العتبة العباسية المقدسة تفتح ردهة الحياة الثالثة في مستشفى الهندية العام بوقت قياسي مدته (24) يوماً فقط
11-05-2020
طارق الغانمي
افتتح عصر يوم الأحد (2 رمضان 1441هـ)، الموافق لـ(26 نيسان 2020م) بناية ردهة الحياة الثالثة، التي نفذتها الملاكات الفنية والهندسية في العتبة العباسية المقدسة التابعة إلى قسم الصيانة الهندسية وبمتابعة شعبة الشؤون الطبية في العتبة المقدسة، وبرعاية مستشفى الكفيل التخصصي التي قدمها كهدية مجانية لمستشفى الهندية العام، وهي كإجراء احترازي لاستيعاب المصابين بوباء كورونا المتفشي في البلاد.
وقد حضر الافتتاح كل من وزير الصحة العراقي، ووفد مثل العتبة العباسية المقدسة ترأسه أمينها العام ونائبه وعدد من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها، فضلاً عن ممثلين من الحكومة المحلية في محافظة كربلاء المقدسة وقياداتها الأمنية ومدير دائرة صحتها وقائم مقام قضاء الهندية ومديري دوائرها الخدمية والأمنية.
هذا وقد قدم الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة للوفد الحاضر شرحاً موجزاً عن مميزات ومواصفات الردهة، مع عرض وتيرة الأنجاز وهو في وقت قياسي مدته (24) يوماً فقط، مبينا أن هذه هي الردهة الثالثة التي نفذتها ملاكات العتبة المقدسة خلال شهر واحد فقط، بعد إنجاز ردهة مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الطبية في كربلاء، وردهة أخرى في محافظة النجف الأشرف نفذت لصالح مستشفى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن جميع هذه الردهات قد سلمت لدوائر الصحة لتشرع باستخدامها وتقديم خدماتها، كما أكد المهندس الأشيقر أن العتبة المقدسة ماضية بتنفيذ جميع الإجراءات الطبية والوقائية للحد من انتشار وباء كورونا.
بعدها عقد مؤتمر صحفي حضرته مجموعة من القنوات الفضائية ووكالات الأنباء المسموعة والمقروءة والمرئية، واستهل فيه الوزير الصحة العراقي إجابته على أسئلة الصحفيين بالاشادة على العتبة العباسية المقدسة ودورها الكبير في التصدي لهذا الوباء، وبناية الحياة الثالثة هي إحدى هذه المصاديق، وقد تمحور الجزء الثاني من الإجابات حول الإجراءات الحكومية في التصدي لوباء كورونا وموقفها منه في هذه الفترة وما حققته.
وأكد السيد وزير الصحة الدكتور جعفر علاوي أن إنجاز مثل هكذا منشأت صحية متقدمة وفي فترة وجيزة هو مدعاة فخر واعتزاز، وبهمة هذه السواعد سنكون قادرين على توسعة هذه المنشآت في عموم محافظات العراق.
الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس محمد الأشيقر، كانت له كلمة صحفية، جاء فيها: إن إنشاء هذه الردهات جاء بناءً على توجيهات المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وقد كانت خطوتنا الأولى في ردهة الحياة الثانية في مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الطبية التي أنجزت في مدة وجيزة جداً بلغت (15) يوماً فقط، واحتوت على (57) غرفة مفردة، إضافة إلى الغرف الإدارية والصيدلية.
وأضاف: توجهت البوصلة بعد ذلك صوب قضاء الهندية للشروع بإنشاء ردهة الحياة الثالثة، لتضاف الى مستشفى القضاء لأجل المساهمة في زيادة سعته السريرية، إذ أقيمت على مساحة تقدر بـ(1500) متر مربع، واحتوت على (35) غرفة مفردة.
موضحاً: أن هاتين الردهتين قد سلمتا إلى دائرة صحة كربلاء المقدسة لغرض استثمارهما بما تراه مناسباً، وخصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة، وقد روعي في إنشاء هذه البنايات جميع مستلزمات الصحة والسلامة الطبية.
ومن الجدير بذكره: إنشاء هذه الردهة جاء للمساهمة في تعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية، ولتقليل الزخم على ردهة الحياة في مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الطبية إذا ما حدث شيء أو استجد طارئ، مع كون أن قضاء الهندية يعد من أكبر أقضية المحافظة ويبعد عن مركزها نحو (20كم)، ونفذ المشروع بالتنسيق مع دائرة صحة كربلاء المقدسة وبمتابعة شعبة الشؤون الطبية في العتبة العباسية المقدسة، وقدم كهدية من مستشفى الكفيل التخصصي.
