العتبة العباسية المقدسة تطلق حملة شاملة (توعية وصحة وتثقيف) لمواجهة انتشار فايروس كورونا

21-05-2020
طارق الغانمي ‏
منذ أعلنت السلطات العراقية عن إصابة عدة أشخاص بفايروس كورونا في العراق، أطلقت العتبة العباسية المقدسة حملة شاملة وسط مدينة كربلاء المقدسة وعلى ثلاثة محاور مهمة (توعية وصحة وتثقيف)، متخذة عدة إجراءات احترازية ووقائية لمنع انتشار هذا الفايروس المستجد، ومكافحته بالطرق السريعة منعاً من انتشار العدوى.
شملت الحملة إلى استنفار كل الطاقات والجهود والموارد البشرية التابعة إلى العتبة المقدسة؛ لمواجهة خطر هذا الوباء القاتل، والاستعداد له مبكراً، على كل الأصعدة والميادين ومنها إعلامية وتوعوية وطبية وتثقيفية.
إذ نظمت شعبة الشؤون الطبية في العتبة المقدسة، ندوة تثقيفية وقائية موسعة عن فايروس كورونا بصورة خاصة والأمراض الوبائية على وجه العموم، لتوعية منتسبيها من مخاطر الفايروس وطرق الوقاية منه.
أما معهد القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية، فقد أقام جلسة تثقيفية عقدت في داخل المعهد، وقد حضرها مجموعة من منتسبي المعهد من مختلف فروعه المنتشرة في المحافظات العراقية، وتمت فيها مناقشة جملة من الإرشادات الصحية والوقائية لدفع خطر الإصابة، وقد ترأسها مدير معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي الذي أكد على ضرورة الالتزام بتلك الإرشادات وتطبيقها وحث الناس وتثقيفهم على ضرورة الوقاية؛ لكونها الوسيلة الأهم لدفع هذا الخطر، والأخذ بالتوصيات الصادرة من قبل وزارة الصحة العراقية وشعبة الشؤون الطبية في العتبة العباسية المقدسة، من خلال الاعتناء بالنظافة العامة، وتعقيم المكان باستمرار ولبس الكمامات، وغيرها من الإجراءات الاحترازية.
وعلى صعيد آخر، باشر كل من شعبة رعاية الحرم، وقسم الصحن الشريف لأبي الفضل العباس A، بخطتهما الوقائية من مرض (كورونا) باعتبارهما من الأقسام التي تكون على تماس مباشر مع الزائرين، وتبعاً للخطة الوقائية التي وضعتها شعبة الشؤون الطبية في العتبة العباسية المقدسة.
فيما اتخذت الملاكات الفنية العاملة في محطة العتبة العباسية المقدسة لإنتاج المياه النقية، سلسلة من الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، سواءً كانت للمياه الخام أو المياه المُنتجة المخصصة للشرب (RO).
كما قامت بإجراءات احترازية بشأن الوقاية من فايروس كورونا بتوفير المواد المعقمة والمطهرة في مداخل الأبواب الرئيسية للمراقد المقدسة لغرض تعقييم الأيدي من قبل الزائرين.
صدى الروضتين افتتحت ملف هذه الحملة، وكانت لها لقاءات عدة مهمة لتبيان دور مهام الأقسام والشعب والوحدات في العتبة المقدسة، وكان أولها مع مسؤول شعبة الشؤون الطبية في العتبة المقدسة الدكتور أسامة عبد الحسن كاظم:
بالنظر لظهور إصابات في عدد من دول العالم بمرض (كورونا) وبالأخص الدول المجاورة، ولسلامة الزائرين والمنتسبين التي تُعد من أولويات عملنا، اتخذنا عدداً من الإجراءات الصحية الوقائية التي ستسهم في الحد منه، وانطلاقاً من مبدأ: (الوقاية خير من العلاج).
مبيناً: أن من هذه الإجراءات هو الاهتمام باتباع أساليب الصحة والسلامة العامة، وبالأخص للأقسام التي تكون على تماس مباشر مع الزائر، كقسم المضيف والخدمية والعلاقات العامة وحفظ النظام، مع التشديد على عمل تقرير يومي بهذه الإجراءات.
والأمر لم يقتصر على هذا الجانب فحسب، بل إن الملاكات الطبية في الشعبة تتابع وبدقة كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا التي عملت عليها كل أقسام العتبة المقدسة، إذ تم تزويد جميع الأقسام بأنواع من المعقمات والمطهرات التي تنتجها شركة خير الجود، ليتم استخدامها وفق برنامج محدد وضع مسبقاً.
موضحاً: أن أعمال التعقيم مستمرة لكل مداخل العتبة المقدسة والصحن الشريف، إضافة إلى تعقيم السجاد والأغطية ووضعها في أكياس مخصصة، كما تم الإيعاز إلى قسم المضيف لاستخدام الأواني ذات الاستعمال لمرة واحدة.
