بصراحة ... (تجاعيد)
19-08-2020
احمد صالح مهدي
فوضى وتداخل في الملامح، ترسم صورة مشوهة بعيدة الادراك، يصل الانسان مرحلة من العمر، تبرز على وجهه تلك الخطوط العشوائية المؤدية الى اللا طريق، فلا يمكن أن تميز قسمات الوجه، ولم يعد كما كان قبل سنوات مضت، فهي حقبة لا مفر منها، تبدأ بأكل ذلك الغصن الرطب المليء بعنفوان الشباب وقوة الرجولة ضمن اطار الماديات التي يتحدد مصيرها بالزوال، ولا تتعدى الجزء الظاهر من الانسان، فيما تكون العبرة بجوهره، وما كنزه في قلبه على مدار عمره الطويل، فما بالك بالذي أفنى سني العمر بينَ الأزقة المظلمة، حيث الشهوات الجارفة المغرية للنفس التي لطالما كانت عرضة الى المؤثرات الخارجية، فهي تأخذ الشكل النهائي من خلال ما يرسمه العقل، ويقرره ليعطينا نماذج لازالت الصورة المشوهة في ذاكرتهم، لا يستطيعون محوها مهما حاولوا ذلك؛ لأنها قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كينونتهم.
وتبقى ارادة الله تعالى هي الفيصل، فربما له حكمة من وجود هذا الأنموذج كعبرة ودرس لأصحاب العقول الراجحة، أولئك الذين يعكسون الجانب المشرق من الحياة بالتزامهم وأخلاقهم التي لم تتأثر بمغريات الحياة، ولم يحيدوا طرفة عين عن مبدأهم السامي في الحفاظ على كرامة الانسان التي أفرده الله تعالى بها دون باقي المخلوقات.
فالشكل واحد ما بين هذا وذاك، ولكن الفرق بين من نالته تجاعيد السن، وهو منكب على اللهو والعبث، وما بين الذي أفنى حياته بحرص على مكاسب ترتقي بالنفس الانسانية وفيها فوز الدارين.