الـزعــفـــران
19-08-2020
يسر حمزة عباس الاسدي
تاريخ زراعة الزعفران يعود إلى أكثر من 3,000 سنة، وقد كان السلف البري نبات الزعفران المُروّض هو نبات الكارترا يتيناوس، وقد قام المزارعون القدماء بزراعة الزعفران بانتقاء النباتات ذات المياسم الطويلة، ثم زرعها في مزارعهم، وهكذا انبثقت الأنواع. زرع لأول مرة في اليونان، بعدها بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران، وأيضاً كان يزرع في منطقة كشمير، حيث تعتبر إيران من أكبر الدول المنتجة له في العصور الوسطى والعصر الحديث كذلك، حيث يستعمل في أفريقيا وآسيا وأوروبا، فهو ينتج عن طريق التجفيف ما يقارب من ٤،٠٠٠ زهرة تنتج ٢٨جم من الزعفران حيث تنزع المياسم من الزهور المتفتحة وتجفف في الظل على شبكة رفيعة أو دقيقة ثم على نار هادئة. لون هذه المادة أحمر برتقالي، وذات رائحة طيبة وطعم مميز، وتحفظ في أوان محكمة؛ لكي لا تفقد قيمتها؛ لأنها تعد مادة ثمينة، فهو يستخدم في الطهي ليعطي للطعام مذاقاً رائعاً، وأغلب الناس تحب اضافة الزعفران للطعام. ولا يقتصر الزعفران على الطعام فقط، بل كان دواءً عشبياً طارداً للريح والتشنجات وانتفاخ البطن، استخدمه الأوروبيون في العصور الوسطى لعلاج التهابات الجهاز التنفسي والاضطرابات مثل: السعال، ونزلات البرد، والحمى القرمزية، والجدري، والسرطان. وكما للزعفران فوائد عدة، له مضار أيضاً، فهو يسبب مشاكل صحية عند المرضى الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم، ويسبب الزعفران بعض الآثار الجانبية المحتملة التي تشمل جفاف الفم والقلق والدوخة، والنعاس والغثيان وتغير في الشهية والصداع، ويمكن أن تحدث الحساسية لدى بعض الناس. يعد الزعفران من أغلى التوابل، حيث يتراوح سعره بين 400 إلى 1000 دولار للكيلوغرام الواحد حول العالم؛ وذلك لأن الزعفران ينمو لسبعة أيام فقط في السنة خلال: أولاً- فصل الخريف: ويتم جمعه ومعالجته بشكل يدوي وليس بالآلات، الأمر الذي يتطلب جمعه وقتاً طويلاً، وعلاوةً على ذلك، فإن جمع 1 كيلو جرام من الزعفران يتطلب حصد أكثر من 300 ألف زهرة يدويًا. زراعة الزعفران وحصاده والعمل عليه لكونه من أنواع التوابل المرغوبة، يتطلب جهداً كبيراً، فهو باهظ الثمن أيضاً، لذلك أطلق عليه اسم (الذهب الأحمر).