بين مسناية الكرخ ومقام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
16-02-2020
اللجنة التاريخية
علاقة مترابطة في ذهني بين مقام الخضر ع في كرخ بغداد، وبين مقام الامام المهدي ع لوجود متقاربات كثيرة بين المقامين:
أولاً_ المقامان يمثلان رمزين يشتركان في قيم الغيبة والخلود، فالخضر سيظهر مع ظهور المهدي ع كما يقول الامام الرضا عليه السلام ((سيؤنس الله به وحشته قائماً في غيبة ويصل به وحدته))، فالخضر له علاقة خاصة بجميع الأئمة ع، وكان له حضور في اظهار كرامات أئمة اهل البيت، ودعاء كميل هو دعاء الخضر، فهو ملازم للإمام المهدي ع.
ثانياً_ وجود المقامين على النهر، توقد لهما الشموع بعد تثبيتها على قطعة من الفلين في تقليد توارثته الأجيال، الشمعة تحترق لتنير، تبقى تشع نوراً وصفاء لإنارة الطريق امام الآخرين، وهذه الخصلة في الشمعة هي التي دفعت المحبين الى ايقادها عند المقامين، مع وجود النهر الذي يمثل الرواء الإنساني، وله علاقة بقضية الحسين ع، وكأن المقامين يوحدان دجلة والفرات في رمز الغيبة والانتظار المبارك، وكلاهما ولدا إثر رؤيا خير تشير الى صلاة الرمزين المقدسين في مقامهما.
الذي ادهشني وجود بعض التحقيقات الصحفية المنتشرة في المواقع والتي كتبت عن مقام الخضر باعتباره كتلة من البناء القديم، ولم ينتبه المحقق الى قدم منطقة خضر الياس التي سميت باسمه.
وأما المسميات الأخرى للمنطقة هي حديثة مثل (السوق الجديد) والذي كان قبل عقود من هذا التاريخ، المشكلة أن نفس الإعلامي يقول: إن شموع الخضر ظاهرة قديمة ويقرن ظهور المقام بحادثة سقوط أحد العمال اليابانيين في أحد قوالب الدعامات لحظة انشاء الجسر، وقد صبت عليه الخرسانة، وعند مجيء عائلته أوقدوا الشموع وصار رمزاً لأهالي المنطقة، ولا يعلم هذا الصحفي أن الرمز المكاني موجود قبل حادثة الياباني بعقود زمانية.
وقيل أن المسناية أي مقام الخضر هي مصدات قصر الملك نبوخذ نصر، وهذا لا ينفي وجود المقام، بل يرسخه كقيمة تاريخية. كانت عمارة مقام المهدي عبارة عن محل صغير مشيد من الطين، وشيدت العمارة من الطابوق عام 1924م، وجه التشابه بين الرمزين الخضر ع منتدب من الله تبارك وتعالى لاتخاذ الأوامر الإلهية، ووصفه الله سبحانه وتعالى: ((عبداً من عبادنا)) في قوله تعالى: ((فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)) (الكهف/65) وهذا يدل على وجود مجموعة من البشر على وجه الأرض هم عباد الله، وخصهم لنفسه، يقومون بإنجاز المهام الإلهية المحورية التي لها اثر على مسار البشرية }.