عالم من الكلمات... حوار مع الكاتبة سارة صالح

19-08-2020
زينب عباس عبد الحسين
الكتابة عالم واسع وشاسع، ولا يعلم القيمة الفعلية لهذا العالم إلا من سافر اليه وجاب أروقته الجميلة الحافلة بالتميز والتجدد، فنشأت من جراء هذا الاطلاع الواسع شريحة مثقفة وواعية، تعي دورها الريادي من جهة، وأهمية الكتابة في تقويم مسارات حياتنا وأفكارنا وتطلعاتنا من جهة أخرى.
ولأن الكتابة تعتبر من الوسائل الفاعلة في التواصل البشري الانساني، كان حرياً أن تكون شريحة الكتاب متميزة عن غيرها من شرائح المجتمع بأفكارها ومبادئها وتطلعاتها؛ لتستطيع أخذ زمام المبادرة في توجيه المتلقي، وحثه على التسلح بالنواحي الإيجابية في الحياة قيماً ومبادئ وعطاء، فكان لنا هذا الحوار مع الكاتبة المبدعة سارة صالح (طالبة علوم دينية)؛ لنخوض معها عوالم هذا الصعيد الرائع:
- متى بدأتِ بالكتابة؟ وما الذي تغيّر في حياتك بعدها؟
بدأت الكتابة منذ ثماني سنوات، عندما توفي والدي، واصبحت أخاطبه بالقلم والورقة وأصف له عذاب الفراق، وكل ما يحدث معي، وعندما كبرت، كبرت معي أحلامي، وتوسعت مواضيعي، مع توسع مجالي في الحياة، ودراستي واختلاطي بالمجتمع .
فبعدما كانت حياتي عبارة عن أسود وابيض، أدخلت الكتابة إلى حياتي ألوان القوس قزح، حيث الأمل والفرح .

- ما الذي دفعكِ لتكتبي؟ وما رأيكِ بدخول المرأة الى عالم الكتابة في كل المجالات والأجناس الأدبية؟
كوني وحيدة أهلي، دفعني للاستعانة بالقلم؛ لترجمة ما يجول بخاطري وإبداء آرائي.
أما عن دخول المرأة في هذا المجال، فلا يختلف الرجل عن المرأة؛ لأن الكتابة تعتمد على القدرة الذهنية والخيال الواسع، ومع ذلك فإني أجد المرأة في مجال الكاتبة قد تفوقت على الرجل أولاً، وعلى نفسها ثانياً.
- برأيكِ هل الكتابة مرتبطة ببناء شخصية قوية مستقلة من الممكن أن تصمد أمام الصعوبات التي نواجهها في الحياة أم لا؟
نعم، فالكتابة تجعل من المرأة شخصية قوية واثقة من نفسها، يصعب كسرها.
- ما الذي تفضلينه من الأجناس الأدبية: (الشعر أو النثر أو الرواية)؟ وإذا سنحت لكِ الفرصة، بأي اختصاص ستختصين؟
أفضل النثر، وعلى الصعيد الشخصي أفضل الرواية، وإذا سنحت لي الفرصة سأختص بكتابة الرواية .
- هل بإمكانك أن تحدثينا بإيجاز عن الفرق ما بين الشعر والنثر؟
الشعر يعتمد على الوزن والقافية، وهما يشكلان الجرس الموسيقي للأبيات، أما النثر فلا يتكلف ذلك، ولا يشترط به الوزن والقافية، وهو لغة السياسة، والخطاب، والعلم، والدين .
- ما هو هدفكِ من الكتابة؟
هو أن أعبر عن هويتي، وأن أطرح الأفكار المفيدة لإلهام الآخرين، وأحقق الأهداف المرجوة، بالرغبة والحماس والإرادة.
- هل لديكِ اهتمامات أخرى غير الكتابة؟
نعم، القراءة والاطلاع على ثقافات الشعوب في مختلف دول العالم، وتعلم اللغات.
- كلمة أمل توجهينها لكل من فقد الأمل بتحقيق حلمه؟
أقول له: لا تنطفئ، عليك أن تؤمن بنفسك دائماً وأبداً، وأن تتذكر دائماً أن الله يعطي اصعب المعارك لأقوى جنوده، وفي النهاية لا يوجد أجمل من لذة النجاح وفرحة النجاح، وإن تعثرت اليوم، فلا بأس، انهض غداً، فقط لا تستسلم.
- كان الحوار معكِ شيقاً وجميلاً شاكرة لكِ ذلك.
كل الحب لشخصكِ الكريم.