العتبة العباسية المقدسة تفتتح بناية الحياة الرابعة في كربلاء لعلاج المصابين بجائحة كورونا

19-08-2020
طارق الغانمي ‏
امتثالاً لتوصيات وتوجيهات المرجعية الدينية العليا في دعم الملاكات الطبية، وضمن حملة العتبة العباسية المقدسة لإدارة أزمة الوقاية من جائحة كورونا، افتتحت العتبة العباسية المقدسة عصر يوم الأحد (20 ذي القعدة 1441هـ) الموافق لـ(12 تموز 2020م)، مشروع بناية الحياة الرابعة لعلاج المصابين بكورونا واستشارياتها ومختبراتها في مدينة الإمام الحسين A الطبية في كربلاء، وذلك بعد أن تم إنجازها في وقت قياسي ضمن المواصفات الفنية والطبية التي تتلاءم والغرض الذي أنشئت من أجله، من قبل ملاكات قسم الصيانة الهندسية التابعة للعتبة المقدسة، وفي مدة زمنية بلغت (25) يوماً فقط وعلى مساحة (1000) متر مربع، لتكون جاهزةً تحت تصرف دائرة صحة المحافظة وخدمة أهلها.
هذا الإنجاز أضيف إلى ما تم إنجازه من بنايات أخرى لعلاج هذا الوباء في كل من محافظة النجف الأشرف لحساب مستشفى أمير المؤمنين A الطبية، وبنايتين في محافظة كربلاء في مدينة الإمام الحسين A الطبية ومستشفى الهندية العام، التي أسهمت خلال هذه الفترة في استيعاب الأعداد المتزايدة من الإصابات، والعمل جار حالياً على إنجاز ثلاث بنايات أخريات في كل من محافظة المثنى والعاصمة بغداد ومحافظة بابل.
وحضر حفل الافتتاح السيد محافظ كربلاء المقدسة، وعدد من مسؤولي العتبة العباسية المقدسة وعلى رأسهم أمينها العام المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده)، وعدد من أعضاء مجلس إدارتها الموقر، فضلاً عن مديري دائرة صحة المحافظة ومدينة الإمام الحسين A الطبية فيها.
وتحدث الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس محمد الاشيقر (دام تأييده) إلى صدى الروضتين عن هذا الإنجاز:
العتبة العباسية المقدسة مستمرة بعطائها في دعم الملاكات الطبية ومساندتهم لمجابهة وباء كورونا، وأن ملاكاتها العاملة في قسم الصيانة الهندسية وبتوجيه ودعم مباشر من المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، تعمل ليلاً ونهاراً ولم تدخر جهداً في سبيل تحقيق هذا الغرض الإنساني، خدمةً للمواطن والوقوف معه في ظل هذه الظروف.
وأضاف: أن افتتاح هذه البناية سيسهم في تعزيز الطاقة والسعة السريرية لمدينة الإمام الحسينA الطبية، وسيخفف من الضغط الحاصل في باقي ردهات العلاج الأخريات في المحافظة، فهذه البناية تحتوي على (15) غرفةً تتسع لثلاثة أسرة، ومزودة بجميع المستلزمات والمقومات الطبية والعلاجية إضافةً الى عدد من الاستشاريات والمختبرات.
مؤكداً في ختام حديثه: أن العتبة العباسية المقدسة وبناءً على توجيهات المرجعية الدينية العليا بدعم الملاكات الطبية، تعمل الآن في ثلاث محافظات هي بغداد والمثنى وبابل؛ وذلك شعوراً منها بالمسؤولية تجاه أبناء البلد لتخطي هذه الأزمة والتخفيف عن كاهلهم.


فيما أكد محافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف الخطابي:
أن مبادرات العتبة العباسية المقدسة، قد أسهمت في ترصين الوضع الصحي في المحافظة وبالأخص في ظل جائحة كورونا، حيث كانت من السبّاقين لدعم مؤسساتها الصحية وملاكاتها الطبية وهذا ليس غريباً عليها.
وأضاف: أن هذه المبادرة هي واحدة من مبادرات عديدة للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، فشكراً لها ولمتوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) ولأمينها العام (دام تأييده)، ولكل ملاكاتها العاملة في هذا المشروع.
واختتم الخطابي: البناية لا شك أنها ستسهم في زيادة السعة السريرية لاستقبال المصابين بوباء كورونا؛ لكونها تحتوي على ردهات مفردة ومعززة بمختبرات وعيادات استشارية.
