تمسرحات حسينية قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (نفس وما سواها) للكاتبة: هاجر التميمي

23-04-2020
اللجنة الادبية
ارتكزت مسرحية (نفس وما سواها) للكاتبة هاجر التميمي وهي أحد النصوص المشاركة في مسابقة المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة، ركزت على الحوار كوسيلة وحيدة اعتمدت عليها في بناء النص المسرحي؛ كون المسرحية تعتمد على صوت وشخصيتين، الصوت هو صوت الحسين A يتوضح من خلال ثيمة الحوار نفسه، والميزة التي ارتكزت على قيمة الحوار بأنها تضادية بين رمزين الأول النفس التقية، والثاني النفس السيئة.
وتتضمن هذه الحوارية قوى شعرية عالية، فعّلت لنا الحوار، لكنها لم تقدر أن تتوهج درامياً، فطغت الشعرية على الدراما، ولم تستطع أن تراوح بين دراما الحوار وجماليته فصارت المسرحية اشبه بقصيدة شعرية:
(الصوت: اخلع نعليك
النفس النقية: خلعت احزاني وادراني وها انا اغتسل غسل الطهارة بأنوار تجلياته، وامد القدم اليمنى عند بابك مولاي تقبلني).
ثم يعود الصوت ويعيد اللازمة
(الصوت: اخلع نعليك
ليبدأ مقطع جديد:
(النفس النقية: خلعت ما دون هواك من ملكوت الروح، وأفردت لك الكل مني، وسجدت في محراب الإرادة التي لا تنثني إلا بأمرك).
تعود اللازمة
(الصوت: اخلع نعليك
النفس النقية: على امتداد من الصبر يغور النازف من نحور العشاق، فالثم كل جراحي التي انكأها الظمأ، ظمأ العشاق الباذلين في هوادج المسرة للقاء المبتغى).
ويستمر الحوار بين صوت الحسين A، ويبدأ هذا المشهد بحوار بين النفس السيئة والنفس النقية يفترض ان نأخذ من الشعرية في النص المسرحي مقوماتها الجمالية لأبنائها، الدراما لا تحتاج الى هذا التكريس الشعري على حساب الفعل المسرحي:
النفس النقية: العشق الزلال ترياقه الغيرة والغير الطاهرة اثار رضا المعشوق على الاغلى)، ونجد ان الحوار اسقط في بعض مكوناته التوازن الفكري بين قيم التحاور فبدت غير مقنعة:
النفس السيئة تسأل: لازلت تعشقيه
النفس النقية: نعم قالوا بأني أعشقه، فالحسين لم يكن طالب سلطة او جاه.
النفس السيئة: اذا كنت حقا حسينية الهوى والاقتداء، فعليك ان تجابهي يزيداً، والنفس النقية تستشهد ببيتين من الشعر للشاعر رزاق عبد الواحد، المسرحية عبارة عن قصيدة توزع جسد النص، نص شعري جميل.