الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة أدوار مؤثرة وحضور واضح في معارك الانتصار على الإرهاب

09-04-2020
احمد صالح مهدي ‏
أحد أهم العوامل التي كان لها الأثر الواضح في تحقيق النصر على داعش هو الدعم اللامحدود الذي قدمته لجان الدعم ومنها لجنة العتبة العباسية المقدسة التي سجلت حضوراً واضحاً في معارك التحرير، حتى أصبحت جزءاً من هذه المعركة التي حقق فيها أبناء العراق الغيارى أروع صور التضحية والفداء.
قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، ومن خلال حضوره الفاعل في ساحات القتال بتقديمه الدعم اللوجستي والمعنوي، بيّنَه فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه) رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، خلال حديث سابق له قائلاً:
لا يخفى على كل شخص ما للشهيد من منزلة عظيمة حباها الله تعالى فيها، إذ تذكر الروايات أن النبي الأكرم ص وأهل البيت ع كانوا يقدسون الشهيد، ويعطونه مكانة عالية، مستشهدين بآيات القرآن الكريم التي أعطت منزلة عظيمة له، بأنه حيّ يُرزق عنده ربّه، وهي منزلة لا يمكن أن يتصور أن هنالك أعظم منها.
أما العوائل التي قدمت هؤلاء الأبطال، فهم فخر هذه الأرض أصحاب فضل على المجتمع؛ لأنهم دفعوا بأبنائهم، وشدوا من أزرهم؛ لكي يقفوا صامدين دفاعاً عن مقدسات البلد وعرضه وشرفه.
مشيراً: أن على هذه العوائل المؤمنة أن يعلموا ويكونوا أسوة لباقي افراد المجتمع؛ لأن المنزلة التي أعطاها الله تعالى لهم، وخصهم بها، هي ما لم يختص بها أحداً من خلقه، حتى نادى الإمام الصادق ع في دعائه قائلاً: «اللهم اجعل وفاتي قتلاً في سبيلك».
لذلك كانت الوصية الأولى من قبل المرجعية الدينية العليا هي النظر والتواصل مع عوائل الشهداء، من ذلك، فإن العتبة العباسية المقدسة لم تدخر جهداً في متابعة العوائل الكريمة، ولعل ذلك من اللحظات الأولى لانطلاق الفتوى المباركة.
وتابع الكربلائي قائلاً: الجانب الآخر الذي عملت عليه العتبة العباسية المقدسة هو التواصل وبشكل مستمر مع الأبطال الذين كان لهم الدور الأكبر في تحقيق النصر على الهجمة الشرية التي واجهت بلدنا العزيز، فكانت للجنة الدعم اللوجستي مبادرات عدة من خلال رفد ساحات القتال وعلى مدى السنوات التي شهدت معارك ضارية مع العدو، وقدمت هذه اللجنة كل أنواع الدعم المادي والمعنوي على حد سواء، وبحمد الله استطاعت أن تصل الى أبعد نقطة، مُقدِّمَة ما جادت به ايدي الخيرين من دعم.
أما فضيلة الشيخ حيدر العارضي مسؤول لجنة الدعم اللوجستي والمعنوي في العتبة العباسية المقدسة بيّن قائلاً:
تم صرف 7 مليار دينار مع المباشرة الأولى لعمل لجنة الدعم اللوجستي حتى اعلان النصر على داعش في العام 2017، وقد توزعت هذه المبالغ بعدة اتجاهات حيث كان قسم منها لتقديم الدعم اللوجستي للمقاتلين المرابطين على سواتر المعركة من خلال تقديم المأكل والملبس والمؤنة وغيرها، فيما رصد قسم من هذه الأموال لدعم عوائل الشهداء من خلال تقديم الهدايا العينية، وتوفير بعض من مستلزمات العيش لهم.
مضيفاً: شمل جزء من هذه الأموال الأبطال من الجرحى الذين حملوا وسام الشرف خلال معارك التحرير، حيث صُرفت كمعونات وهدايا لهم، تم تقديمها من خلال تنظيم زيارات دورية لمختلف المحافظات ضمن برنامج منتظم أعدّه قسم الشؤون الدينية ومساندة اقسام العتبة العباسية المقدسة، وهو جزء من ردّ الجميل لهؤلاء الأبطال.
لافتاً: أن العتبة العباسية المقدسة ومنذ انطلاق فتوى الدفاع المقدسة بادرت الى تأسيس لجنة الدعم المادي والمعنوي بمباركة المرجعية الدينية الرشيدة ودعم منقطع النظير من المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) واللجنة متواصلة بعملها دون انقطاع.
وأكد العارضي قائلاً: لم يكن دعم اللجنة مقتصراً على أبطال الحشد الشعبي المقدس، انما كان دعهما لكل المقاتلين باختلاف صنوفهم من جيش وشرطة اتحادية، وحتى أبطال جهاز مكافحة الارهاب وغيرها من التشكيلات التي كان لها دور مهم في تحرير ارض العراق، إضافة الى ذلك، كان هنالك دعم للأبناء الحشد العشائري من اهالي المناطق المحررة من يد داعش، وان عمل اللجنة متواصل وهي باقية الى ما شاء الله.
من جانب آخر، وفي اطار برنامج تقديم المساعدات لعوائل الشهداء، بيّن فضيلة الشيخ ماجد السلطاني قائلاً:
بتوجيه مباشر من قبل ادارة العتبة العباسية المقدسة، عمل قسم الشؤون الدينية ومنذ انطلاق فتوى الدفاع المقدسة على مد جسور التواصل مع العوائل الكريمة التي قدمت قرابين للوطن والمقدسات خلال الحرب ضد عصابات داعش.
مبيناً: أنّ تكريم شهداء الحشد الشعبيّ المقدّس من قبل العتبة العباسية المقدّسة مستمرٌّ ومتواصل، وذلك عرفاناً للبطولات التي سطّروها وهم يدافعون عن العراق وترابه الغالي، ويأتي كذلك انطلاقاً من توجيهات المرجعية الدينية العُليا التي أكّدت على هذا الأمر، وشدّدت عليه في أكثر من مناسبة لدعم هذه العوائل التي زفّت أبناءها الذين جادوا بأنفسهم أقصى غاية الجود إلى طريق الحقّ، ونيل شرف التضحية والشهادة دفاعاً عن الوطن والمقدّسات، والتكريم يشمل جميع شهداء الحشد الشعبي المقدّس.