الرقعة والثوب:
قال الثوب القديم للرقعة الجديدة:ــ
أنتِ دخيلة، بعيدة عن ألواني وخيوطي.
أجابت الرقعة:ــ
ستقبلينني رغماً عنك؛
لأن الأصابع التي وضعتني
تمتلكني وتملكك.

قلم رصاص:
قالت الممحاة لقلم الرصاص:ــ
أنا أدفع ضريبة الخطأ
ألملم أعصابكَ المتعبة
لذلك كلماتك المرشوشة بالإبداع
هي ثمن وجع رأسي
الذي تآكل وتناثرت بقاياه
على الورق.

الحزب والأعضاء:
قال الحزب للأعضاء:ــ
عطركم الجدال
وصراخكم كمطارق الحداد
تتشاغلون بربط أحذيتكم
والخطوات منكم براء.

عجائب الدنيا:
قالوا: العجائب سبعة
قالوا: العجائب عشرة
مهما غرقتم في الخرائط والمعلومات لن تجدوا
العجيبة الخاصة بالإنسان
حين تختفي عنده الكرامة، وتصبح لقيطة بلا نسب.

عصفور وقفص:
قال العصفور للقفص:ــ
لا تظن نفسك حراً
تملك التاج وقضبان الأجنحة
أنا سجين أغرّد
طيراني هو الهدف
أما أنت حشرجة حديد أو خشب
مصيرك التحطيم ونار المزبلة.

مقاعد حجرية:
في حديقة عامة
قالت المقاعد الحجرية:ــ
نحمل الأجسام والأوزان والترهل واليباس
نسمع العبارات والغناء والكذب والخداع
نكون للعابرين عروشاً، نافذة تطل على الأسرار.
فقال العشب:ــ هنيئاً لكم بهذه النعمة
فنحن لا نسمع إلا صرير الخطوات الثقيلة
حين تختم فرح الاخضرار
وتصبح شظايا الأعشاب تبنا
للديدان والحشرات.


الأرملة والوشاح:
قالت الأرملة للوشاح الأسود:ــ
تركتك تغتال أنوثتي
تصادر تفاحات عمري
فقال الوشاح الأسود
ليست مهنتي اغتيال الانوثة
وطعم السواد ليس غايتي
فخيوطي مصابة بالضجر
متآكلة من شدة حرصي على الشرف
فالعيون هي التي ترصد الافق
لتنصب المشانق لمليون عنق.

النكبة والنكسة:
قالت النكبة للنكسة:ــ
أنا وأنت في (الهوا سوا)
ذبحونا ووزعوا دمنا بين القبائل
ثم خيطوا جلودنا وحشونا بقطن الهزائم
ثم زوجونا للتاريخ كنساء يرقصن بالخواتم.

اللغة:
قال محمود درويش:ــ
الأرض تورث كاللغة.
فقالت اللغة:ــ
مفرداتي هي ينابيع الانتصار
وما نفع نبض الحروف
إذا تهدّل ثدي الأرض
ورضع الأبناء حليب الانكسار.