خطبة الرجل

21-04-2020
سوسن عبد الله
تركت الأمثال الشعبية بصمات كبيرة في الواقع الاجتماعي، أسهمت في بناء الشخصية الاجتماعية العراقية، ومنها ما يزال يمتلك الموائمة الزمانية مع كل جيل، وبعضها الآخر أصبح يهَب المعنى الإنساني للفعل الذي يحرضه المثل، لكن الآراء تختلف حول آلية تنفيذه مثل: (اخطب لبنتك ولا تخطب لولدك)، أأصبح من المهمل المعتبر أم صار أمنية كل أم واب اختيار ابن الحلال لابنتهم؟ وهل يستطيعون فعلاً أن يخطبوا لابنتهم؟ جولة مع شريحة من الناس لنستطلع الرأي:
قصي عقيل السلامي – تربوي:
القضية مثقفة وتحتاج الى وعي تربوي عال عند اهل البيت D كان هذا الوعي الذي لا بد أن يتحرك بحذر اتجاه مسألة حساسة؛ كي لا يدركها المجتمع عيباً أم القضية في قضية هيبة الفتاة نفسها أمام زوج المستقبل مخافة الاستهانة بمقامها، لذلك أرى أن تتم المفاتحة بشكل غير مباشر، أي هناك اثارة فطنة واطمئنان بأنك مرغوب لدينا، وهذا عمل انا اراه بطولياً وشجاعاً، ويوافق الدين والمذهب، ونصائح اهل البيت D كان اجدادنا يفعلونها علناً، ورغم تغييرات المجتمع، وقابلية استيعاب هذه المسألة، تجعلنا أمام أسلوب اللا مباشرة.
زهراء عبد الله حسن – مدرسة:
هذا المثل يقال للتعبير المجازي المعنوي أي اهتمامك بأمر ابنتك لا بد أن يكون اكثر من اهتمامك بزواج ابنك، البحث عنها للاختيار الأنسب، والعرض يكون عبارات رضا توجه للشاب من اجل اعلان المقبولية بشكل غير مباشر، وهذه الطريقة يخشى منها الإساءة بوجود ثمة عيب في البنت، هذا التفكير الذي لا بد أن نخشى منه، أو أن يحسب له حسابه، ولكي لا نصل الى هذه الحالة، علينا ان نجتاز العقبات، ونسهل أمور الزواج.
أمجد ناظم نعيم - إعلامي:
الأب لا يريد سوى اسعاد ابنته والاطمئنان عليها، ألم يذهب النبي شعيب A الى نبي الله موسى ليخطبه لابنته؟ على الأب التأكد أن ابنته قد وصلت الى مرحلة النضوج، وأن يبحث عن العاقل لطيب سمعته وطيب خلقه وصحته السليمة، ولا بد أن يكون من أسرة طيبة، خطبة الأب لابنته هي أحد أهم الوسائل للقضاء على العنوسة، أتمنى لكل أب أن يبحث عن شريك حياة لابنته، ولو بطريق غير مباشر.
وفاء منصور – صحفية:
ما زال الكثير ينظر الى هذا الأمر برخص قيمة الفتاة، أكيد المجتمع يتصور أن الأب يبيع ابنته، ويبقى في نظام سوء الظن والمعايرة والعمر هذه المسألة قد تفقد الانسان كبرياءه، ولا أعتقد أن ابي او اخوتي يفعلونها، لكن هناك حنكة الأب، واتباع الطرق غير المباشرة.
الخلاصة:
إن الشباب جميعهم متفقون على أن المسألة حساسة أولاً، ولا بد أن لا تكون الخطبة مباشرة، فهذه المباشرة لها سلبياتها حسب رأي الشباب، فهي ترخص الفتاة وتسيء لكينونتها على أن ثمة عيباً فيها يدفع الأب الى مثل هذا الفعل، فلذلك اتفق الجميع على أن يكون العرض غير مباشر.