للسنةِ الخامسةِ على التوالي جامعةُ الكفيل تحتفي بذكرى ولادةِ سيدة نساء العالمين عليها السلام
20-03-2020
علي طعمة حمادي
استذكرت جامعة الكفيل وللسنة الخامسة على التوالي ذكرى ولادةِ الصديقة فاطمة الزهراء ع، وقد اتّخذت الجامعة بهذه المناسبة العطرة منطلقاً لها، لتكريمِ عددٍ من الطالباتِ المبادرات على الالتزامِ بالمحاضراتِ وارتداء العباءة أثناء الدوام، وعددهن 349 طالبة من بين أكثر من 1550 طالبة.
الاحتفالُ البهيج الذي احتضنته قاعة العلّامة الشيخ نصير الطوسي في مبنى كليّة طب الأسنان، جاء تحت شعار (سيرةُ الزهراء مداد العلم والأخلاق)، وشهد حضوراً لافتاً لعددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة، ورئيس الجامعة ومساعديه، والسادة عمداء الكليات، وعدد من أساتذة الجامعة، وجمع من طلبتها فضلاً عن الطالبات المكرمات.
افتتحَ الحفلُ بآياتٍ من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواحِ شهداء العراق، والاستماع للنشيدين الوطني والعتبة العباسية المقدسة، بعدها كانت هنالك كلمة لأمانتها العامة ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس رشيد الموسوي التي استهلها بتقديم التهاني والتبريكات للحاضرين بهذه المناسبة، قائلاً:
في ظل الأوضاع التي يشهدها العالم المعاصر، ولاسيما العالم العربي من انقلاب في المفاهيم الأخلاقية والإنسانية والدينية والوطنية، فقد أصبحت الحاجة مُلحّة للإصلاح الشامل من أجل بناء مجتمع واعٍ يمتلك القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر.
مبيناً: أن نقطة الشروع والبداية لهذا الإصلاح المنشود، ينبغي أن تكون من خلال الاهتمام بدائرة الأسرة الواعية، فهي نواة المجتمع لبناء الفرد، وأن المرأة الواعية داخل الأسرة هي العنصر الأمثل والقدوة الواقعية التي بإمكانها صناعة الفرد الصالح في المجتمع.
كما نوّه في كلمته عن منزلةِ السيدة فاطمة الزهراء ع عند الله سبحانه وتعالى:
أن الاحتفال بذكرى ولادة الصديقة الطاهرة له وقعٌ مميّز في قلوب المؤمنين؛ لما للسيدة الطاهرة ع من منزلةٍ عظيمة ومرتبةٍ عالية من مراتبِ أهل البيت الذين أذهب الله تعالى عن أهله الرجس وطهرهم تطهيرا.
مضيفاً: السيدة فاطمة الزهراء ع هي أفضلُ شخصيةٍ استطاعت أن تؤثر في التاريخ، وأصبحت عبر العصور قدوة ملهمة وعنواناً للبطولة والصمود والصلابة والنهوض، وشعاراً للمظلومية التي تحطّم عروش الظالمين، فباسمها قامت الثورات وشُيِّدت دول وحضارات.
وتابع: أنها بحقّ شخصية إنسانية تاريخية مؤثرة لا تُقارن بأي شخصيةٍ أخرى، إذ قدمت السيدة الزهراء ع أنموذجاً حول أهمية دور الإنسان في مجال الإصلاح والمطالبة بالحقوق إلى جانب أهمية دور المرأة، وقدرتها على هزّ عروش الظالمين، وصناعة جيل يتصف بالوعي، ويؤمن بالتغيير ومقاومة التحديات، ويرفض الذل والهوان والتخلف والاستسلام، حيث تميزت ع بالدفاع عن مقام الولاية، وهي مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة.
مشيراً: أن حياة السيدة فاطمة الزهراء ع هي حياة ملؤها العطاء والتضحية، وما أحوج أفراد الأمة اليوم أن يستمدوا من حياتها كل هذه القيم والمبادئ المحمدية، فهي بوصلة الأمان وسفينة النجاة، ويتحتم علينا جميعاً السير على منهجها، وإن لمن دواعي السرور أن نرى هذه الثلة المميزة من طالبات جامعتنا وهن يقتدين بسيدة النساء بأبرز مصداق، ألا وهو الحجاب والحشمة والوقار، فجزاكن الله كل خير، وسدد مسعاكن دائماً وأبداً.
