كـربـــــلاء الـقـلـــــب.. الـفـصـل الـثـــانـي (الـطـريـــق الـــى كـربـــــلاء)
17-05-2020
علي الخباز
(مسمع)
(معسكر الحسين)
الحسين: «إني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر وأوفى من أهل بيتي، فجزاكم عني كل الخير».
كان الفجر النبوي درعاً ولامة حكمة بها تستيقظ الأرض، وتقرأ النبوأت فقد اخبرني جدي النبي الكريم أني سأساق الى العراق الى جرح يتألق عناوين رجاء فأنزل ارضاً تسمى عمورا وكربلاء، وفيها يكون سنا المصير خلاصاً يمد الخطى نحو الجنان، وهذا الليل دليل بأن الفجر في غد آت، وإذا ظمئ النهر يمد شريانه رواء؛ كي يحيى، واني قد اذنت لكم فانطلقوا في حل ليس عليكم مني ذمام فاتخذوا الليل حمام، وليأخذ كل رجل منكم رجلاً من أهل بيتي، فإن القوم انما يطلبونني.
(لغط)
(جوقة): حين يترك النهر منبعه يجفه مجراه.
(هاشمي1): ليورق ليل الميادين ياسمينا، فبنوا هاشم اولى بهذا العبير.
(هاشمي2): لتورق هذه الصحراء المتقرفصة في مدن سامقة بالتراتيل.
(هاشمي3): كلما أنظر الى هذه الصحراء، أراها وكان الله شاء لها أن تكون سجادات صلاة.
(هاشمي4): ليس شرطاً أن تكون الجراح دماً تشدقها السيوف، فهذه السيوف استباحت دمنا منذ اليوم الأول واللحظة الاولى لبيعة الجور عقد السقائف على دمنا، وانتظروا مواسم القطاف، هم الآن على الطرف الآخر يتلصصون علهم يرون خيمة مرتعدة الفرائس؛ كي يفرحوا.
ونحن نحمل الشغاف إرثاً من يقين فما نفعه دونك ياحسين لما نهرب؟ كي نعيش بعدك، لا يا مولاي هو المخاض آت، مخاض أمة عرشها الجراحات في صخب الصمت مواجع لا تستريح لا أراني الله الحياة بعدك أبداً.
الحسين: يا بني عقيل حسبكم من التضحيات بمسلم.
عقيلي1: نشيج في الاحشاء ما زال يبلل الرمق المتجذر فينا، انخلع في هذا الليل المسكون في الجراح تواريخ انتمائنا، ونطوف في الارجاء بلا ذات، ماذا يقول الناس عنا ولقد تركنا لليل سيدنا ارث النبوة دون نصير، دعنا سيدي نرحل اليك.
عقيلي2: في الافق الذي أمامنا ماء وليس سراباً، وتلك الأسماء التي ذابت ببعضها وكانت لنا شرفاً، فكيف أن لا نرمي معهم سهماً، ولا نطعن برمح ولا نضرب بسيف، ونبقى في طقس هذا الانتماء لا يا سيدي معذرة نحن نفديك بالنفس والاموال والاهل، ونقاتل فيك ومعك حتى نورد ما تورد، فقبح الله عيشنا بعدك، وليكن ما يكون المصير.
شخص1: سيدي يا حسين، مسلم بن عوسجة يستأذنك الكلام.
مسلم: سيدي ليس هناك حصاد بلا ارض، فلتكن ارضنا اليوم صرخة الميادين وأهزوجة تبرجت في سوح القتال هذه الصحراء القاحلة، اليوم اراها وكأنها تصير مستقرا للفضيلة وركب القوافل تأتي لتبارك مناخ هذه الركاب وعلى سفح الحساب يكون العذر ثقيلاً: كيف تركتم الركب وحاديه يمكث بين الصرخة عويلا ويا لموت النفوس اذا رحلت لتنجو، والموت معك يا سيدي هو النجاة، اما والله لا نفارق للطعان بهمس حياة لا نفارق حتى نطعن في صدورهم الرماح ونضرب السوف ما بقيت قوائمها في ايدينا، وان لم يكن معنا السلاح فبالحجارة نرجم هذا الحضور الغائب الاحياء الموتى، ولنمُتْ أحياء نرفل بالخلد معك.