، وانتهوا عن إقامة تبادل التهاني .
د. أشواق الجنديل:
عندما يرتضي البعض من الناس مبدأ التبعية الفكرية، فالإنسان حينها يصبح أداة متحركة في يد الآخرين، وتتعطل المنظومة العقلية لديه، ويصبح منفذاً فقط لما يُملى عليه دون أي جهد عقلي أو حتى نفسي، وهؤلاء التابعون قد توارثوا أفكاراً متطرفة، أسّست على أحقاد دفينة على آل بيت رسول الله ص وقد كانت حادثة الطف الأليمة مادة دسمة لبث سمومهم معززين ادعاءاتهم الباطلة بأن الخروج على الحاكم هو صدع لصفوف المسلمين، ويتناسون أن كلمة الحق أساسها أن تقال عند سلطان جائر، وأن سيد الشهداء خير من يقف مع الحق بوجه الباطل، وهو مكلف بإعلاء راية الإسلام الذي ابتدأ محمدياً، واستمر حسينياً شاء من شاء، وأبى من أبى، وهم الخاسرون والأخسرون.
كريم السلطاني:
وهل من يدعون بحبّ الحسين فعلاً، هم يتبعون سبيل الامام الحسين، ويعتبرون منه، فهناك من يحبونه بأسنتهم لا بقلوبهم، فكيف بمن هم على خط يزيد (لعنة الله عليه) ومعاوية وغيرهم من الشرذمة الضالة التي اتبعت اهواءها واحلامها ومآربها، طريق الحسين هو الطريق الى الله، وهو الصلة بيننا وبينه، والحبل المتين، وهم الصراط المستقيم،
Saadia Alabud:
دول شمال أفريقيا يحتفلون بهذا اليوم على أنه عيد الظفر، ولكن أغلبهم لا يعرفون ما سبب هذا العيد مع انهم يوزعون ما يشبه الهريسة، ويسمونها عاشورية كعادة موروثة يقيمون بها الطبخ، ويوزع على الدور بدون فهم القصد.
في بداية الموقف لم تعرف الشعوب أسباب الاحتفال، فقد قيل لهم: انتصر الخليفة على الخوارج، وحتى في قصر يزيد بن معاوية عندما سألت عفيفة: من هؤلاء؟ قيل لها: خوارج من المدينة، حينها أرادت السؤال عن آل بيت الإمام علي إن كانوا يعرفون أخبارهم، ولكن فوجئت بأن من تسأل عنهم هم اولاد وبنات الإمام، اذن، هناك تعتيم إعلامي عن هوية السبايا، طفلة الإمام علي دُفنت في خربة بجوار قصر الخلافة، ولكن الشاميين اهتموا واشتروا الأراضي القريبة منها، وجاوروها، ولهذا تجد كبار العوائل الشامية هي من تسكن بجوار السيدة رقية، ولكن من اهتم لقبر معاوية وجاوره؟
وفي العراق في الشمال الغربي منه، وفي مناطق سنجار، يحتفلون هذه الليلة دون معرفة السبب، ولكن السبب الرئيس أن عبد الله آخر الخلفاء الأمويين هرب والتجأ إلى تلك الرابية ولديه قبر في الشيخان.
نور الهدى:
التارِيخ المُزيف، الروايات الموضوعة، الأقلام المأجورة،
هذه العوامل التي بُليت بها الأمة الإسلامية، فالّذي يرى:
- أنّ النَّبي J كانَ يهجرُ قُبيلَ وفاتهِ فمنعهُ عُمر من كتابةِ الوَصِية.
- وأنّ النُّبوةَ والخِلافةَ لا يَجتَمِعانَ فِي بيتٍ واحِد، فلّا حقَ لِعَلِيٍّ بِها.
- وأنّ معاشِرَ الأنبِياء لا يُورثونَ فلّا حقَ للزهراء ولا ظُلامةَ لَها.
- وأنّ الحسنَ بايعَ مُعاوِية.
- وأنّ الحُسَّين خرجَ على إمامِ زمانهِ فكانَ حَدّهُ القَتل.
لا عجبَ إذا صَدَّقَ أنّ النَّبي رأى اليهود يصومون عاشوراء، ويحفَلُونَ بهِ، فرأَى أنّ المُسلِمِين أحقُ بذلكَ منهُم، وأمرَ بصيامهِ والاحتفالَ بهِ..!!
حسين جنكيز:
إن بعض الشعوب العربية التي جعلت يوم مقتل الإمام الحسين ع عيدًا فهذا فيه عدة أمور :
١- إن نفاق المذاهب التي تعادي أهل البيت ع نفاق جهل وضلال، فإنهم يقدسون من يسمونهم أصحاب النبي؛ لقربهم من النبي، ويعادون أهل بيت النبي الذي تربوا في حضن النبي محمد ص.
٢- إن بعض الرموز الناصبية كسرّاق الخلافة الثلاثة وبني أمية: كأبي سفيان ومعاوية ويزيد وحكام دولة بني العباس لازال التأريخ المزور يرسم لهم صورًا خداعة، وإن المذاهب التي تعادي أهل البيت ع يعتبرون تأريخ هؤلاء الظلمة من سراق الخلافة وبني أمية وبني العباس من المسلَّمات دون أن يطابقوا سيرتهم بمطالب القرآن الكريم والسنة النبوية.