وعرّجَ في ختام كلمتهِ: انه في ذكرى ولادة الزهراء ع، وباسمكم جميعاً، نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى كل الأمهات العراقيات والسائرات على نهجها ع، ونخصّ بالذكر أمهات الشهداء المضحيات في سبيل حفظ رسالة الزهراء المحمدية، وكل من التزم بمنهج آل البيت ع.
أعقبتها كلمة لرئاسة الجامعة ألقاها رئيسها الدكتور نورس الدهّان التي أوضح فيها:
كل مناسبة ترتبط بالسيدة الزهراء ع مدعاة لمراجعة ذاتنا وتقويم عملنا، فالسيدة الزهراء ع محور لمعرفة الحق وأهله، إذ يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها، فمواقف حياتها الشريفة محور لاستنباط دروس في الحوار العلمي وأسلوب البرهنة القويم وإتمام الحجّة.
وأضاف: أن السيدة الزهراء ع كان في حياتها وختامها درس لتوقي الفتنة وتوخي آثارها الوخيمة، لاسيما ونحن نعيش عصراً يعج بأصناف شتى من الفتن ويضج بالمتربّصين بهذه الدوائر، تلك الشخصية التي تكاملت بها الصفات وجسدت أعلى الدرجات في العبودية لله (عز وجل)، فصارت المرأة المثال والإنسانة القدوة لمن أراد السعادة في الدّارين الأولى والآخرة.
مبيناً: من خلال حياتها الشريفة، ضربت أمثلة خصبة ودروساً عملية لكل نساء العالم، سواء فيما تركته من شواهد في حياتها الزوجية، أو فيما غرسته في تاريخ التربية، إذ أنجبت الذرية الطاهرة، أو فيما جسدته من دروس الصلاح والإصلاح ونلتقي اليوم لنري الآخرين إمارة من إمارات ذلك الاقتداء، ومظهراً من مظاهر محاولة السير على نهجها القويم تخطوها بنات جامعة الكفيل باتجاه سيدة نساء العالمين.
وتابع: لاشك أن من مكملات تلك الخطوة هو محاولة التأسي بشخصيتها فقد كانت ع لسان صدق وصوت حق في عصرها، كان مفاد درسها العظيم الذي نعول عليه هو أن قوة الشخصية وحجابها قرينان، إذ لم يحُل حجاب الزهراء وعفتها من أدائها رسالتها بقوة وبلسان ناطق مثلما نأمل أن يكون ذلك في بناتنا طالبات جامعة الكفيل ممن عُرفن بارتداء العباءة والطموح في طلب العلم والتحصيل.
مختتماً: ندعو لبناتنا جميعهن بالتوفيق والسداد متوجن برضا الرحمن، واتباع نبيه نبي الرحمة واله الطيبين الطاهرين.
وقد تخلل الحفل إلقاء قصائد شعرية وأناشيد ترنمت أبياتها بهذه الذكرى العطرة وليكن مسك ختام الحفل تكريم الطالبات وسط ثناء وشكر منهن ومن ذويهن على هذه المبادرة التي عدّوها حافزاً لبناتهم للمواصلة في ارتداء العباءة، وتحصيل أعلى المراتب العلمية.
صدى الروضتين أجرت لقاء مع الدكتور حسام العبيدي رئيس قسم الشريعة الإسلامية في جامعة الكفيل ومدير قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي فقال:
دأبت جامعة الكفيل دائما وباستمرار على الاهتمام بالجانب التربوي إضافةً إلى الجانب التعليمي لتنمية وقدرة مهارات طلبتنا الأعزاء .
ومن جملة نشاطات الاهتمام بالجانب التربوي هو إحياء منهج وشعار أهل البيت ع، فكان هناك حفل مركزي يقام كل عام في الجامعة ابتهاجا بالذكرى العطرة لولادة مولاتنا فاطمة الزهراء ع، وحثاً لطالباتنا على الاقتداء بهذه السيرة العطرة المباركة تقوم الجامعة وبرعاية كريمة من سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، بتكريم الطالبات اللواتي يرتدين العباءة لتعزيز هذه الظاهرة الجميلة التي تنم عن عفةٍ والتزام داخل الحرم الجامعي.
من جهةٍ أخرى، كان لقاء مع الطالبة في كلية القانون المرحلة الثانية مريم رضا قالت:
حضرنا هذا المحفل الكريم ألا وهو ذكرى مولد مولاتنا فاطمة الزهراء ع ولتكريمنا بالعباءة الزينبية تقديراً لنا، ولالتزامنا بارتدائها داخل الحرم الجامعي وفي أوقات المحاضرات؛ لأنها تعبّر عن المرأة المسلمة المحترمة والاقتداء بصاحبة الذكرى العطرة لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ع.