(إغماءة يقظة)

18-02-2020
لجنة المناسبات
نام الكتاب على وجهي، وأخذتني إغماءة اسميها من باب المجاز نوماً، كان الكتاب الذي بين يدي عن الامام الجواد ع، وكنت اقرأ عن رواية حكيمة ابنة الامام الكاظم ع، واذا بي أبصر في رؤياي سيدة من نور، تقول وكأنها تريد أن تسمعني ما تقول:ــ بلغ مولاك الرضا لأربعين عاماً لم يُرزق بولد. فكان هذا الأمر مدعاة لقلق الشيعة؛ لأنها تعتقد بأن الإمام التاسع سيكون ابن الإمام الثامن.
ولهذا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يَمُنَّ الله (عزَّ وجلَّ) على الإمام الرضا ع بولد، حتى أنَّهم في بعض الأحيان كانوا يذهبون إلى الإمام ع ويطلبون منه أن يدعو الله سبحانه بأن يرزقه ولداً، وهو ع يُسلِّيهم، ويقول لهم: «إنَّ اللهَ سوف يَرزُقني ولداً يكون الوارث والإمام من بعدي» لما حضرت ولادة أمّ أبي جعفر ع دعاني الإمام الرضا ع فقال: «يا حَكيمة، اِحضَري ولادتَها».
وأدخَلَني ع وإيّاها والقابلة بيتاً، ووضعَ لنا مصباحاً، وأغلق الباب علينا.
فلما أخذها الطلق انطَفأ المصباحُ، وكان بين يديها طست، فاغتممتُ لانطفاءِ المصباحِ، فبينما نحن كذلك إذْ بَدْرُ أبي جعفر ع في الطست، وإذا عليه شيءٌ رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه .
فأخذتُه فوضعتُه في حِجري، ونزعتُ عنه ذلك الغشاء، فجاء الإمام الرضا ع وفتح الباب، وقد فرغنا من أمره، فأخذه ع ووضعه في المهد وقال لي: «يَا حَكيمة، الزمي مَهدَه».
فلما كان في اليوم الثالث رفع ع بصره إلى السماء، ثم نظر يمينه ويساره، ثم قال ع: «أشهدُ أنْ لا إِلَه إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً رسولُ الله».
فقمتُ ذعرة فزِعةً، فأتيتُ أبا الحسن ع فقلت: سَمِعْتُ مِنْ هذا الصبي عَجَباً.
فقال ع: «ومَا ذَاكَ»؟ فأخبرتُهُ الخبر.
فقال ع: «يَا حَكيمة، مَا تَرَوْنَ مِنْ عجائبهِ أكثر».
وأخيراً ولد الإمام محمد الجواد ع وأشاعت ولادته ع الفرح والسرور بين أوساط الشيعة، ورسَّخت الإيمان في قلوبهم، وأزالَتِ الشَّكَّ الذي دخل قلوب بَعضٍ مِنهُم.