أما مدير دائرة صحة كربلاء المقدسة الدكتور صباح الموسوي، فقد تحدث:
أن العتبة العباسية المقدسة ومن خلال ملاكاتها الفنية والطبية، عملت جنباً الى جنب مع الملاكات الطبية في دائرة صحة كربلاء المقدسة من أجل تقديم الخدمات الصحية، لمكافحة وباء كورونا والخروج من هذه الأزمة التي تعصف بالبلد.
وأضاف: بلا شك أن بناية الحياة الرابعة ولما تمتلكه من مواصفات فنية وطبية عالية المستوى، سوف تسهم بشكل كبير في تعزيز الطاقة والسعة السريرية لمدينة الإمام الحسينA الطبية، وستخفف من الضغط الحاصل على باقي ردهات العلاج الأخريات في المحافظة.
وعن أهم مواصفات ومميزات وتفاصيل هذه البناية، تحدث المهندس المقيم في المشروع محمد مصطفى الطويل:
تبلغ مساحة البناية الكلية (1000) متر مربع، وتقع ضمن مدينة الإمام الحسينA الطبية، وقد قسمت هذه المساحة الى قسمين:
القسم الأول: أقيم على مساحة (350) متراً مربعاً ويضم ست عيادات استشارية طبية مساحة الواحدة (12) متراً مربعاً، يضاف إليها مختبر بمساحة (24) متراً مربعاً فضلاً عن غرفة للسونار وأخرى للأشعة، وغرفة لإدارة المبنى بمساحة (24) متراً مربعاً واستعلامات وست مجموعات صحية ثلاث للرجال ومثلها للنساء، مع صالة انتظار للمراجعين تبلغ مساحتها (114) متراً مربعاً.
القسم الثاني: تبلغ مساحته (600) متر مربع وتضم (15) ردهة عزل مساحتها (24) متراً مربعاً تسع لثلاثة أسرة، ومزودة بمجموعتين صحيتين موزعة على جانبي الردهة، إضافةً الى غرف للملاكات الطبية التمريضية والإدارية والخدمية وصيدلية ومجموعة صحية خاصة بهم، وقد وزعت هذه الردهات والغرف على جانبي هذا القسم، ويفصل بينهما ممر وسطي بعرض (2,5) المتر وبطول (38) متراً.
وتابع الطويل: يفصل القسمين ممر طوله (38) متراً وعرضه (2.2) من المتر، وما تبقى من المساحة استثمر كمدخل للبناية ومساحات خضراء زرعت بأشجار وورود موسمية.
أما أهم المنظومات التي زوّد بها المبنى فهي:
- منظومة إنذار حديثة ذات مستشعرات وزعت على كافة مفاصل المبنى.
- منظومة كهربائية رُوعيت فيها الأحمال الحالية والمستقبلية، تعمل بخطين (الوطني والمولد).
- منظومة تصريف صحي.
- منظومة كاميرات المراقبة.
- منظومة تبريد ذات قطع خارجية (سبلت يونت) وزعت على جميع الغرف.
- منظومة تهوية صحية للهواء النقي (AIR FRESH) تعمل على سحب الهواء من الخارج وتنقيته بآليات خاصة، ليتم دفعه الى الردهات والغرف بدرجة برودة تتناسب مع حالة الراقدين.
- منظومة طرح الهواء الملوث حيث تعمل على سحبه من البناية وطرحه الى الخارج، بعد أن تتم معالجته؛ كي لا يؤثر على المحيط الخارجي؛ لكونه يعرض الى حرارة عالية ويعالج بمواد خاصة.
مبيناً كذلك: أن الأعمال كانت تجرى بواقع أكثر من (18) ساعة في اليوم على مجموعتين، واحدة صباحية والأخرى مسائية، وقد وفرت العتبة العباسية المقدسة لنا جميع ما نحتاجه لهذا المشروع من المواد ومن مناشئ رصينة، إضافةً لتوفيرها جميع احتياجات العاملين.
يذكر أن إنشاء هذه البناية جاء كبادرة إنسانية من العتبة العباسية المقدسة، لدعم جهود الملاكات الطبية في المحافظة والإسهام في علاج المصابين بوباء كورونا، وجاء بناءً على توصيات المرجعية الدينية العليا المهتمة بهذا الغرض.