ورشة صدى الروضتين النقدية قراءات في النص الإبداعي (قالت لي كربلاء) للكاتبة: آمال الفتلاوي

21-05-2020
لجنة الدراسات والبحوث
السعي لإقامة ورشة أدبية لصدى الروضتين، هو طموح باتجاهين، الأول: قدرة خلق كاتبات مؤثرات في الوسط الثقافي، والاتجاه الثاني: تنمية بذرة الابداع النقدي والتحاوري، وهذه الورشة ليست تعليمية بقدر ما هي تثقيفية، ونحن على ايمان بأن ورشة صدى الروضتين ستبرز لنا طاقات مبدعة:

(النص الإبداعي)
(قالت لي كربلاء)
الكاتبة: آمال الفتلاوي
أنا لا أختلق الكلام.
لم أقل لكم أكثر مما قالته هي لي.
قالت لي كربلاء:
من ترابي خلق الله العظماء.
من دماء التضحيات بُنيت القباب وارتفعت المنائر.
على أرضي، تنفست الحياة الفضائل.
على بقاعي تلاشت صفحات التأريخ، وأصبحت بداية التأريخ كربلاء، نهاية التاريخ كربلاء.
قالت لي كربلاء:
أول قطرة دم سقت أرضي أنبتت المفاخر.
بنت صروح الكرامة والإباء، اقتفت أثرها بقايا منارات الحكمة والجمال.
قالت لي كربلاء:
لا رياء في حب الحسين A مادام ينبض في العروق اسمه.
لا رياء ما دامت الأرواح تحلق في مدار جاذبية شمسه.
قالت لي كربلاء:
لا رياء في حب الحسين A ما دمت تبحث ما بين حروفك عن كلمات حبه.
وما دمت تنقب في معانيها، تغوص في عمقها لعلك تجده فيها.
لا رياء، ما دامت بوصلة قلبك تشير إليّ أينما تذهب.

القراءة الأولى
الكاتبة: منتهى محسن
أفصحت الكاتبة عن جملة حقائق تصدرتها مشاعر اللهفة والاشتياق، وتنفست الصدور، حديث الولاء الحميم، تحدثت كربلاء، فكان حديثاً ذا شجون «على بقاعي تلاشت صفحات التأريخ، وأصبحت بداية التأريخ كربلاء، نهاية التاريخ كربلاء».
مدينة عريقة بقببها مزدانة بمنائر الأبرار، سخرت الكاتبة قلمها لتبحر وصفاً في مدينة العز والكبرياء والفداء «أول قطرة دم سقت أرضي أنبتت المفاخر، بنت صروح الكرامة والإباء، اقتفت أثرها بقايا منارات الحكمة والجمال».
ودار الحديث وجاء الاستماع والاصغاء فوهة تنطلق منها الأحاسيس والمعاني، وعُبدت السطور لحن الحب والعشق لسيد الشهداء الذي أضحى حبه طريق الوافدين والعشاق بلا غلو أو رياء، لتختم الكاتبة عبر حديث كربلاء بشهادتها على صدق ذلك الحس النبيل الذي ساقته بوصلة القلوب قبل الأحداق، موفقة الكاتبة فيما كتبت واجادت في مراميها عبر ما افصحت عنه مدينة كربلاء.

القراءة الثانية
الكاتبة: حنان الزيرجاوي
تناولت الكاتبة من خلال كتابة خاطرتها كربلاء من زاوية مغايرة في الرؤية، وذلك من خلال استنطاق كربلاء، وهذا واضح من تكرار عبارة (قالت لي كربلاء) في بداية كل فقرة من فقرات الخاطرة، فكربلاء التي قالت وليس ما نراه نحن، أو تراه الكاتبة، بل كربلاء قالت على لسان الكاتبة، وقد توفقت الكاتبة.

القراءة الثالثة
الكاتبة السورية:
بشرى مهدي بديرة
بداية النص جميلة، ركزت فيها الكاتبة على بعدي المكان والزمان، الزمان المجازي لربما في بعض التفاصيل، وهما العنصران الرئيسان في النص.
كربلاء، ترابي، قبل، منائر، بقاعي، أرضي، صروح، بقايا، اقتفت اثر، مدار، تنقب، تغوص، بوصلة
بداية التاريخ، نهاية التاريخ.
ولا نجد انفصالاً بين الزمان والمكان في عملية النقد، لكن تأثرها بالمكان كان واضحاً جداً. المكان عند الكاتبة أخذ طابع المحور في النص، انتقلت فيه من المكان الواقعي إلى المكان الروحي -إن صحّ التعبير- والتخيلي في بعض الحيثيات في علاقات متداخلة فيما بينها، سمحت بظهور أثر المكان في دواخل المتلقي.
وتوظيف المكان بهذه الكيفية أعطى النص بعداً واتساعاً في الرؤى، حيث تجاوزت الصور الفنية حدود الرؤية للمكان بعناصره الخارجية إلى التفاعل الوجداني، ولفتت نظر المتلقي إلى فضاءات لا حدود لها .
أرجو أن أكون قد ألقيت الضوء على جانب من جوانب هذا النص.
(التعقيب الأول)
ورشة صدى الروضتين النقدية
قراءة في قراءة الكاتبة منتهى محسن
قراءة انطباعية فيها المشاعر وفيها كشف مرامي الهوية الابداعية وتسليط الضوء.

