الـواقـــع الـتـربـــوي في زمــن الحجر المنزلي

29-05-2020
عبير المنظور
مع تفاقم الأحداث في العالم؛ بسبب فيروس كورونا وفرض حظر التجول والحجر المنزلي، تأثرت معظم القطاعات في الدولة، وخاصة الجانب التعليمي بلحاظ ما مر به العراق منذ انطلاقة العام الدراسي الحالي من أحداث أثرت على مجرى العملية التربوية بدءاً من التظاهرات والاضراب عن الدوام في بعض المحافظات، وصولاً الى انتشار وباء كورونا، وانتهاءً بفرض حظر التجول، وانعكاسات ذلك على العملية التربوية ككل كبيرة جداً في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي لا أحد يعلم فترة انتهائها مع الأخذ بنظر الاعتبار تخبط وزارة التربية، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن العام الدراسي الحالي، في ظل اللغط الكبير الذي احاط بالوزارة على خلفية ملفات فساد كبيرة فيها.
وبعد مد وجزر، أعلنت عن قراراتها بشأن المراحل المنتهية فقط، وأما المراحل غير المنتهية، فلا زالت تتطلع للوزارة بعين الترقب للبتّ في مصيرها.
وحتى حلول وزارة التربية المؤقتة في فتح منصة نيوتن واعتماد التعليم الالكتروني عن بعد، فإنها ايضاً لا تجدي نفعا في ظل ظروف العراق المعروفة، فرابط المنصة لا يفتح أساساً عند الغالبية العظمى لسوء شبكة الانترنيت، وكذلك التعليم الالكتروني رغم انه معتمد في الكثير من الدول، وهو خطوة جيدة، لكن اغلب مدارسنا في العراق لم تقم بفتح قنوات أو مجموعات خاصة لطلابها إلا ما ندر.
ولا ننسى أن الواقع الصحي في البلد لا زال يعاني من الاصابات بالفيروس رغم حالات الشفاء العديدة، إلا أن ذلك لا يمنع من استمرار فرض الحجر المنزلي لضمان سلامة المواطنين من تفشي الوباء.
وبلحاظ ما تقدم، فعلى الوالدين تحمل المسؤولية التربوية لأولادهم في ظل هذه الظروف الحرجة، وعدم التحجج بسوء الواقع التعليمي في العراق، فهو سيء بالفعل في السنوات الاعتيادية فكيف الآن؟
فالأفضل أن يقوم الأهل بإكمال المنهج الدراسي لأولادهم خاصة في الصفوف الاولية للمرحلة الابتدائية، واستثمار وجودهم في المنزل، وتحبيب الدراسة لديهم، وطلب العلم حتى لو اضطررنا الى استخدام بعض الحيل مع الاطفال الصغار لتشجيعهم على اكمال واجباتهم ودروسهم في المنزل، وتشجيعهم بجوائز مادية او معنوية.
ففي كل الأحوال، انها مسؤولية الوالدين اكثر من المعلم، فإشغال الأولاد بالدراسة في زمن الحجر المنزلي افضل لهم كثيرا من انشغالهم بالألعاب الالكترونية، وأجهزة الموبايل والنوم والتكاسل بحجة الحجر المنزلي، فالحجر المنزلي وجد للحفاظ على صحة وسلامة اولادك من الوباء وليس لحجرهم عن التعليم والمعرفة، اضافة الى تعليمهم معنى استثمار الوقت، وعدم اهداره في العبثية والانشغال بتوافه الامور، كما قال امير المؤمنين ع: (.. من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كان في الدنيا همته كثرت حسرته عند فراقها، ومن كان غده شرا من يومه فمحروم» (آمالي الطوسي: ص٤٩٦).