من مأثورات أهازيج ثورة العشرين الخالدة

16-02-2020
السيد عبد الملك كمال الدين
كثيرة هي الهوسات والأهازيج الوطنية والشعبية والدينية، وانتشر الشعراء الشعبيون في دواوين ومضايف العشائر العراقية في وسط وجنوب البلاد، وكانوا يسمون بالمهاويل، وهم ينطلقون بصدق وإيمان وعفوية بالغة التأثير، وحقيقة كانوا العامل الأساس للثورة بشيوخها وشبابها، وهم يقودون جحافل الثوار وسط المزارع والبساتين والبوادي والاهوار والهضبات، ولهم الفضل كل الفضل في إيقاد وهج وحماس واستبسال الثوار بأسلحة بدائية أذهلت جنود الاحتلال الانجليزي ومرتزقته المزودين بالمدافع والرشاشات والطائرات، وحقد المحتلين وأطماعهم.
نعم، كل هذه العنجهية والأطماع والأحلام للمستكبرين الاستعماريين جُوبهت بصمود منقطع النظير من الثوار العراقيين الأبطال، تتقدمهم كواكب العلماء وشيوخ العشائر وجحافل الشباب الثائر، وبحق كان للمرأة العراقية دور مهم ورائد، وحفز جموع المجاهدين، وهن يحملن البيارغ والرايات الحسينية ورايات العشائر العراقية.
وبعضهن يحملن الطعام يتأسين بمثال الإيمان والبطولة (طوعة) والخنساء، ومنهن الشاعرات الشعبيات اللاتي ألهمن الثوار من أولادهن وإخوتهن وجموع الثوار وهن يرددن أقوال الزهراء وزينب C بطلات الرسالة الإسلامية في نصرة الدين من الانحراف والأطماع.
ومن المأثورات الشعبية لثورة العشرين أهزوجة (الطوب أقوى لو مكواري) والمقصود بالطوب: المدفع، والمكوار: سلاح شعبي شائع، وهو عبارة عن عصا من خشب التوت أو الجنا برأسه كتلة كروية من مادة القير الصلبة.
وهناك سلاح شعبي أيضاً اسمه (الجراز) وهو عصا طويلة برأسها مجموعة من الأخشاب والمسامير، وكذلك سلاح شعبي آخر هو (الحدرة) وهي عصا وسطية برأسها دائرة حديدية كروية.
حقيقة كان عموم الشباب يستعملون هذه الأسلحة كمقاومين ضد جند الاحتلال، وخاصة في مناطق وسط وغرب العراق. أما أهم سلاح في منطقة الجنوب فهي (الفالة) وهي عبارة عن عصا طويلة برأسها مثلث حديدي برؤوس تشبه رأس السهم، وهي اداة تصيد السمك في مناطق الاهوار.
وحقيقة كانت الفالة سلاحاً فتاكاً لمجابهة جنود الاحتلال، وكان لها صدى وطني وشعبي عندما رمى بها فلاح مقاوم احد الضباط الانجليز برتبة (سارجنت) حيث ركزها وغرسها في كتف الضابط، فهرب واحتضنه جنوده، والفالة مغروزة في كتفة، وهنا ردد المقاوم العراقي بأهزوجته (مشكول الذمة اعله الفالة) والقصد اعتزازه وفخره بسلاحه الشعبي الوطني.