دراسات كثيرة عن المرأة ومواقفها الإنسانية منها تاريخية ومنها معاصرة، المرأة من خلال تلك الكتب توصلت الى حالة مهمة أن محور التميز كطبيبة أو مهندسة أو.. أو.. يمكن في محور من محاور الحياة كل واحدة منها باختصاصها، ونحن ننظر الى زينب ع من جميع المحاور المتاحة للتباحث والتأمل أولاً- علاقة شعورية تعطي الكثير من الحركية في التاريخ، ومن هذا الأثر الشعوري يمتد الى موقف ويتعمق التأمل الى الرسالة, هذا من الناحية الشعورية الوجدانية، فهل ثمة خشية من ارتباطنا العاطفي بسيدة الصبر؟
نتأمل في التميز الزينبي، فننظر الى معطيات الجانب الفكري لترسيخ الميزة العاطفية، يمنحنا زمان ومكان الحدث الزينبي أهمية في دراسة فكر وعبقرية وحركتها الفاعلة فقد قادت صروح النهضة الفكرية، ونشرت الوعي الإنساني السياسي والديني في وقت تلبدت أفكار الجماهير كما يعبر عنها المرحوم باقر شريف القريشي، وخفي عليها الواقع، وأبطلت وسائل اعلامهم، وابرزت واقعهم الملوث بالجرائم.
بعض الكتابات تشير الى دور المرأة المناهض في المسيرة الإسلامية والإنسانية، فهناك السيدة أمّ موسى ع، وآسيا بنت مزاحم زوجة فرعون كابدت الكثير من اجل دينها، والسيدة مريم العذراء، والمرأة كان لها دور عظيم ومهم في النهضة الحسينية بما تتميز به نهضة الحسين ع الفكرية.
إذن، للمرأة دور فاعل في أنموذج نساء الطف الحسيني، فقد بلغت القمة في ذلك الدور وتألقت في آفاق الإنسانية، فهي ملحمة نسوية خالدة جسدت فيها المبادئ والقيم ووجود النساء في واقعة الطف, حيث كان لها الدور القيادي المكمّل للمسيرة والذي حوّل الانكسار العسكري الى انتصار معنوي قيمي.
استنهاض دور زينب لم يكن على حساب دور الامام زين العابدين ع، فهي كانت تدرك من هو الامام الذي يقود العصمة بعد الحسين ع، لكنها كانت تتصدى لمواجهة الاستبداد، وتسعى مدافعة كي تبعد النظر عن دور السجاد ع القيادي.
ومن مميزات هذه السيدة المبجلة هي الميزة التربوية التي أصبحت درساً تربوياً، فهي الزوجة التي رعت كرامة الزوج واستأذنته بالخروج مع أخيها، وهي الأم التي احسنت تربية أولادها، فكان منهم من شاركها المسير، وجاهد واستشهد، وهي العالمة التي بينت مواقف الإسلام الأصيلة في خطابها للناس، ولها ميزة أخرى من اهم مميزات المرأة الا وهي شجاعتها، لم تخف في الله لومة لائم.
وهناك قصص معروفة ومروية قد لا نحتاج الى ذكرها؛ لكونها شائعة بين الناس لكننا نقول ان هناك مميزات متنوعة تمثلت في شخصية زينب ع، فهي سيدة الصبر، وسيدة الجرأة والشجاعة والثبات، وهي سيدة المنطق وسعة العلم، وهي سيدة الرضا والمواجهة، النموذج الزينبي له مميزات وقيم نادرة شكل مدرسة للمؤسسات والنساء المجاهدات في سبيل الدين بكل عصر ومصر، سلام الله على مولاتي زينب في كل آن ومكان.