نـزهــة فــي جـنــائـن الـتـفـسـيـر
29-05-2020
اللجنة القرآنية
(وَقَفَّيْنَا):
قال تعالى: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ...» (البقرة/87) معناه: وأردفنا وأتبعنا بعضه خلف بعض، كما يقفو الرجل الرجل اذا سار في اثره من ورائه واصله من القفا يقول: قفوت فلاناً إذا صرت خلفه، ويرى الشيخ الطوسي H يعني سار على منهاجه وشريعته ومعناه اتبعنا، وقفاه منها قافية الشعر؛ لأنها تتبع الوزن ومنه القفا، وكانت العرب تسمي الضيف بالقفي أي: يقفي بالبر واللطف، والقصد عند السيد مكارم الشيرازي أن الأنبياء جاءوا بلحن واحد وأهداف منسجمة الواحد تلو الآخر وبدأوا واكملوا التعليمات التي حملوها من الله تعالى الى أقوامهم.
(القَلاَئِد):
قال تعالى: « جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ...» (المائدة/97) القلائد التي كان المشركون يتقلدونها إذا أرادوا الحج مقبلين الى مكة من لحاء السمر، واذا خرجوا منها الى منازلهم منصرفين منها الى المشعر، وكان في الجاهلية اذا خرج الرجل من اهله يريد الحج تقلد من السمر، فلا يعرض له أحد، واذا رجع تقلد قلادة سمر فلا يعرض له أحد، وقيل انهم كانوا يتقلدون من لحاء شجر الحرم، يأمنون به اذا خرجوا من الحرم، وكان اهل الحرم يتقلدون بلحاء السمر، واهل غير الحرم يتقلدون بالصوف والشعر، والقلائد هي جمع قلادة الشيء الذي يوضع حول رقبة الانسان أو الحيوان وتقلد المواشي التي تعلم بالقلائد لذبحها في مواسم الحج.
(جَنَف):
قال تعالى: « فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (البقرة/182) الجنف: هو الميل في الكلام والأمور كلها، جنف علينا فلان واجنف في حكمه، وهو مثل الحيف من الحاكم خاصة والجنف عام، غير متجانف أي غبر متمايل متعمد، ورجل اجنف في احد شقيه ميل على الآخر، والجنف اذا أحيد عن الحق، ومعناه اذا اجنف الموصي في وصية، فللوصي أن يردها الى العدل ومن خاف من موصٍ في حال مرضه الذي يريد ان يوصي فيه، ويعطي بعضاً ويضر ببعض، فلا اثم ان يشير عليه بالحق، ويرده الى الصواب ويسرع في الإصلاح بين الموصي والورثة والموصى له حتى يكون الكل راضياً.
(باسط):
حين هدد قابيل أخاه بالقتل؛ لكون الله تقبل قربانه ورفض قربان قابيل، فقال هابيل: «لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ» (المائدة/28) ومعناه: لو مددت يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك، وفي آية: «وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ...» (الكهف/18) ذكر القرآن انه كان معهم يتبعهم أينما ذهبوا، ويقوم بحراستهم، هل كان كلبهم أم كلب الراعي، وهذا يعني أن جميع المحبين يمكنهم الالتحاق حتى الراعي، وقد رفض هذا الكلب أن يتركهم واستمر معهم.