(دعـوة نـبــــي)
17-05-2020
اللجنة التاريخية
دخل رجل كبير السن على وليمة فطور رمضاني، نظروا اليه وأحبوا أن يمازحوه ليختبروا معلومته، عساه ينفعهم أو ينفعونه بشيء، دون أن يسألوه؛ كي لا يحرجوه، فتجاذبوا أطراف الحديث بينهم على مسمعه، وأخذهم الحديث يميناً ويساراً، والرجل لا يبالي بشيء، وعندما تحول الحديث الى شخصية خديجة ع، تحدث ليصغي الجميع اليه، قال أمير المؤمنين علي ع عن النبي ص: إن الله اختار من النساء اربعا، مريم وآسيا وخديجة والزهراء عليهن السلام، فهي أول من اسلمت من النساء، وأول من صلت خلفه.
قال أحد الشباب مشجعاً الحاج: أحسنت طيّب الله أنفاسك، عقب الحاج: قال الإمام موسى بن جعفر عن أبيه ع: لما دعاها وعلياً الى الإسلام، قال لهما: إن جبرئيل عندي يدعوكما الى بيعة الإسلام، فأسلما تسلما واطيعا تهديا، فقالا: أطعنا يا رسول الله، وكانت الشروط هي الشهادة بأن الله لا اله الا هو وحده لا شريك له في ملكه، لم يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة، هو إله واحد، وإن محمداً عبده ورسوله، أرسله الى الناس كافة بين يدي الساعة، قالا: شهدنا.
صاح الشباب: احسنت يا حاج موضوع مُشوّق، فقال الحاج: عليكم أن تنتبهوا لعدد من المميزات التي منحها الله لخديجة، فكان الباري (عز وجل) يخصها بالسلام، ويكفي أن جبرئيل ع يبشرها بأن لها بيتا في الجنة.
وكان النبي ص، يكثر الثناء على خديجة ع, فكان يحبها حباً كبيراً، ويعتز بها ويذكر مواقفها المشرفة والشواهد على ذلك كثيرة، قال امير المؤمنين علي ص كان النبي يقول لبعض نسائه: انها صدقتني اذ كذبتم، وآمنت بي اذ كفرتم، وولدت لي اذ عقمتم، قال رسول الله ص عند وفاتها شهيدة صابرة محتسبة: «ما اغتممت بغمّ أيام حياة ابي طالب وخديجة رحمهما الله».