تندرج مفاهيم خطب الجمعة تحت مفهوم الرسائل الأدبية؛ لكونها تحقق مكونات التواصل والتأثير بالمتلقي لها القيمة الاعتبارية، ولها دلالات مؤثرة بالمتلقي. وفي خطبة الجمعة 20 كانون الثاني عام 2006م كانت من أداء سماحة الشيخ علي الفتلاوي في العتبة الحسينية المقدسة.
وجود الرسالة المحمدية تعلمنا معنى الدين، وما هو الواجب تجاه هذا الدين، فلا بد من جعل الميزان الإسلامي هو الدين وابتعاد الانسان عن الدين يسبب فوضى التنافس والتزاحم خطبة الجمعة رسالة تندرج ضمن الجانب الإصلاحي رسالة ثقافية فكرية مرتبطة بمظاهر الالتزام الديني.
عندما أمر النبي J أمير المؤمنين علي بن أبي طالب A أن يبيت في فراشه قال: يا رسول الله، أو تسلم لمبيتي هناك، فقال النبي: نعم، فتبسم علي وسأل: هل ذلك في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك, يسأل فقط عن سلامة الدين. تفاعل خطاب الجمعة مع سياق الثقافة الدينية بتشكيل المكونات ذات البعد العقائدي والبعد الأخلاقي والبعد الفقهي للدين، ولو تأملنا في فاعلية الخطاب الإنساني في خطبة الجمعة، لوجدنا أن تقدم تلك العقائد بمفهوم مكونات بناء فكر الانسان وتحصين عقله، وفي اثر تحليل المضمون، سنجد تلك العقائد هي التي استشهد من أجلها الإمام الحسين A، فحضور التأثر واضح في التوجيه الإنساني السلوكي, الحركة الى الله تعالى كما يسميها الخطاب، فلا بد من الاعتناء بالعقائد معرفة العقائد، يكون لنا السلوك الاجتماعي الذي يشمل البعد الأخلاقي، يقول أمير المؤمنين A: تحرروا من الشهوات، فإن في عبودية الله عين الحرية.
ما الذي نحتاجه من السلطة التأثيرية على المتلقي؛ لكي ترسخ فيه مفهوم القيم هذا هو طموح الخطاب الحث على روح الولاية والتمسك بها، والنظر الى أخلاق الأئمة D قدوة نصون بها أنفسنا، يقول الامام الصادق A: «نحن الأسماء الحسنى»، وهذا يعني أن الامام هو الامتداد الطبيعي للنبي، والامام هو الضرورة العقلية التي حكم بها العقل المرتكزات المعرفية، تدلنا على أهمية وجود خليفة يتمثل في صفات المستخلف الله سبحانه وتعالى لا بد أن يكون منصباً من قبل الله لا يمكن أن يخضع للانتخاب، لا يمكن أن يخضع للمشورة، لا يمكن أن يخضع لرأي أهل الحل والعقد. الإمام لا يعرفه الا خالقه.
وفي المرتكز الثاني يعرفنا بجوهر الخلافة سياسة حكومة، وهذا شأن من شؤون الامام، نجد أن تحليل آلية السلطة أو الحكومة هي مواقف الخطاب السياسي التي انحرفت عن الجادة لتكون عزلتها، وإلا فهي شأن من شؤون الامام، بل هي من صغائر الشؤون، الامام الحجة لم يكن مسؤولاً حزبياً، أو رئيس دولة، أو قائد بحسب الأحكام الظاهرية بل هو الامام الذي يدير الحياة هو قطب الوجود، وإلا كيف يمثل الله في الأرض.
خطاب الجمعة للشيخ علي الفتلاوي تجوهر حول أهمية الموقف, الهوية, الانتماء.