العتبات المقدسة.. والريادة المتميزة

07-05-2020
هاشم الصفار
ينطوي العالم ويمور في تحديات متلاطمة، وعندها تهتز النظم والدساتير، وربما حتى المنظومة القيمية للأفراد والمجتمعات، خاصة عند حلول الكوارث الطبيعية، والوبائية والحروب المدمرة، وهذا أمر واضح وجلي للكثير من المتلمسين لهذا الواقع، والمتتبعين له.
لكن عتباتنا المقدسة كانت بعيدة عن تلك النظرة السوداوية، والطريق المتهرئة في معالجة الأزمات، وبقيت دائماً تحمل في ثنيات بصائرها منظوراً مغايراً عن تلك الرؤى المتناثرة هنا وهناك، المتأثرة سلباً بما يحيق بها من نائبات، إذ لاحظنا وعبر سنوات عدة من القفزات العمرانية والثقافية والخدمية التي خطتها عتباتنا المقدسة في المناطق والمدن الموجودة فيها أنها مصدر اشعاع لا يأفل سناه، ما استجد أمر من طوارق الحدثان؛ بسبب الأسس المتينة التي وجدت عليها تلك الصروح السماوية، نجوم الأرض وأنوارها الساطعة، فهي منظومة رصينة من منهج، وفكر، وخطوات يقينية مؤمنة بالأمة والدين والسمو على مستوى إنسان وادي الرافدين، والإنسانية جميعاً.
فعند كل حدث وتحديات تعمل عتباتنا المقدسة على رأب الصدع، واستنفار الجمع المؤمن للحالة الانسانية الواجب اتباعها، واتخاذ التدابير اللازمة لها، وامتطاء الريادة المتميزة التي تحقق مستوى عالياً من النجاح.
نعم فهناك عين الرب، ورأفته، ورحمته بنا، وبتلك البقاع المضيئة التي ما انفكت تذكر وترفع اسمه (جل وعلا) في كل وقت وحين وزمان، فكانت عتبات الخير مهوى للأفئدة، وملاذاً للمستجيرين من رمضاء الحياة القاحلة إلى ربوع جنان الأرض، فاتحة أبواب الخير والعطاء لكل العالم.