نـزهــة فــي جـنــائـن الـتـفـسـيـر
23-04-2020
اللجنة القرآنية
(لا ذَلُولٌ):
قال الله تعالى: «قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسقِي الحَرثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا» (البقرة/71)، يقول الشيخ الطوسي في كتابه (التبيان في تفسير القرآن): لا ذلول أي لم يذللها العمل بإثارة الأرض بأظلافها ولا تسقي الحرث، لا يسقى عليها الماء فيسقي الزرع، كما يقال للدابة التي قد ذللها الركوب والعمل، ومُسلّمة معنى من السلامة، يرى السيد مكارم الشيرازي مُسلّمة من العيوب لا شية فيها، أي لا لون فيها من غيرها، أي بمعنى أنها ليست ممن تجر الدلاء، ولا تدير النواعير، قد أعقبت من ذلك كله انها مسلمة من العيوب، ولا لون فيها من غيرها.
(وَقَفَّيْنَا):
قال تعالى: « وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ» (البقرة/87) معناها: أردفنا واتبعنا بمعنى بعض خلف بعض، كما يقفو الرجل الرجل، اذا ما سار في إثره، من ورائه، وأصل الكلمة من القفا، يقال فيه قفوت فلاناً إذا سرت خلفه.
ويرى السيد مكارم الشيرازي: وقفينا من قفا بمعنى الظهر، ويقال للقافية قافية؛ بسبب أن بعضها يتبع بعضاً، وتطلق عادة على الحروف المتشابهة في آخر كل بيت من بيوت الشعر يسمى حرف الروي، والقصد أن الأنبياء D جاءوا بلحن واحد واهداف منسجمة الواحد تلو الآخر، وبدأوا واكملوا التعليمات التي حملوها من الله تعالى الى أقوامهم.
(المِهَادُ):
قال تعالى: «وَلَبِئْسَ المِهَادُ» (البقرة/206)، والمهاد تعني الوطء، وقيل لجهنم المهاد، يرى بعض المفسرين معناها القرار والقرار كالوطء في الثبوت عليه، وهناك من فسرها بموضع البشرى بالنعيم على جهة البدل منه، والمهاد الوطء من كل شيء، تقول: مهّدت الفراش تمهيداً، كل شيء وطأته فقد مهّدته، ويمتهد الشيء اذا يُوطئ، وخير مثال مهد الصبي.
(بُهِتَ):
قال تعالى: « فَبُهِتَ الذِي كَفَرَ» (البقرة/258) يقال: بهُت فلان، اذا كذب، وبهُت اذا تحيّر، قال الله تعالى: فبهت الذي كفر، والابلاس الحيرة لليائس من رحمة الله، يقال: أبلس فلان إبلاساً، اذا بهُت عند انقطاع الحجة، قيل الرجل اذا كان يريد زوجة جديدة بهت على التي تحته بفاحشة حتى ترجع ما أعطاها من المال، حتى يصرفه على الزوجة الجديدة، يعني البهت يعني الكذب والافتراء.