(التعقيب الثاني)
ورشة صدى الروضتين النقدية
قراءة في قراءة الكاتبة: حنان الزيرجاوي
نجد انها سلطت الضوء على قضيتين مهمتين في النص، الاولى: عرضت قضية الأنسنة أي: استنطاق كل شيء، فكربلاء قالت، اي انها تمثل بالإنسان، والنقطة المهمة الثانية التي عرضتها الابنة ملاذ هي اللازمة اي ان المبدعة آمال اتخذت من كربلاء لازمة تنطلق منها وتعود اليها واللازمة اولاً تشكل مجموعات برزخية منفصلة متصلة تنطلق منها وتعود اليها لتبدأ من جديد فيصبح النص عناقيد.

رأي ورشة صدى الروضتين:
الذاكرة الشعبية تتصور النقد معولاً يهدم النص، في حال وجدنا قراءات في غاية من الايجابية مهمتها البحث في عوالم النص، منطلق القراءة هو منطلق نقدي يسعى ليضيء مكامن النص.

سؤال: ما هي الأنسنة؟
ورشة صدى الروضتين النقدية: الأنسنة معناها أن تجعل للجمادات سمة البشر: (قال لي الطي/ قال المسمار/ انا اعتذر يا سيدتي الزهراء/ قالت الباب لحظتها يا مولاتي أتمنى لو لم أخلق).

القراءة الرابعة
الأديب علي حسين الخباز
نلج قيمة العنوان في نص آمال، وهذا ما طرح في التشخيصين، العنوان يشكل العتبة الأولى هو اللحظة التنويرية لفحوى النص، عبرت به آمال عن هويتها منذ العنوان، ركزت على التعالق الروحي بين كربلاء وبينها، وخلقت انبهاراً أسلوبياً أحياناً، أرادت من خلال السرد أن تسلك الجانب النثري؛ كونه جانباً مؤثراً بسيطاً، والبساطة المضمونية هي أصعب أنواع الكتابة.
العناوين تتنوع منها ما يأتي بمفردة قد تكون فعلية مثل: يسعى، يبكي، يقتل، وقد تكون اسمية مثل: كربلاء، وتكون جملة (وقالت لي كربلاء)، وكأن الواو منحت التأكيد والاستمرارية، وتخصيص العنوان عند آمال ارشدنا على جوهر النص ومعناه:
تبدأ تفاصيل الملحمة من ترابي/ من دماء/ على أرضي/ لي بقاعي
ننظر الى الشموخ الذي رسمته آمال العظماء/ القباب/ المنائر
بالمقابل هناك تلاشٍ امام هذا الشموخ الارتقاء، هناك تلاشت صفحات التاريخ لتقيم تاريخاً آخر البداية النهاية.
أنا لا أريد أن أفسر النص، لكني أريد أن اظهر علاماته/ تأويله/ جمالياته.
ما يمكن أن يصل الى المتلقي المتأمل في النص، تبدأ اللازمة تشتغل، تلم الموضوع لتبدأ به صولة أخرى.
ننظر الى عملية تأويل داخل النص آمال تسترسل/ اول قطرة و، و، ولكنها تبدأ علامتها اقتفت اثرها بقايا منارات الحكمة والجمال/ طبعا الفهم سليم، لكن قضية التأويل لابد أن نقف عندها، لكل مفردة معناها الصحيح معنى عادي معنى واضح لغة الايضاح معناها أيضاً واضح، الكاتبة تريد أن توصل المعنى الى المتلقي بمعنى اكثر من موقع الكلمة معنى تأثيري، الأدب يوسع مناطق التأثير مثلاً في جملة شربت الماء فتذكرت الحسين A جملة واضحة يأتي من يحرم مساحة يزيح مفردة ويضع بديلها مفردة:
شربت العطش، فتذكرت الحسين، آمال اعطتنه البعد التأثري لكربلاء، فتحت سبيلين للتأثير الاول منارات الحكمة الجانب الفلسفي للقضية كربلاء طورت ثقافة العالم وكربلاء عززت النظرية الجمالية، حتى اصبح كل هذا القتل والذبح والدمار في عيني زينب B جمالاً، لو ابحرنا في عوالم السبيلين معاً الثقافة والحضارة ورؤيا التضحوية مع السبل الجمالية هذا هو البعد التأويلي احدهم يقول: احترقت الخيام في الطف واخر يقول ليست خياما بل احترقت القلوب في الطف لترفع بعدها الراية تصريح توقيع لا يحتاج الى لغة اشارية، هي الآن تبحث عن الصرخة لا رياء لا رياء مادام اسم الحسين رسم خلوده الوجداني والروحي والتاريخي، وتنتهي الملحمة عند آمال بالاستمرارية فما دمت تبحث في معناك تجد كربلاء يعني النص اراد أن يقول: إن كربلاء فيكم اراد أن يقول انتم كربلاء.
انتقلت فيه من المكان الواقعي إلى المكان الروحي -إن صحّ التعبير- والتخيلي في بعض الحيثيات في علاقات متداخلة فيما بينها سمحت بظهور أثر المكان في دواخل المتلقي.
وتوظيف المكان بهذه الكيفية اعطى النص بعداً واتساعاً في الرؤى، حيث تجاوزت الصور الفنية حدود الرؤية للمكان بعناصره الخارجية إلى التفاعل الوجداني، ولفتت نظر المتلقي إلى فضاءات لا حدود لها .
أرجو ان اكون قد القيت الضوء على جانب من جوانب هذا النص.
سعت ندوة صدى الروضتين النقدية لانتاج الوعي وناقشت العديد من المحاور الإبداعية؛ سعيا لتنمية الخيال وتطوير آليات الكتابة ان شاء الله سيتسع عمل هذه الورشة لنحتفي بمبدعات ابتعد عنهم الصدى الإعلامي، وكل ندوة وانتم بخير.