أضرار التلفاز على الرضــــع

29-05-2020
سهاد الانصاري
كثيراً ما تنشغل العوائل والأسر عن صغارها؛ بسبب ضغوطات العمل وارتباطاتهم اليومية، ولاشك أن هذه الأسرة الغالبية منها تحتوي على وجود اطفال صغار، وربما رضع، فلا يوجد حل في نظر بعض الاسر سوى ان يتركوا اطفالهم ورضعانهم امام شاشه التلفاز لفترة طويلة، دون الالتفات الى ما يؤدي من اضرار قد تكون خافية عن ذهن الأسر أو الأبوين بشكل خاص، وخصوصاً الأم التي تحاول أن تخفف وطأة وشدة ازعاج الطفل لها، ولا تجد الراحة سوى إلهاء الطفل مع برامج التلفاز التي تصنع في الطفل ما لا يلمسه الأب أو الأم إلا بعد مرور سنوات خاصة لو كان الطفل المدمن على المشاهدة يتراوح عمره ما بين سنتين الى ثلاث سنوات، فهذه المرحلة حرجة جداً بالنسبة لعمره، فالبويصلات العصبيه طور الاستحكام، وخلايا الدماغ تتطور تدريجياً مع نموه في حين وضعه امام الشاشة لساعات طويلة يؤدي الى ركود الخلايا، وبالتالي الاصابة بمرض التوحد الذي حار به الأطباء، والذي لا يوجد سبب معين لوجوده .
كما لا يخلو الأمر من كون الشاشة والمتابعة المستمرة لها تفعل فعلتها، وتجعل من الطفل الرضيع محدود الذكاء، خامل البدن، بعيداً عن الاقتران بأقرانه للعب معهم فيما بعد، وكذلك يحرمه من نعمة التحاور مع ابويه ومحاولة تعلم اللغة الصحيحة، وكذلك يؤدي الى الركود البدني للطفل، بحيث يجعله قليل الحركة، لا يرغب بالابتعاد عن الشاشة، ويفضل الجلوس وحيداً دون مبالاة لساعات المشاهدة الكثيرة.
ومن جانب آخر، يجب أن تدرك الأم مخاطر هذا العمل الذي لا يرجع على رضيعها سوى بالأضرار، وبعد فوات الأوان لا ينفع الندم.
يقلل الوقت الذي يقضيه الوالدان مع الطفل على الرّغم من وجود برامج تعليمية عدة تتدّعي أنها توفّر فرصة وآلية لتفاعل الطّفل مع والديه، إلا أن الأبحاث أظهرت أن هذه الادعاءات باطلة وغير حقيقة؛ لأن الدّراسات أكدت أن وجود التّلفاز مضاءً يتسبب في تحدث الأهل وتفاعلهم بصورة أقل مع أطفالهم، ويقلل أيضاً من نوعية الحديث فيكون الحديث أقل اهتمامًا وانتباهًا.
كذلك بينت الإحصائيات أن البرامج التّعليمية التي يشاهدها الأطفال هي نصف ما يشاهدونه على التّلفاز، وأنّ الأهل يشاركون أطفالهم متابعة البرامج التّعليمية نصف الوقت الذي يقضيه مع الشاشة لوحده، فلابد من الاهتمام والبحث بجدية عن مضار هذا السلوك الذي يودي بمستقبل الطفل، ويؤخر نشاطاته مقارنة بنشاط أقرانه الآخرين.
والرضّع دون ١٨ شهراً، لا يمكن لهم تحليل الألوان أو الحركات أو الأصوات التي تصدرها الشاشة، فهو أكبر من مفهوم العقلي لديهم بل بحاجة الى أصوات وحركات وألوان واقعية، تساعده على النمو السليم والتعلم الصحيح.