أولى الخطوات لتركيب واجهة شبّاك مقام الإمام المهدي عج

29-02-2020
مصطفى الباوي ‏
لم يشهد مقامُ الإمام المهديّ عج حملة إعمارٍ شاملة كالتي تجري الآن، والتي شرعت بها ملاكاتُ العتبة العبّاسية المقدّسة منذ فترة زمنيّة ليست بالقصيرة ولا زالت مستمرّة، وتبعاً لخطّةٍ وُضعت لإخراج هذا المكان المطهّر بـأبهى صورة وأجمل حُلّة.
وتواصلاً لحملة الأعمال التي يشهدها حاليّاً، باشرت ملاكاتُ قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهرة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، بالمراحل الأولى لتثبيت واجهة شبّاك المقام الطاهر ليحلّ محلّ شبّاكه القديم، الذي مضت على صناعته عشرات السنين؛ ممّا أدّى إلى تآكله وفقدان رونقه، وعدم ملاءمته لما يشهده المقام من توسّعٍ وتطوّر عمرانيّ، فكان الشبّاك الجديد مكمّلاً لما أبدع به فنّيو العتبة المقدّسة في هذا المكان، الذي يؤمّه سنويّاً الآلاف من الزائرين من داخل العراق وخارجه.
مسؤولُ قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهرة في العتبة العبّاسية المقدّسة السيّد ناظم الغرابي بيّن لصدى الروضتين، قائلاً:
أنّ شبّاك مقام الإمام المهديّ f جاء ضمن سلسلة إبداعات خَدَمَة أبي الفضل العبّاس A، ويُضاف إلى ما تمّ تصنيعه مسبقاً من شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة، بالاعتماد على ملاكات المصنع العراقيّة من دون الاستعانة بأيّ جهةٍ خارجيّة.
وأضاف: تمّ الانتهاء من الأعمال الخاصّة بواجهة الشبّاك الذي صُنع بحرفيّةٍ ومهنيّةٍ عاليتين تصميماً وتنفيذاً، وقد جمع بين حداثة التصنيع والتنفيذ والأصالة المستوحاة من شبّاك مرقد أبي الفضل العبّاس A من ناحية النقوش والزخارف.
وعن مواصفات هذه الواجهة، تحدّث معاونُ مسؤول القسم الأستاذ حسام محمد جواد، قائلاً:
واجهة الشبّاك حسب ما مصمّم لها، مستوحاة من شبّاك مرقد أبي الفضل العبّاس A، فهناك بعض التشابه من ناحية الزخارف والنقوش، وقد أبدعت فيه ملاكاتُ المصنع لجعله تحفةً فنيّةً رائعة تليق بقدسيّة ومنزلة هذا المكان، ومن جملة ما تميّز به من مواصفات:
إذ يبلغ طول واجهة الشبّاك الكلّية (6 أمتار) وارتفاعها (3.5 أمتار) تقريباً.
واستخدم ما يقارب من (1.150 غم) من الذهب الخالص في صناعته.
وما يقارب من (88 كغم) من الفضة في صناعته.
كما تم استخدام مينا زجاجيّة بحدود (25 كغم).
و(700 كغم) تقريباً من النحاس.
وأكثر من (1.500كغم) من معدن الستالنس ستيل.
كما استُخدِم في هيكله الخشبيّ الخشبُ البورميّ الذي يتلاءم مع ثقل الشبّاك.
وأضاف: واجهةُ الشبّاك تتألّف من خمسة مشبّكات (دهنات) بضمنها بابٌ يعتليها شريطٌ كتابيّ خُطّت عليها أبياتٌ شعريّة، وفوقه الشريط الزخرفيّ (افريز ذهبيّ) تتوسّطه آيةٌ من الذكر الحكيم: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ))، ويُختَتَم بشريطٍ كتابيّ خُطّت عليه آيةٌ قرآنيّة من سورة يونس من الآية: 100 ((وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ...)). إلى نهاية الآية: 103 ((كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ)) واعتلاه (20) شكلاً من الأشكال الزهريّة المذهّبة.