تــأمـل فـي الـعـفــاف الـزيـنـبـي
11-05-2020
اسمهان ابراهيم عبد الهادي
مفاهيم عديدة للعفة ترسخ في ذهنية كل مجتمع زمانا ومكانا، والعفة عند البعض يعني الانكفاء والانطواء والعزلة عن الناس، والعفة في المفهوم الاعتدالي يعني عدم الابتذال والحفاظ على قوة الشخصية، وعفة زينب B رسالة سماوية، تعلمنا يقينية العفة.
ونحن اليوم بأشد الحاجة الى حصانة تكسبنا المهابة، وتبعد عنا مؤثرات المستورد بجميع مؤثراته، والاستعفاف هو الصبر والنزاهة وصيانة النفس والروح، خلق اسلامي وانساني، يدعو الى الترفع والسمو.
نحن اليوم نعيش محنة استهداف الحياء والعفة، وسوق المجتمع نحو الابتذال وعدم الاهتمام بالدين، والمخططات العابثة تدرك أن القضاء على الالتزام الاخلاقي يبدأ من منطلق القضاء على الحياء وعلى العفة والطهارة، تشخص الامام علي A: «أحسن ملابس الدين الحياء» وركز أئمتنا D على هذا المحور العفيف، ولابد أن نقف إجلالاً أمام عفة مولاتي زينب B، رغم الأسر والسبي إلا أنها أدهشت العالم بتمسكها والتزامها ومراعاتها للعفة والحجاب، والصوت النسوي الحسيني يعترض على اهل الكوفة: «يا أهل الكوفة، أما تستحون من الله ورسوله أن تنظروا الى حرم النبي J»، وهي بكامل عفتها وحجابها.
ومن أبهى الدروس الزينبية تجلت في الطف عبر الصوت النسوي الحسيني أم كلثوم B تطلب من الشمر ان يسير بالأسرى بدرب أعزل، وأن يبعد الرؤوس عن المحامل، فاشترى سهل بن سعد ذلك بالرشوة بأربعمائة دينار.
ولو تأملنا في الخطاب الزينبي لوجدنا توبيخها ليزيد (لعنة الله) كان حرصا على الحجاب رغم جميع جرائمه، هتك ستور النساء، وتعريضهن لأنظار القوم في مسير السبي، والعجيب أن ذلك حسب المفهوم والامر الالهي: «شاء الله ان يراهن سبايا» قول معصوم فاذا بزينب تدافع عن عفتها وعفة النساء امام سلطة يزيد: «أمِن العدلِ، يا ابنَ الطُّلَقاء، تخديرُك حَرائرَكَ وإماءَك وسَوقُك بناتِ رسول الله سبايا قد هُتِكت سُتورُهنّ، وأُبدِيت وجوهُهنّ؟! تَحْدُو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد، ويستشرفهنّ أهلُ المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوهَهنّ القريب والبعيد والدنيّ والشريف! ليس معهنّ مِن رجالهنّ وَليّ، ولا مِن حُماتِهنّ حَمِيّ، وكيف يُرتجى مراقبةُ مَن لفَظَ فُوهُ أكبادَ الأزكياء، ونَبَت لحمه بدماء الشهداء؟!».
لو تأملنا الخطاب وبحثنا في جوهر الفارق الذي شخصته زينب B والا فالفوارق موجودة نساء أهل البيت عطاشى وجياع ونساء يزيد الرواء والشبع والكسوة، نساء اهل البيت في خربة وهن في قصور فارهة، لكنها فقط تحدثت عن ما يعنيها من امور الدنيا الحجاب، عفة زينب من عفة أمها الزهراء B، ومن عفة أبيها A والذي يقول: «يكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة» وأبرز نتائج العفة هو الحياء.