مشروع الفردوس بادرة زراعية ومنجز اقتصادي كبير
29-02-2020
احمد صالح مهدي
أطلقت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة مبادرات عدة تلامس الجوانب المختلفة التي من شأنها أن تسهم في تقوية المفاصل المهمة في البلاد، لاسيما الجانب الزراعي الذي يعد من أهمّ المجالات التي ترتقي بالبلد؛ لذلك جاءت الخطوات الجادة من قبل العتبة العباسية المقدسة بإنشاء مزارع لإنتاج المحاصيل المهمة التي تعد أكثر طلباً من قبل الفرد.
وقد حققت مزارع العتبة العباسية المقدسة نجاحاً واضحاً؛ نظراً للطرق العلمية المتبعة في زراعة المحاصيل الاستراتيجية والخضرية، فضلاً عن الاعتماد على الخبرات العراقية في هذا الجانب المهم، واستكمالاً لسلسلة النجاحات المتواصلة، بادرت العتبة العباسية المقدسة لاستثمار المساحات الشاسعة في الجهة الغربية من مدينة كربلاء المقدسة؛ وذلك بإنشاء مزرعة الفردوس لزراعة محصول البطاطا ومحاصيل أخرى، وستكون اضافة كبيرة لقطاع الزراعة الذي أطلقته العتبة العباسية المقدسة.
مسؤول المزرعة المهندس الزراعي الأستاذ حيدر محمد شهيد، بيّن تفاصيل هذا المشروع قائلاً:
باشرت شركة اللواء العالمية التابعة الى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بتنفيذ مشروع الفردوس الزراعي على أرض تبلغ مساحتها 1186 دونماً، ويبعد عن مركز مدينة كربلاء المقدسة 32 كم، وتحديداً بالجهة المقابلة للطريق المؤدية الى مزار قطارة الامام علي A.
مضيفاً: يتكون هذا المشروع من قسمين: الأول هو الزراعي وتبلغ مساحته 600 دونم مقسمة الى 400 دونم لزراعة الحنطة، باعتباره من المحاصيل الاستراتيجية المهمة و200 دونم لزراعة محصول البطاطا الذي يعد تجربة جديدة في مزارع العتبة العباسية المقدسة، وما تبقى من المساحة الكلية للمشروع ستخصص 200 دونم للمنشآت الخدمية الخاصة بالموقع، وستخصص ما يقارب 350 دونماً للجانب الترفيهي السياحي.
مبيناً: تواجه زراعة محصول البطاطا في هذه الاراضي تحدياً كبيراً، ولكن ببركة صاحب المرقد الشريف وجهود الخيرين انطلق المشروع وفي غضون فترة قياسية أثمرت نتائج طيبة، ويعود الفضل في هذا النجاح الى الطرق العملية المتبعة باستخدام الأسمدة العضوية التي تنتجها شركة الجود التابعة الى العتبة العباسية المقدسة.
وتابع أيضاً: المشروع يحتوي على مجموعة مرشات مساحة الواحدة منها 80 دونماً، ويُزوَّدُ المشروعُ بمياه السقي باستخدام المياه الجوفية التي يتم تنظيمها من خلال آبار تم انشاؤها وعددها 8 يبلغ عمقها ما بين 280 الى 300 م.
وأكد قائلاً: الجزء الخاص بزراعة البطاطا يعدّ خطوة نحو تحقيق الاستراتيجية في توفير البذور والتي تعرف بـ(تقاوي البطاطا) وهي خطوة مهمة في زيادة انتاج هذا المحصول.
أما الجزء الآخر من المشروع هو زراعة الحنطة التي يتم سقيها عن طريق المرشات المحورية الحديثة، وقد تم انشاء نهر يبلغ طوله 2,5 كم تصب فيه الآبار الثماني التي تم انشاؤها، وتدفع المياه من هذا النهر بواسطة مضخات مركزية متطورة لتذهب الى المرشات التي تقوم بعملية السقي.
وأردف قائلاً: يعدّ هذا المشروع من المشاريع التي تتضمن رؤية مستقبلية واسعة، وهو يحتوي على مبادرات مستقبلية في مجال الصناعة، فضلاً عن التشجيع على زراعة البطاطا في هذه الأراضي، خصوصاً أنها تعتبر من النوع الرملي، ولكن بفضل البرنامج الزراعي المتطور والاعتماد على الأسمدة العضوية التي تنتج في العتبة العباسية المقدسة أظهرت لنا نتائج ايجابية ومشجعة للاستمرار في هذا المشروع المبارك.