السندباد بين الحقيقة والخيال...
13-05-2020
محمد باقر فالح
رافقت طفولتنا البريئة حكاياتها، وتفاعلنا مع مغامراتها، وأخذتنا بعيداً في عالم الخيال، عشنا معها بجميع مفاصلها وأحداثها المشوقة.
رحلة السندباد البحري لم نكن نعرف حقيقتها: هل هي من القصص الحقيقية أم خيال؟
لكنها بالرغم من ذلك أخذتنا إلى عالم المغامرات الشيقة، التي لا تخلو من المخاطر تارة، ومن الذكاء والفطنة تارة أخرى.
قصة السندباد من القصص التي ذكرت في كتاب (ألف ليلة وليلة) التي لا يعرف مؤلفها هل هو كاتب أم كاتبة؟
وتتناول أحداث القصة عن شخصية أسطورية من الشرق الأوسط، بالتحديد من بغداد اسم سندباد باللغة الفارسية، تعني (زعيم السند).
عاش في زمن الخلافة العباسية، يسافر في البحر مع عمه؛ طلباً للمغامرة والمعرفة، وهناك يلتقي بشخصيات غريبة وأخرى مرعبة.
ويتعرض إلى مخاطر جمة، ومن خلال رحلاته السبعة تظهر معالم المجتمع العربي الشرقي وبطبقاته وعاداته وأخلاقياته.
وكذلك يوضح الواقع الاقتصادي والاجتماعي لمكان معين، وتوضح القصة أيضاً عادات وتقاليد الشعوب والبلدان التي يزورها بطل القصة، واكتشافه أموراً لم تكن معروفة آنذاك.
وتوضح القصة معرفة بحرية جغرافية، وهذه الفترة كانت ما قبل عصر الاستكشافات، والسؤال هنا: كيف لكاتب أن يصف أمراً أو يتخيله، ولم يكن يعرفه أو سمع عنه؟
تأخذك قصة هذا البحار إلى عالم غريب كله مغامرات لا تخلو من الحكمة أبداً.
فمثلاً تعلم القارئ الصبر على الشدائد والمحن، والتفكير بحكمة وذكاء للخروج من كل مأزق.
والتعاون بين الجماعة هو السبيل الوحيد للقوة والظفر.
ثم إن التوجه والخضوع لله تعالى في المصاعب أمر تبرزه أحداث القصة كثيراً.
وتبرز معها شخصية السندباد بالفتى المسلم، المؤمن، المصلي المتوجه إلى الله تعالى في كل أحواله، ويدعو الله على الدوام ويشكره .
والقصة لا تخلو من عناصر الإثارة التي تتمثل بالشخصيات المرعبة: كالطائر الكبير الحجم والمارد وحورية البحر، فضلاً عن كونها شخصيات خرافية، إلا أنها تعطي للقصة كل عناصر التشويق والمتابعة.
ومما لاشك فيه، فإن في قصص الأنبياء والمرسلين، وسيرة رسولنا العظيم (ص) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) أسوة حسنة، وموارد طيبة يمكن أن نرتوي من معينها فتنفعنا في الدنيا ولنفوز في الآخرة .