مرورا بالمعنى كتاب (أجوبة الشبهات المعاصرة) للكاتب: باسم اللهيبي
17-02-2020
لجنة الدراسات والبحوث
تميزت فوضى الثقافة بعرض شبهات فكرية ومهمة تحاول صناعة الشبهة التي تقاد بمفاهيم بمصطلحات مصنوعة حسب الرغبة والمزاج معتمدة على ترويج وسائل الاعلام المقنن ومواقع التواصل الاجتماعي، لذلك نجد انجاز العتبة العباسية المقدسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية لكتاب (أجوبة الشبهات المعاصرة) للكاتب باسم اللهيبي جاء في مقدمة الكتاب: ما دام في الوجود جبهة للحق تجابهه جبهة للباطل، فإن حركة الشبهات تحاول التشويش على الحقيقة بشكل مستمر، والبحث في مفهوم الرد المثقف الواعي لإشادة الحصن المنيع للدين وأهل مداد علماء أهل البيت الذين مهد لهم الأئمة خصوصاً الإمامين العسكريين، ليقوموا بهذا الدور المقدس لتحقيق الغاية الكبرى.
تحرك البحث بأربعة فصول: الأول في الإجابة عن بعض الشبهات التي تستهدف قضية الامام المهدي بالرد على ثماني شبهات: الأولى التي ترى ما ورد في ولادة الامام المهدي ضعيف سنداً، بينما وافق الشيعة الكثير من اعلام اهل السنة والجماعة، وحاول المضلون أن يخفوا هذه الحقيقة.
ونقل إبراهيم القندوزي قالت حكيمة بنت محمد الجواد عمة الحسن العسكري ع، فسألته: يا سيدي، هل عندك علم في هذا المولود المبارك؟ قال: يا عمة، هذا المنتظر الذي بشرنا به النبي ص، وقد أخبرنا عن المهدي، وأنه من ولد الحسين ع.
والشبهة الثانية: طول العمر، ونبي الله نوح ع لبث في قومه 950 سنة، وبقاء نبي الله يونس ع حياً في بطن الحوت الى يوم يبعثون. علماء طب الشيخوخة أثبتوا بمحاولات جادة بإطالة عمر الانسان، وهناك محاولات لجعل الخلايا دون توقف، وهذا ما يؤشر إطالة عمر الانسان.
والشبهة الأخرى: شبهة السرداب، إن الإمام المهدي ع دخل السرداب سنة 260 وله خمس سنوات، ولم يظهر عنه شيء، والعلامة الشيخ محم ال ياسين رد وقال: ((سرداب الغيبة مكان معروف ومعلم بارز في العتبة المقدسة في سر من رأى، واستمد قدسيته من علم الناس؛ كونه جزءاً من بيت الأئمة)).
وشبهة استبعاد الاستفادة منه وهو غائب: حدثنا التاريخ عن الأنبياء السابقين والانبياء المعصومين، وكيف توقفت المنفعة الظاهرية من وجودهم، فقد جلس علي ع في بيته 20 سنة، ولم ويزاول عمله الذي اوكل اليه، وكذلك ولده الحسن اضطر لترك زمام الأمور، وكذلك ابنهم الكاظم وهو في السجن. وهذ الكلام ينطبق مع كلام الغائب، وهو حي من الأحياء، يختفي ويظهر.
وشبهة أن المهدي فكرة شيعية: ومكتبات المسلمين امتلأت بالكتب التي تناولت فكرة المهدي وتلقتها بالقبول، وبعضها أثبتت قبول ولادته وغيبته، وبعضها تحدثت عن احواله.
الشبهة السادسة: لماذا لم يطل عمر النبي محمد ص بدلاً من إطالة عمر المهدي، فلو كان المفروض هو إطالة عمر النبي بدلاً من إطالة عمر المهدي، لكان المفروض إطالة عمر النبي إبراهيم أو نوح أو آدم بدلاً من بعث هذا الخلق الكبير من الأنبياء. والشبهة السابعة: شبهة السفارة والاتصال بالإمام الغائب، ان حصر سفراء الامام المهدي بهذا بالعدد أربعة مهم جداً، وتوقيعات الامام أن السفراء أربعة لا خامس لهم، وان بعد السفير الرابع علي بن محمد ستقع الغيبة الكبرى، والانقطاع التام عن السفارة حتى الظهور المقدس.
الشبهة الثامنة: البنوة والوصاية، قد ترد بعض الألفاظ يستغلها ادعياء المهدوية ليسوقوا لدعاويهم الباطلة من خلال التفسير المغلوط لتلك الألفاظ.
وجاء في الفصل الثاني دراسة شبهات حول التقليد:
إن الفطرة التي أودعها الله تعالى في مخلوقته الحاسة تحكم في لزوم دفع الضرر المحتمل والاجتهاد اقصى درجات الجهد لاستخلاص الحكم الشرعي من مناشئه المقررة وأهمها القرآن والسنة المعتبرة والعقل القطعي.
أصحاب الأئمة كانوا يتلقون كلام المعصومين، ويعملون به دون وسيط، كل هذه العلوم وطول المدة الزمنية، وبين عصر النص وتداخل الثقافات والألسن، وفقدان الكثير من الكتب الحديثية نتيجة مطاردة السلطات الظالمة ومحاولة بعض الناس الحديث والكذب عن المعصومين.
والشبهة الأخرى: إن الروايات والنصوص الفقهاء والشيخ المفيد تحرم التقليد، وهذا نوع من أنواع التدليس والحشو في الكلام، ومحاولة زج ما هو ليس فيها، وكلام الشيخ المفيد واضح جداً حيث يتحدث حول التقليد بالاعتقادات؛ لأن الكتاب نفسه في العقائد وليس في الفروع.
وهناك شبهة ترى أن التقليد نشأ حديثاً، والامام جعفر الصادق ع قال: ينظر من كان منكم ممن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً، فاني قد جعلته عليكما حاكماً.
وهناك شبهة أن الأئمة قد نهوا عن النظر مع ان الاجتهاد اليوم مبني على النظر والامام الصادق ع كان ينهي عن الافتاء بالرأي والقياس، وأن الأئمة دعوا الى الرجوع الى الفقهاء لا الى الروايات، وهناك الكثير من الشبهات التي نوقشت في الكتاب ومنها عن علم الأصول خصص في الشبهات حول المرجعية، فهناك شبهة حول عدم فاعلية المرجعية الشيعية، وعدم تفاعلها مع قضايا الأمة، وهناك نماذج خالدة منها المرجع محمد حسن الشيرازي وفتوى التنباك، والمرجع الشيخ تقي الحائري الشيرازي وثورة العشرين، والمرجع السيد محسن الحكيم ومواجهة الالحاد، والمرجع السيد الخوئي، والمرجع السيد السيستاني وفتوى الدفاع المقدس (قدس الله أسرار الماضين منهم، وأدام ظلال الباقين الوارفة، وحفظهم الله وأطال بأعمارهم).
وكانت خطة اهل البيت ع ما بعد الغيبة كحفظ كيان التشيع كدين، وحفظ الشيعة كأفراد، وهناك شبهات متعددة تمت مناقشتها مثل: زعزعة العقيدة، وبعض الشبهات الأخرى التي تمت مناقشتها في الكتاب وكلها مهمة وفاعلة.