الـمـهـدويـــــــــة.. وإيقاظ الفطرة السليمة
13-05-2020
حنين علي
جميع المهام الجهادية والعقائدية، أنيطت مهمتها بالإمام المنتظر عج وأوكلت له هذه المهمة الربانية بنبوءة رسول الله ص، وشهادة الإمام علي والأئمة ع من بعده، للترسيخ المعرفي به، والالتزام بموالاته، وظهور المهدي كحلقة من حلقات مجاهدة أنصار الحق لأشياع الباطل، والمعلوم أن الأئمة ع نور محمد ص، وهو نور رباني، قال النبي ص لجابر: «أول ما خلق الله نور نبيكم ومنه خلق كل شيء».
وسعى الأئمة ع في إيقاظ الفطرة السليمة والفطرة بمعناها أن الله خلق الانسان على فطرة سوية مهيأة للإيمان، والناس توحدهم الفطرة للاستعداد الكامل للدين وقيمه، والفطرة هي الإسلام الخالص، ليكونوا بذلك مرشدين للناس الى الله تعالى، وإن تعددت الآليات بحسب الظروف التي تختلف من زمن الى زمن، ولذلك يخضع الأداء الى مقومات زمانية، وبالنتيجة وإن تعددت الأدوار والآليات إلا أن هدفهم واحد، تعدد أدوار، لذلك اختص النبي ص بالتنزيل، وقاتل علي ع على التأويل، والحسن ع اختص بامتحان الهدنة، والامام الحسين ع بالشهادة، واختص الامام الصادق ع بتكوين مدرسة التشيع، وسعى الإمام الهادي ع بالتخطيط المباشر لغيبة الامام المهدي ع، والتنبؤ بوجوده، يقول الامام الصادق ع: لو قام القائم لأنكره الناس؛ لأنه يرجع اليهم شاباً، وقال الإمام موسى بن جعفر ع: ولكن أن تعيشوا فسوف تدركونه، فمن المؤكد أنهم لو عاشوا لأدركوه، وقال الإمام الباقر للقائم: غيّبت قبل ظهوره، واختصّ الامام الهادي ع بالتخطيط المباشر لغيبة الامام المهدي عج، وبعده جاء دور الامام الحسن العسكري ع، لقربه من الغيبة، فهيأ النفوس والعقول لتقبل فكرة غيبة الامام المهدي عج.
لو فكرنا اليوم في انتظار المسلمين منذ كل هذه القرون لظهوره المبارك ليحيي الأمة بأنه حامل لرسالة عالمية لا تختص للشيعة فقط، أو بالمسلمين، بل إن رسالته لكل الإنسانية؛ لأن ظهوره سيعلن قيام دولة العدل المنتظرة، هذه التوعية جاءت بجهود توعية الأئمة من خلال نصوص واشارات، يقول الإمام الحسين العسكري ع: «ومن بعدي الحسن ابني فكيف للناس للخلف من بعده، وشخصه لا يرى ولا يحل ذكر اسمه، حتى يخرج ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلما وجورا».
الايمان بوجود الامام المهدي ودولته يعني الايمان بدين الإسلام وقدرته على قيادة الكون كله، قال الامام الحسن العسكري ع: «اشهد عليّ أن عثمان بن سعيد العمري وكيل وان ابنه محمد وكيل ابني مهديكم» استطاع الأئمة ع تهيئة العامة لاتباع أهل البيت ع لاستقبال الوضع الجديد، فسلام الله عليك سيدي يا منقذ الأمة وقائد نهضتها.