عـصـمـة الـسـيـدة زيـنـب عليها السلام

29-05-2020
اسمهان ابراهيم عبد الهادي
قال أمير المؤمنين ع عن سورة النساء آية كهيعص: إن سر هذه الحروف هي كاف كربلاء، وما سيجري فيها على زينب ع، وفي كتاب السيد العلوي هذه الولاية المجلد الخامس، وورد في المجلد السادس (زينب الكبرى زينة اللوح المحفوظ).
نور زينب نور معنوي كنور الحسين ظاهر بنفسه، ومظهر لغيره.
النور الأول نور الله تعالى نور السماوات والأرض روضة النور الإلهية، ونور النبي محمد ص هو نور الدوحة النبوية والقرآنية، فالمعرفة الحسية من خلال الحواس قوة مدركة وقوة عاقلة والعصمة لطف الهي وقوة ملكوتية، تعصم الانسان، الامام علي ع امتلك العصمة المطلقة بأمر الله تعالى، وهو يقول: انما الطاعة لله عز وجل ولرسوله ولولاة الأمر.
قال الامام الصادق ع: الأنبياء واوصيائهم لا ذنوب لهم، والأنبياء والأوصياء عصمة ذاتية مطلقة، وهناك معصومون من غير الأئمة الاثني عشر الطاهرين مثل: العقيلة زينب، العباس ابن امير المؤمنين، وعلي الأكبر، معصومون بالعصمة العقلية، كانت بعقولهم حضور وهيمنة وسيطرة عقولهم على تصرفاتهم, عصمة العلم أيدها الامام المعصوم زين العابدين بالعلم اللدني غير معلمة مسيرة الاحداث ونتائجها من أولها الى آخرها، هي لديها عصمة في كل شيء.
هناك خلط بالرواية بين زينب الصغرى أم كلثوم وهي زوجة مسلم بن عقيل المدفونة بأرض مصر في كتاب الخصائص الحسينية للشيخ جعفر التستري، ليست زينب العقيلة من ولولت ويقال انها شجت رأسها عند المحمل -إن صحت الرواية- هي زينب الصغرى أم كلثوم، بينما العقيلة زينب شريكة الحسين ع في طفه المبارك حملت مسؤولية يوم كربلاء جعل لها الحسين ع القيادة حفاظاً على الامام السجاد ع.
يقول النبي ص: «ثمرة العلم العصمة» وهذه الصابرة التي رأت مصائب الطف جميلاً كيف لا تكون معصومة، وهي التي عجز الصبر عنها.
التقوى تعصم الانسان عصمة مكتسبة، لكن زينب ع عصمتها منذ الولادة الى الممات، لو لم تكن معصومة لما حمّلها الحسين ثقل الامام أيام مرض الامام السجاد، فعندما أشار السجاد الى علمها بأنها عالمة غير معلمة وهذا شأن المعصوم الذي لا يفكر في فعل الذنوب ولا يغفل عن ذكر الله تعالى.
عصمة زينب لا تحتاج الى دليل، فلم يصدر منها ما ينافي العصمة في أحلك الظروف واشد المواقف جرأتها في مجلس يزيد أحالوها الى الامامة بأنها تفرغ عن لسان امير المؤمنين، عصمة زينب كانت متمثلة بالشجاعة والحرص على أداء الرسالة، امرأة ترفع جسد اخيها الحسين وهو شهيد، وتنادي: «اللهم تقبل منا هذا القربان».
العصمة الروحية لم تكن قلقة او خائفة فقدت أولادها، وقُتل امامها اخوتها، وحُملت أسيرة لعشرين يوماً، وهي تحمل مسؤولية الأطفال من بلد الى بلد، وتعاني من السبي والاذلال، وما داهنت في أداء الرسالة هذه العصمة التي علمت العالم العفة والحياء.