هذا وقد بين وزير الصحة العراقي الدكتور جعفر علاوي لصدى الروضتين: أن ردهة الحياة الثالثة التي انجزتها العتبة العباسية المقدسة وسط قضاء طويريج هو مشروع متكامل ذو مواصفات عالمية، تستحق الفخر والاعتزاز وهي رسالة واضحة أن الهمة العراقية قادرة على تجاوز المحن والصعاب في أحلك الظروف، وهو دليل على نجاح العراقيين في إنشاء المؤسسات الصحية الطبية، وتقديم الخدمات بجودة عالية فيها دون الحاجة إلى الآخر، نطالب بنقل هذه التجربة إلى باقي محافظاتنا العزيزة الأخرى وخاصة التي تعاني من النقص في المشفيات العامة، وبدورنا نقدم الشكر والامتنان لكل القائمين على العتبة العباسية المقدسة ونشد على أيديهم، ونتمنى لهم المزيد من النجاح والسداد.
مدير مستشفى الهندية العام الدكتور واثق جياد فضيل الحسناوي: أن ردهة الحياة الثالثة التي نفذتها العتبة العباسية المقدسة، وبجهود ملاكاتها في قسم الصيانة الهندسية أنجزت في وقت قياسي جداً مدته (24) يوماً فقط، لتكون تحفةً فنية رائعة تقدم الخدمات الصحية للمواطنين ضمن مستشفى الهندية العام.
بعد أن قدمنا نداء استغاثة لمسؤول الشؤون الطبية في مستشفى الكفيل التخصصي، وتم عرضها على المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، والأمين العام السيد محمد الأشيقر (دام تأييده)، حصلت الموافقة فور وصولها، لتباشر بعدها الملاكات الهندسية والفنية في قسم الصيانة الهندسية بتلبية هذا النداء، وبالفعل تم إنجاز هذه التحفة الفنية في وقت قياسي، فكل الشكر والتقدير للعتبة العباسية المقدسة والمتولي الشرعي والأمين العام لها، ومستشفى الكفيل التخصصي والملاكات التي ساهمت في هذا الإنجاز.
رئيس قسم الصيانة الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس سمير عباس علي: أن إنجاز ردهة الحياة الثالثة أثبت أن ملاكات القسم قادرة على إتمام أي عمل يناط بها وتحت أي ظرف، وأن اليد العراقية قادرة على أن تكون رائدةً في مجال تنفيذ الأعمال التخصصية.
مضيفاً: تمكنا من إنجاز هذه الردهة في وقت قياسي، وباشرنا بالعمل به والذي كان عبارة عن أنقاض وبناية متروكة منذ عقود طويلة، إلا أننا استطعنا خلال هذه المدة وهي (24 يوماً) أن ننجز (35) غرفة منفردة بنظام (سويت).
مشيراً إلى: أنجاز هذه الردهة وفقاً للمواصفات الصحية المطلوبة، سواءً ما يتعلق بالمجاميع الصحية أو منظومات التبريد ومنظومة الكهرباء، وسائر المنظومات الأخرى.
المهندس المقيم للمشروع الأستاذ كرار بريهي: بذلت ملاكات قسم الصيانة الهندسية قصارى جهدها لأجل إنجاز المشروع ضمن توقيتاته الزمنية ومواصفاته الفنية المعدة له، على الرغم مما رافقته من صعوبات تنفيذية لكونه نفذ على هيكل خرساني معد لمنشأ آخر يختلف كلياً عما نفذ مؤخراً، لكن الإرادة والإصرار والعزيمة كانت حاضرة فاستطاعت الملاكات العاملة وفي وقت قياسي أن تتغلب على جميع الصعوبات وتصل الى إنهاء المشروع، ليكون جزءاً من المستشفى الذي يعاني أصلاً من قلة في سعته السريرية إذا ما استجد طارئ.
تبلغ مساحة المبنى (1500) متر مربع ويضم (36) غرفة مفردة، من ضمنها غرف لإدارة المبنى وللصيدلية تبلغ مساحة الغرفة الواحدة (3م × 5م)، وتحتوي كل غرفة على وحدة صحية تبلغ مساحتها (1,5م × 1,5م) ومزودة بجميع مستلزماتها الصحية الأخر، وقد روعي في المنشأ إضافة إلى المواصفات الفنية والهندسية المحددة له الجانب الطبي، فقد أخذ بنظر الاعتبار توفير متطلبات الصحة العامة المطلوب توافرها في مثل هكذا منشآت، وكان التجهيز تحت إشراف شعبة الشؤون الطبية في العتبة العباسية المقدسة ودائرة صحة قضاء الهندية ودائرة الصحة في محافظة كربلاء.
زودت البناية بمنظومة تبريد طبية تتلاءم مع المستفيدين من خدماتها، وتعمل بنظام الهواء النقي بخطين لسحب الهواء النقي وفلترته ودفعه الى الغرف، ومن ثم سحبه وطرحه الى الخارج بعد أن يتم تعقيمه وتعفيره، كذلك زودت البناية بوحدات تبريد منفصلة للاستفادة منها في حال انتهاء أزمة هذا الفايروس لغرض استخدامها حسب متطلبات الحاجة.