مؤكداً: تم استخدام تقنية المايكروسين في تعقيم داخل الحرم، وهي تقنيّة فعالة جداً وحاصلة على موافقات وشهادات عديدة مثل الـ(ISO) و(CE) و(EPA) و(FDA)، وهي مسجلة في وزارة الصحة العراقية وفي العديد من البلدان.
مشيراً: قمنا بالعديد من حملات التوعية في مختلف المناطق من أجل شرح تفاصيل وافية للمواطنين، إضافة إلى توزيع عدد من البروشورات الإرشادية.
مسؤول شعبة رعاية الحرم الطاهر لأبي الفضل العباس A، الأستاذ زين العابدين عدنان أحمد القريشي:
في البدء، أخذت شعبة رعاية الحرم على عاتقها تقديم الخدمات للزائرين وتنظيم سيرهم وحركتهم، إضافة إلى أعمال أخرى في داخل الحرم الطاهر والطارمة التي يطل عليها، ومن جملة ما تم العمل به وتبعاً للتوجيهات الصادرة من الأمانة العامة للعتبة المقدسة تلخصت الأعمال فيما يلي:
- تعقيم الشباك الشريف من خلال رشه ومسحه بمادة (micro safe)، وهي مادة معقمة ومطهرة ذات فعالية عالية وغير مؤثرة على المعدن ولا تؤثر على الزائر، وهي مجهزة من قبل شركة خيرات الجود وأثبتت نجاحها وفعاليتها.
- تعفير سجاد الحرم والطارمة بمواد مطهرة خاصة.
- توفير أنواع من البخور الطبيعي لتبخير المساحة المحيطة بالحرم الطاهر، وما يجاوره، الذي يمتاز بعطره النافذ وقتله للجراثيم، وهو صديق للبيئة ولا يسبب أي تحسس للزائرين.
- فتح نوافذ الحرم بصورة دورية للسماح بتبديل الهواء ودخول أشعة الشمس.
أما أعمال قسم رعاية الصحن الشريف أوجزها معاون رئيس القسم الحاج هادي الهنون، بالنقاط التالية:
- التقليل من حالات زحام الزائرين في الأماكن التي تشهد أحياناً تجمعات لهم.
- تعقيم وتعفير البوابات الخارجية للصحن الشريف.
- غسل الأفرشة التي تقدم للزائرين بصورة يومية.
- تنظيف وغسل السجاد المفروش في الحرم بصورة مستمرة.
- فتح خيام سقف الصحن الشريف للسماح بدخول الهواء وأشعة الشمس.
المهندس أحمد أمجاد مسؤول شعبة المياه في العتبة العباسية المقدسة:
الإجراءات بالأصل متخذة من قبل الشعبة، لكن تم التأكيد عليها بشكل أكثر من سابقتها مع اتخاذ بعض الأمور الاحترازية التي من الممكن أن تسهم في الحد من انتشار هذا الفيروس، فالمنظومة تعمل بنظام الجودة وتبعاً لمقاييس ومعايير وزارة الصحة العراقية والنتائج المختبرية، سواء كانت للمختبر التابع للشعبة أو فحوصات دائرة صحة كربلاء.
المهندس علي جاسم أحد المشرفين على الأعمال في منظومة المياه:
إن الإجراءات التي تم اتخاذها في الوقت الحاضر، هي جزء من سلسلة إجراءات اتخذتها العتبة العباسية المقدسة، بناءً على توجيهات المرجعية الدينية العليا وتوصيات العتبة المقدسة لدرء مخاطر هذا الفايروس الذي تعد المياه أحد مصادر تفشيه، ومن هذه الإجراءات:
- زيادة أعمال تعقيم وتطهير مصادر المياه الرئيسية للمحطة.
- إضافة مواد معقمة مسموح بها صحياً للمياه المعدة للشرب.
- تكثيف إجراءات الفحص المختبري بواسطة مختبر المحطة الرئيسي وبصورة يومية، بعد أن كان كل ثلاثة أيام.
- زيادة كميات مادة الكلور المضافة للمياه وضمن مقاييس ومعايير صحية وطبية مسموح بها.
- الابتعاد عن ملامسة أي مفصلٍ من مفاصل المنظومة يدوياً بصورة مباشرة، وفي حال الضرورة يتم اتباع طرق السلامة الصحية.
- تعقيم وتطهير منشأ المنظومة وأجهزتها ومعداتها بصورة يومية وبمواد خاصة تتلاءم وطبيعة عملها، وبما لا يؤثر على نقاوة المياه.
- زيادة تهوية بناية المنظومة.
- إخضاع العاملين في المحطة لأعمال التعقيم والتطهير وضمن آليةٍ حددت لهذا الغرض.
- إجراء فحوصات مختبرية لكل مرحلة من مراحل إنتاج المياه، حتى وصوله إلى منافذ الشرب الرئيسية.
وجدير ذكره أن العتبة العباسية المقدسة وعبر منافذها المختلفة، قامت بحملات تطهير أماكن عدة في داخل مدينة كربلاء المقدسة أو في خارجها، وهي مستنفرة كل طاقاتها وامكاناتها لمواجهة وباء كورونا ومنع تفشيه.