٣- إن دراسة نفسية النواصب توصلنا إلى نتيجة حتمية عنهم أنهم يبغضون أهل بيت النبي محمد ص بلا سبب.
٤- يجب على رجال المذاهب السنية وكل مذهب غير شيعي أن يرجعوا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ويطابقوا أفعال الجميع بهما، وأن يعلموا علم اليقين أن رسول الله محمداً حبيب الله سبحانه وتعالى وشجرة التوحيد التي لا تنبت إلا مسلمين طاهرين عظماء، وأولى الناس بهذا الأمر هم أهل بيت النبي محمد J، وهناك أدلة كثيرة جدًّا تثبت أن أهل البيت ع أفضل خلق الله (تبارك وتعالى).
الرادود علي الطالقاني:
وذلك لتجميل الصورة القبيحة لآل أمية، وجعلهم خلفاء أوفياء للمسلمين بعد رسول الله ص وتشويه الصورة الناصعة لآل محمد ص، وجعلهم مرتدين عن الدين، وهم لا يعرفون أن آل البيت ع هم الدين كله وهم القرآن الناطق وأنهم معصومون من الخطأ والنسيان على عكس آل أمية الذين ولغوا بدم المسلمين، وخاصة الأئمة ع ومحبيهم ومواليهم،، لكن هيهات، سيبقى الحسين ع شعلة وهاجة تنير الدرب لنا عبر العصور.
فيصل جابر:
حينما غادر العراق أصدقائي الفنانون الممثلون (حسن هادي، ومنذر فاضل، والمخرج هشام خالد) وأقاموا في المغرب، نقل لي منذر فاضل ما رآه هناك: في ليلة عاشوراء كنا نبحث عند الجيران عن (طنجرة) كبيرة لطبخ الهريسة، فوجدنا جيراننا يلعبن وبفرح بالماء وكأنه مهرجان، واحدة ترمي على الأخرى مع التضاحك والقهقهة، فسألنا عن الوضع، فقلن: هذه ليلة الماء أو ما شابه، لا أذكر، فقلنا: انها ليلة مقتل الحسين، فتعجبن وقلن حسين أبو صدام؟ فشرحوا لهنّ القضية، فتعجبوا من ذلك، انهم لا يعرفون.
رجاء الأنصاري:
الاعلام الأموي من خلال افتعال روايات باستحباب الصوم في العاشر من محرم وغالباً ما يكون الصوم المستحب يوم فرحة وعيد ما بعد انتهاء الصوم في ذلك اليوم، إضافة الى افتعال طقوس في ذلك اليوم من التبادل في الطعام والزيارات بين الناس واقامة مجالس للأناشيد التي تبعث على الفرح والسرور، كل ذلك تم صناعته والترويج له لحد الآن، خصوصاً في بلدان المغرب العربي؛ لإخفاء جريمة ارتكبها النظام المدعي للإسلام في هذا اليوم، وهي جريمة وفاجعة كربلاء، وما فعله الأمويون بعائلة رسول الله ص، وآله الطاهرين، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، واليوم لا يمكن اخفاء الجريمة ولا اثبات دليل استحباب الصوم، وبهت الذي كفر، والحمد لله رب العالمين.
علاء الطحان:
أمثال هؤلاء مازالوا يكنون العداء لرسول الله وآل بيته، ومن سار بنهجهم، كيف يكون مقتل الحسين ع عيداً، وهو من بكته السماوات والارض دماً؟ كيف يكون ذلك اليوم عيداً، وهو في يوم العاشر من المحرم يكون كئيباً حزيناً من الله سبحانه وتعالى، حيث تعطل كل اعمال البشر ونشاطاتهم، ويحزن في ذلك اليوم حتى من غير المسلمين أمثال الصابئة؟
واناشدهم عن مفهوم العيد، وهو كل يوم لا يُعصى فيه الله واوامره يعتبر عيداً، وهل مقتل ابن الزهراء وصحابته وسبي عياله لم يعتبر معصيه لله واوامره؟ لعنهم الله على مثل هذه الفرية، وأعد لهم عذاباً أليماً.
حسن حمزة الحميري:
تلك البدعة الأموية الناصبية تنتشر انتشاراً كبيراً في دول المغرب العربي، تصاحبها ألوان شتى من الفجور والطرب ومظاهر الخلاعة والاختلاط القذر بعنوان يوم من ايام الله، وهو اليوم الذي كتب به الله النجاة لموسى ع، وهزيمة فرعون وجنده كما يزعمون، وينقل هؤلاء النواصب حديثاً لا أصل له، وهو أنه لما دخل الرسول ص المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم شكراً لله بنجاة موسى ع، فقال لهم: نحن اولى بكم بالصوم في هذا اليوم، ويروي هؤلاء النواصب، أن صوم هذا اليوم كفارة ذنوب سنة كاملة، وأمر الرسول كما يدعون بمخالفة اليهود بصوم يوم قبله أو بعده، والحال أن هذه سنة خبيثة نكاية بأهل البيت واتباعهم، تركنا الله لهم خصماً، وكفى خذلانا للمرء أن يكون خصمه ابن الزهراء يوم تُبلى السرائر.