بعد الانتهاء من جميع الأعمال الخاصّة بتصميمه وتصنيعه، قامت الملاكات الفنّية والهندسيّة العاملة في قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة التابع للعتبة العبّاسية المقدسة في صباح يوم الاثنين (8 جمادى الآخرة 1441هـ)، الموافق لـ(3 شباط 2020م) بنقل قطع وأجزاء الشباك الجديد الخاص بمزار العبد الصالح أثيب اليماني المعروف بـ(صافي صفا) -رضي الله عنه- إلى مقره الأخير في محافظة النجف الأشرف؛ لغرض الشروع بأعمال تركيبه وتنصيبه التي ستستمر لأكثر من عشرة أيام.
الشبّاك الجديد والقائمون على صناعته استقبلوا بحفاوة كبيرة من قبل أهالي النجف الأشرف، وكان على رأس المُستَقبِلين وفدٌ مثّل الأمانة العامّة للمزارات الشيعيّة والأمينُ الخاصّ للمزار، وعددٌ من الأمناء الخاصّين للمزارات أو ممثّلين عنهم، فضلاً عن وفودٍ مثّلت العتبة العلويّة المقدّسة ومسجد الكوفة المعظّم.
صدى الروضتين كانت موجودة، والتقت بالأمين الخاصّ للمزار الحاج عبد الحسن شنون، الذي عبر عن سعادته بهذا اليوم الذي وصفه بالتاريخي والإنجاز الكبير الذي تحقّق ببركات أبي الفضل العبّاس ع وجهود خدمته الذين أبلوا بلاءً حسناً وهم يصنعون هذا الشبّاك الطاهر.
وأضاف: إنّنا تعاقدنا مع ملاكات قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة التابع للعتبة العبّاسية المقدسة، لتصميم وصناعة الشبّاك بمواصفاتٍ فنيّة نموذجية، واليوم نعيش أفراح تنصيبه بعدما تمّ تصنيعُه ونقله إلى مكانه الأخير، والذي نعتبره إنجازاً مباركاً وصرحاً عراقياً من إنجازات العتبة المطهّرة يُضاف إلى إنجازاتها السابقة.
مشيراً: اليوم فرحون بما أُنجز وتحقّق لهذا المزار الذي فيه نفحاتٌ من أمير المؤمنين ع، فالشكر لكلّ من ساهم ودعم في صناعة الشبّاك الشريف، ولا سيما سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة والكادر العامل، ونقول لهم: بوركتم وحُيّيتم على هذه الصناعة التي نفتخر بأنّها عراقيّة خالصة، فلكم منّا كلّ التقدير وندعو لكم بالمزيد من الإنجازات.
ومن جانبه، تحدث رئيسُ قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة في العتبة العباسية المقدسة السيد ناظم الغرابي عن تفاصيل الشبّاك، قائلاً:
الشبّاك الذي تمّ تصميمُه وتصنيعُه في معامل وورش القسم من قِبل الملاكات العاملة فيه، الذين بذلوا أفضل ما لديهم ليظهر بأحسن وأبهى صورة، ممّا أعطاه دقّةً وجماليّةً عاليتين تتناسب مع المزار والمقام الشريف، وامتاز بتصاميم إسلاميّة حديثة بأنامل أمهر العاملين ليحافظ على عبارة (صنع في العراق).
وأضاف: الشبّاك يبلغ طولُه (4,70 أمتار) وعرضُه (3,60 أمتار) والارتفاع (4,20 أمتار)، وإنّ الموادّ المستخدمة في صناعته هي الذهب والفضّة والنحاس ومعدن الستانلس ستيل، حيث بلغ وزن الذهب المستخدم ما يقارب (800غم)، ومن الفضّة النقيّة ما يقارب (220كغم) ومن النحاس (1طن) والستانلس ستيل (3,5 أطنان)، هذا إضافة الى استخدام ما يقرب من (50 كغم) من المينا التي استُخدِمت في تطعيم المخطوطات التي نُقشت عليه.
مبيّناً: الخشب المُستَخدَم في صناعة الهيكل الخشبي الحامل لكافّة الأجزاء المعدنيّة هو خشبُ الصاج البورميّ، الذي يمتاز بعدّة ميزات منها: مقاومته للظروف البيئيّة ودرجة تحمّله العالية للأحمال والأثقال، وعدم تعرّض حشرة النمل الأبيض له –الأرضة- وغيرها، وتمّ تشكيل الخشب الخام وتقطيعه وفقاً لأبعاد الهيكل مضافاً إليه نقوش الشبّاك من الداخل.
أما معاونُ رئيس قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة الأستاذ حسام محمد جواد أطلعنا على أهمّ الأعمال التي سيقومون بها، قائلاً:
بحمد الله تعالى وببركات المولى أبي الفضل العبّاس ع، وبتضافر جهود العاملين والدعم اللامحدود المقدّم من قِبل القائمين على العتبة العبّاسية المقدّسة، وصلنا اليوم إلى مرحلة تركيب أجزاء وقطع شبّاك صافي الصفا رض، وأوّل هذه المراحل هي تهيئة الأرضيّة الخاصّة بتثبيت الهيكل الخشبيّ للشبّاك، لأجل الشروع بتثبيته والمباشرة بتركيب باقي القطع والأجزاء تباعاً، وحسب خطّة عملٍ وُضعت لهذا الغرض.
مضيفاً: في ورش القسم كان هناك تنصيبٌ كامل للهيكل الخشبيّ وتركيب القطع والأجزاء الخاصّة به، وفور الانتهاء تمّ تفكيكُه وإدخال أرقامٍ لكلّ مقطعٍ وجزءٍ منه ورزمُه بصناديق خاصّة ليصل اليوم إلى مكانه الأخير، وسنعمل جاهدين على إتمام التركيب ضمن المدّة المحدّدة له، وضمن المواصفات الخاصّة بالتركيب.
ومن الجدير بالذكر: إن قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة في العتبة العبّاسية المقدسة قام بصنع عدة شبابيك وأبواب طاهرة في الفترة السابقة ومنها: الشباك الطاهر للمولى أبي الفضل العباس ع وتم تنصيبه سنة 2016م، والشباك المطهر لمزار السيد القاسم بن الكاظم ع في مدينة الحلة سنة 2019م، وتركيب واجهة شباك مقام الإمام المهدي عج في كربلاء المقدسة 2020م، وتصنيع وتنصيب محجّرات محاريب الصلاة لمقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في مزار صافي الصفا E 2019م، وصناعة باب (الحمد) لمرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي ع سنة 2017م، وغيرها من الانجازات التي امتازت بتصاميم إسلاميّة حديثة وبأنامل عراقية خالصة للمحافظة على عبارة (صنع في العراق) بكل فخر واعتزاز.