تشهد أكثر محافظات العراق وأقضيتها ونواحيها في ذكرى شهادة الصديقة الزهراء ع، إقامة المجالس العزائية والمهرجانات التي تلقى فيها القصائد الرثائية، وإحياء لهذه الفاجعة الأليمة كان من ضمنها مهرجان الشهادة الذي ينظمه منتدى الامام الحسين ع الثقافي في ناحية الدبوني والذي ترعاه وتشارك فيه العتبات المقدسة (العلوية، والحسينية، والكــــــــــــــاظمية، والعبـــــــــــــاسية).
أقيم هذا المهرجان للسنة التاسعة على التوالي، بالاشتراك مع وحدة المواكب الحسينية في ناحية الدبوني تحت شعار (سلمية فاطمة نهج للمصلحين)، ويأتي من أجل إحياء مظلومية الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء ع حيث احتضن فقرات هذا الكرنفال العزائي منتدى شباب الدبوني وسط الناحية، وتضمن إقامة معرض للكتاب، وقد شاركت العتبة العباسية المقدسة فيه بجناح ضمّ مجموعة من إصدارات العتبة العباسية المقدّسة في مجالات متعدّدة كما كانت للعتبات المقدسة مشاركات متنوعة فيه.
بدء الحفل بتلاوة القرآن الكريم، بعدها وقف الحضور لأداء السلام الجمهوري العراقي وقراءة سورة الفاتحة، ثم توالت الفعاليات وسط حضور رسمي وحوزوي كبير يردفه حضور غفير لأهالي الناحية من وجهاء وشيوخ عشائر كرام تتقدمهم عوائل شهداء فتوى الدفاع المقدسة من حشد مقدس وقوات أمنية.

وفي كلمة ترحيبية، ألقاها سماحة الشيخ صالح القره غولي معتمد المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، التي رحب فيها بالحضور الكريم، لاسيما سماحة السيد رشيد الحسيني الأستاذ في حوزة النجف الأشرف، ومجموعة من الفضلاء.
وعبر القره غولي عن شكره العتبات المقدسة لتعاونها مع أهالي ناحية الدبوني في اقامة هذا المهرجان المبارك؛ كونه يستذكر شهادة الصديقة الزهراء ع وما جرى عليها، داعياً أهالي الناحية الى التواصل بإقامة هذا المهرجان ومحاولة التوسع فيه ليصل الى مختلف المحافظات، وبالتالي العمل بجد لإيصاله الى الخارج.
واختتم حديثه بالدعاء الى عوائل الشهداء الكرام، والترحم على تلك الأرواح التي فاضت لأجل حفظ الدين والمذهب.
جاءت بعد ذلك محاضرة ألقاها سماحة السيد رشيد الحسيني الأستاذ في الحوزة العلمية، وبيّن فيها الأسلوب الذي اتخذته السيدة فاطمة الزهراء ع في الاحتجاج على سلب حقها، وكانت وقفتها حجة دامغة على الأمة، وهي قد أسقطت الأقنعة، وبينت الزيف الذي كان يختبئ خلفه المخالفون الذين يسعون الى حرف الحقيقية.
وعرج سماحته على مقتطفات من حياتها ع، وكيف كان لها دور واضح في حفظ الاسلام ورسالته السماوية الخالدة، ودعا الحسيني في كلمته الى ضرورة التمسك بالأسـلــــــوب الــذي استخدمته الصديقة الطاهرة من أجل ارجاع الحقوق الى أهلها.
واختتم حديثه بكلمة وجهها الى المطالبين بحقوقهم في ساحة التظاهر، ناقلاً تعاليم المرجعية الدينية، وتوجيهها بضرورة المحافظة على السلم المجتمعي، وعدم الانجرار الى الصراع الداخلي من أجل تفويت الفرصة على أعداء العراق الذين يحاولون شق الصف وزرع الفتنة.
وتضمّن المهرجان فقرات متنوعة أخرى من ضمنها عرض مسرحي تناول الحادثة التي على اثرها تجاوز المعتدون على حرمة بيت الزهراء ع، وأيضاً تضمن إلقاء قصيدة من الشعر الشعبي ليكون مسك الختام تكريم عوائل شهداء فتوى الدفاع المقدسة من حشد مقدس وقوات امنية.

جناب الشيخ حازم العبودي المسؤول عن المهرجان بيّن:
للسنة التاسعة يقام هذا المهرجان بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ع، وقد شهد المهرجان حضور وفود من العتبات المقدسة، ووفد ممثل المرجعية الشريفة في النجف الأشرف، وببركة الجهود المبذولة من قبل القائمين على العتبات المقدسة بتكاتفهم وتوحدهم، وتقديم الدعم اللازم من أجل اقامة الشعائر الخاصة بأهل البيت ع.
وأضاف: شهد المهرجان مشاركة واسعة من قبل الأهالي، وكذلك الدعم المقدم من السيد مدير الناحية، والمركز الثقافي في هيأة المواكب ناحية الدبوني، كل هذه الجهود تتوحد من أجل إعلاء كلمة الحق وبيان مظلومية الزهراءع وفضح الكفرة الذين تجبروا وهتكوا حرمة النبي الأكرم محمد ص بتآمرهم على الامامة الإلهية التي فرضها الله سبحانه وتعالى على امير المؤمنين علي بن أبي طالب ع، ومن بعده أولاده وأحفاده ع.
واختتم المهرجان بتكريم عوائل الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الوطن والمقدسات.