توقيعُ الشيخ المفيد قدس سره (المبعث النبوي.. وليلة الإسراء والمعراج)
29-02-2020
لجنة المناسبات
يُقال: أن هناك خلطاً يقع بين المبعث النبوي وبين ليلة الاسراء والمعراج، لماذا يقع الخلط والبينات واضحة توضحت على يد أهل البيت ص، فلم يتركوا خافية إلا وبيّنوا معالمها وجوهرها؟
عن المبعث قال الامام جعفر الصادق ص: إن في اليوم السابع والعشرين من رجب نزلت النبوة على رسول الله ص، ويعد عند أئمة شيعة اهل البيت ص أن هذا الحدث الرباني هو الحدث المضيء في تاريخ الإنسانية، وهذا التأكيد الرسالي في قيم المبعث هو تاريخ أثر في المسيرة الإنسانية، وطوّر بالقابلية الفكرية ليمحي عن ذهنية الواقع الخرافة والمعتقدات المنحرفة فكرياً، ليضعه موازنة امام قيم العدل الإلهي، بعدما غرس بذرة الايمان فيهم، وأرسى الدعائم الايمانية على مدار ثلاثة وعشرين عاماً منذ يوم مبعثه.
وأما ليلة الاسراء والمعراج الى السماء فتكون في ليلة 17 من شهر رمضان الخير ومن يراه في ليلة 21 من شهر رمضان الخير والخلط حاصل من لفظ المبعث الذي هو مشترك بين بعث النبي ص بالرسالة، وبعثته الى السماء في المعراج، ظاهرة خاطئة سادت على أساس اننا نحتفل في السابع والعشرين من شهر رجب بالإسراء والمعراج، وهذا ليس صحيحا، فليس عندنا رواية نعتمدها تقول بأنَّ الإسراء والمعراج قد وقع في السابع والعشرين من شهر رجب.
نعم، ورد في بعض روايات العامة أن الإسراء والمعراج وقع في السابع والعشرين من شهر رجب، إلا أننا لا نقول بذلك، وهم كذلك لا يعوِّل الكثير منهم على هذه الروايات، فالذي وقع في ليلة ويوم السابع والعشرين من شهر رجب، إنما هو المبعث النبوي الشريف، فلابد وأن يكون الاحتفال - بذلك اليوم، وفي تلك الليلة - بمناسبة المبعث النبوي، وليس بالإسراء والمعراج، فالإسراء والمعراج قد وقع في وقت آخر، وليلة أخرى.