قراءة في كتاب ... خـطـب الـجـمـعـة الجزء الأول / الـمـجـلـد الـثـــانـي
19-08-2020
لجنة الدراسات والبحوث
خطبة الجمعة 10 شباط 2006م
لسماحة الشيخ عبد المهدي الكهربلائي (دام عزه)
من مهام خطبة الجمعة إثارة المتعة الروحية إثر تناسق اللغة وجدة المعاني التي توظف لخدمة الأهداف العامة الساعية لإصلاح شأن الأمة، وخطبة الجمعة انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي الذي يعيشه البلد.
وتحمل خطبة الجمعة من العتبة الحسينية المقدسة موقف المرجعية الدينية المباركة، وتغور في أعماق المجتمع؛ لتكون مرآة للناس وفي كتابة (خطب الجمعة/ توثيق وتحقيق) الصادر من العتبة العباسية المقدسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية توثيق لجميع خطب عام 2006 م وخطبة الجمعة يوم 10 شباط 2006 كانت لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه) تؤكد على أهمية التذكرة لما جرى في كربلاء؛ كونها قيماً نابضة في النفوس لترسخ في قلب كل مؤمن (الركائز المبدئية) التي ينبغي أن تبقى حية في نفس كل محمدي علوي حسيني.
الاستعداد للتضحية والشهادة في سبيل المعتقد والمبدأ الإسلامي الأصيل، التعبير الأمثل عن الهمّ الإنساني بما يعبر عن رؤية اهل البيت ع، تجسد الخطبة مفاهيم أئمة أهل البيت ع في كل شؤون الحياة وانعكاسات الاستجابة الروحية لشعار (يا ليتنا كنا معكم)، و(لبيك يا حسين)، واستمد قدر الشهادة من حكمة الخالق سبحانه وتعالى التي يرى فيها حياة وقداسة نبي يؤمن بأن لا برّ فوق الشهادة، وان من خصائص الايمان الحقيقي أن يحمل المؤمن همّ عقيدته ورسالته ويتفاعل مع أمته.
مفهوم يحيل الى مفهوم، ومفهوم يعانق مفهوماً؛ لنصل الى سمات الشهادة، والمعنى الأوضح لمعنى شهيد حيث تعرضه الخطبة بأن أساس الفضائل بالمجتمع البشري بأنه يحمل روح التضحية ونسيان الذات ونكرانها.
القضية في الخطبة لا تقف عند تعريف مفهوم الشهادة أو الحث عليها، وانما تقف عند جوهر القضية حين يموت الضمير، ويشل بفعل الطواغيت، نحتاج الى اسمى آيات العطاء التي تحيي فينا روح التضحية, الروح الجهادية والاستشهاد, مثلاً بإبعاد جواذب غرورها ورفضها بوعي وادراك، وهذا لا يتم الا بمعرفة أهمية الشهادة ومعرفة أهم مقومات النصر وهذه المفاهيم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية مهمة، وهي الاقتداء بسيرة الأنبياء والأئمة والاعتبار بدوافعهم الاستشهادية، وذكر الله تعالى والتوكل عليه، والعمل للآخرة وطاعة المرجعية المباركة والإخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا.
ومن حلم الانسان الارتقاء الروحي بالتحرر من قيود الجور والتعبير عن الذات بما يقربها الى الله تعالى، نجد هناك صحفاً وكتاباً لم يعوا حقيقة الحريات الإنسانية التي ما جُعلت الا لتحفظ للإنسان كرامته وعزته ولتبعده عن العبودية والذلة للشهوات والاهداء الغريزي. الإسلام يشترك في غرس الايمان، ويحترم قوانين الشريعة وإرادة الامة، فنحن نحتاج الى مقومات ثلاثة للإصلاح: الأول أن يكون الارتقاء السياسي طلباً للتغيير والإصلاح، والابتعاد عن التسلطية والترؤس واشكال المحسوبية والمنسوبية، الإصلاح وطلب التغيير على مستوى الفرد والمجتمع.
ويبقى هناك سؤال مهم يحتاج الى الإجابة بتوقيع مرجعي: كيف يتم الإصلاح على مستوى أداء الشعائر الحسينية؟ سؤال مهم والجواب عليه كما يراه سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي: لا بد من ضرورة الوعي والادراك للأهداف والمفاهيم المطلوبة من وراء ممارسة الشعائر؛ وذلك بتوظيف هذه الشعائر لإبقاء فاجعة الحسين ع.
ثانياً- الممارسة الواعية لهذه الشعائر الحسينية والمستندة الى عمقها الإنساني، ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال القراءة الواعية والفهم العميق لسيرة اهل البيت ع وأداء الواجبات الدينية والمرجعية والإنسانية, خطبة فاعلة عملت على حث الوثوب الإنساني الى مرتقاه.