ناظم السعود..عرفته مرتين
17-02-2020
علي الخباز
كانت عروض مسرح معهد الفنون الجميلة تجمع ألفتنا بمودة هواة المسرح التي تجمعهم هوية الشغف الجميل، كان حينها صديقي أسعد العربي يكتب أعمدة صحفية عن العروض المسرحية، وكان ذلك عام 1979م، ولم نلتقِ بعدها، كنت دائم البحث عنه دون أن أعرفه.
وفي عام 1997م دخل عليّ في مخبزي الذي كان قريباً عن كراج طويريج الصحفي ناظم السعود، تعرفنا على بعض، وسهّل لي كل شؤون النشر، وكتب بعدها موضوعاً عن سر العلاقة بين التنور والشعر، وهذا يعني اني عرفته مرتين: مرة حين كان اسعد العربي، ومرة أخرى حين صار ناظم السعود، عرفته مرتين: مرة حين كان يافعا نشطا تسبق خطواته قدميه، وعرفته وهو يرتدي برنيطته المعروفة، وعكازته، بعدما تعرض الى جلطة قلبية ودماغية، واصابه الشلل مع صعوبة النطق.
وقبل أن يصبح قعيد غرفته، عرضت عليه العمل لصدى الروضتين كمستشار فني لها بدوام مفتوح حسب ظروفه وبراتب حدده هو بتواضع عجيب، لكن صحته تعرضت الى تعب شديد.
عايشنا ناظم السعود بألفة، وهو لم يبخل علينا بدراسة مشروع صدى الروضتين والنشر فيها كمستشار، بعدما عرفته ميادين الصحافة والادب كأديب عراقي ملتزم وجداني ينطلق من واقع انتماء مبدع.
وقد سعى الى خلق ادب مناهض داخل الصحف الحزبية أثناء عمر السلطة مضحياً بحياته، فكيف يكتب هذا الرجل المبدع وهو الذي يعاني من عجز الحركة اثر ثلاث جلطات.
كان عراقياً ينبض قلبه بحب العراق، كربلائياً لحد الهوس حين تعرض الى حالته المرضية، زاره ملاك صدى الروضتين حاملاً محبة العتبة العباسية المقدسة وجعل سماحة المتولي الشرعي السيد احمد الصافي (دام عزه) مستشفى الكفيل في خدمته وقد عرض على ثلاث لجان طبية عالمية، وتمت رعايته الرعاية الحسنة، فكان رحيله موجعاً على قلب صدى الروضتين، هذا الرجل الذي كان يكتشف في كل خطوة مبدعاً وسبيلاً.