لا على التعيين... منظار وردي

29-05-2020
محمود هاشم
فاجأني سؤال قد يكون أكبر من عمري، لكنه بالتأكيد يعنيني؛ كونه يعني جميع الأعمار: بأي منظار تنظر الى الحياة؟ قلت بلا تردد: بمنظار وردي، لماذا اخترت اللون الوردي؟ قلت: لكوني أشعر أنه الأقرب الى نفسي والأقرب الى الحياة، اللون الوردي يعني التفاؤل، المرح، السرور، الابتسامة التي لا تفارق الوجوه، بعض الكبار الذين أعرفهم عاشوا ظروفاً محبطة، لكنهم تحدوا اليأس وتجاوزوا الإحباط بتفاؤل عجيب، ومن ضمنهم جدي (رحمه الله)، فترى على وجهه دائماً ابتسامة مشرقة، وبريق أمل، ومحبة لكل الناس.
كان الجد (رحمه الله) يحذرني من التشاؤم؛ كونه يحرم الانسان من الأمل، وعندما يتعرض لموقف محرج في العمل أو في الحياة، عليه أن يستنهض الثقة بنفسه ويتجاوز الموقف، كان جدي لا يقتنع بتجاوز المحنة فقط، وإنما يريد من المحنة أن تكون محفزاً للارتقاء، كان أهلنا يقولون: (كن جميلاً ترى الوجود جميلاً)، فهناك من يرى الحياة بمنظار أسود، يبقى دائم الشكوى والتذمر، ينغص على نفسه ويقلب حياته جحيماً، عليه أن يدرك الانسان أن السعادة الحقيقية هي طمأنينة النفس، وانشراح الصدر، وهدأة البال والغنى النفسي.
الحياة تستحق الفرح، والبعض للأسف يعيش المصيبة قبل أن تقع، يفكر بالإحباط وخيبة الأمل والفزع والألم، على الانسان أن يجعل النور يتسرب بداخله من خلال ممارسة بعض الأعمال الروحية؛ لكي يطرد الحزن مثل: الصلاة، وقراءة القرآن، والزيارة، ومشاهدة بعض البرامج المفيدة.