دور المرأة ومكانتها في الموروث الشيعي

29-05-2020
سماهر الخزرجي
المرأةُ معلمٌ من أبرزِ معالم المجتمع الإسلامي، وهي الحجّر الأساس لمجتمعٍ متوازن يقود الركب نحو الكمال والغاية التي من أجلها خلق الانسان، ولا يخشى الوغى من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، وهي جدار الصد الأول في ذلك، وهي التربة الخصبة المعطاء التي تخرّج جيلاً سليماً لا ينجرف في دوامات الفتن، ولا ينزلق في مهاوي الشبهات.
دورها حساس جداً، وتغيير مسارها عن المسار الذي رسمه لها الشارع المقدس يؤدي لضياع المجتمعات، وتشتتها، وهدم الأسرة المسلمة، لذلك اتخذتها بعض التيارات المنحرفة معولاً في هدم وتقويض بنيان المجتمع الإسلامي.
العجيب من الغرب الذي يدعي بأنه رائد المجتمعات، وهو ينتكس ويتردى في حضارته، فتراه يقرأ القوانين الدينية بتشويش والخطأ عند من يتأثر به في قراءته لهذه العناوين بدون تفهم لحقيقة النظرة الدينية, فقوله تعالى: «وَلَيْسَ‌ اَلذَّكَرُ كَالْأُنْثى»(1) -مثلاً- أمر واقعي وجداني من وجود الاختلافات بين الرجل والمرأة بحيث يتميز كل منهما عن الآخر، والاسلام يتعامل مع هذه الخصوصيات بنظام دقيق وعادل لا يشوبه أي خلل وتخلخل في نفس النظام الطبيعي.
والدليل الواضح - الذي يرد مزاعم الغرب المدعي لانفتاح المرأة على كل شيء وأنها تصلح لمنصب الوزارات وكل شيء ويترنمون بهذا الانفتاح - أنك ترى أن عدّة النساء اللواتي يشغلن هذه المناصب فعلاً بالنسبة للوظائف الوزارية لا تصل خمسة في المائة من تلك الوظائف، بل غالباً يشغلها الرجال؛ وذلك لأنهم بوجدانياتهم يدركون عدم تناسب هذ المناصب مع العنصر النسوي، بل يتولها العنصر الذكوري؛ لما له من الحزم والشدة فانظر إلى جميع الوزارات - التي تتكون أفرادها مثلاً من العشرات أو المئات - لا تجد إلا امرأة واحدة أو امرأتين يشغل منصب وزير في تلك الوزارات، وبقية مناصب الوزراء يشغلها رجال، وما ذلك إلا لأن طبيعة ادارة الولايات والشؤون يحتاج إلى حزم وربط‍‌ لا تتوفر في طبيعة المرأة العاطفية والروحية.
فأين من ينادني بالمساواة -لا بالعدل- بين الرجل والمرأة‌؟ ولماذا لا يجعل نصف الوزراء نساء ونصف البرلمان ونصف مجلس النواب أو المجلس البلدي الذي هو أقل بكثير؟ فإنك لم تجد ولا تجد بل ولن تجد حتى خمسة بالمائة فضلاً عن النصف.
وقد جاء في عدة من التقريرات الاستراتيجية الأمنية أن المرأة أكبر خطراً وطعمة للاختراق الأمني، فهذه بحوثهم تؤيد ما يذكره القرآن الذي هو يناغي الطبيعة والوجدان السليم، فالإسلام يعين ويحدد ما هو صالح للمرأة، وأنها لو جعلت في غير موضعها ومكانها ستكون طعمة وضحية وسلعة مبتذلة.
فتشريعات الغرب دائماً تصب في ابتذال وحط‍‌ وإزراء واثقال واشقاء المرأة، بينما تشريعات الدين رحمة وعناية وحماية وكرامة للمرأة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- سورة آل عمران: آية: ٣٦.