تراتيل المولى أبي الفضل العباس ع تغدق على أسر شهداء تظاهرات مدينة الناصرية بالمواساة والتعزية
15-01-2020
حيدر داوود
لأجل تعزيز الروح الوطنية والوقوف والتضامن مع المتظاهرين السلميين في المحافظات العراقية؛ ولأن محافظة الناصرية قدمت الكثير من الشهداء والقرابين لحماية أرض والعرض، قامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بارسال وفد رفيع المستوى للتضامن مع شهداء التظاهرات في الناصرية وتكريم عوائلهم والوقوف معهم وتقديم التعازي والمواساة لهم.
وقد التقى الوفد بذوي الشهداء والجرحى البالغ عددهم (77) عائلة في جامع وحسينية سلمان المحمدي E وسط مدينة الناصرية، بحضور عدد من رجال الدين ووجهاء وشيوخ المدينة.
وخلال اللقاء، كانت هناك كلمة ترحيبية لذوي الشهداء وأهل المدينة ألقاها فضيلة الشيخ حسين الترابي نيابةً عنهم، بتقديمه الشكر والامتنان للوفد العتبة المقدسة.
مبيناً: إن أهالي الناصرية معروفون بالعطاء فهم أهل مدينة معطاء، ويشهد التاريخ لها بذلك منذ ثورة العشرين، وبالرغم من تجاهله لحقب زمنية مجحفة ألمّت بها وبالأخص إبان النظام السابق وما تعرضت إليه، وكان الإمام الحسين A وأهل بيته وأصحابه قدوةً لهم، فكما هم سقوا أرض العراق بدمائهم الطاهرة فإن أهالي الناصرية قد رووا هذه الأرض بدمائهم أيضاً.
مضيفاً: أهل الناصرية على مر العصور والعقود تكون لهم وقفة، وما وقفتهم في دحر عصابات داعش الإرهابية إلا شاهد من بين الشواهد على ذلك، ولا يكاد يخلو بيت من شهيد سال دمه في سبيل هذا الوطن، واستمرت هذه الدماء؛ لأن أهل ذي قار هم أهل الكرم والعطاء، وهذا نابع من أمرين، الأول: إيمانهم بأهداف ونهضة الإمام الحسين A وأهل بيته وأصحابه، والثاني: أنها مقتدية ومتبعة لمرجعيتها الدينية المباركة، لتستمر فتوصل الكرم ليتصل بمعركة الإصلاح التي سقط على مذبحها عشرات الشهداء من أبناء هذه المحافظة، فنيابةً عنهم نقول: أهلاً وسهلاً بالوفد الزائر، وشكراً لكل ما قدمته العتبة العباسية المقدسة من خدمات طبية وعلاجية لجرحى تظاهرات الناصرية.
كما كانت هناك كلمة للدكتور علاء الركابي، عبّر فيها عن شكره للوفد على هذه الزيارة، جاء فيها:
رحم الله تعالى شهداءنا، ومنّ جراحنا بالشفاء العاجل، في البداية كانت تظاهرة واليوم هي ثورة وثورة سلمية، دماء الشهداء من إخوتنا وأبنائنا أمانة في أعناقنا، كما أن مطالب الشعب العراقي أمانة في أعناقنا، والمرجعية أيدت هذه الثورة حتى تحقيق المطالب، ونؤكد أن دم الشهيد لن يضيع حتى تحقيق ما خرجنا من أجله، ولا أحد يعتقد أن تضيع هذه الدماء وسنحصل عليها بالطرق القانونية.
نطلب من وفد العتبة العباسية المقدسة أن يوصل سلامنا إلى المرجعية الدينية العليا، ويبين لها أننا ملتزمون بتوصياتها وإرشاداتها، وبتطبيق خارطة الطريق التي رسمتها لهذه الثورة السلمية التي وصفتها بأنها أشد وأقسى من حرب داعش، وعلى الرغم من كل العقبات فنحن على العهد معها باقون.
ثم جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها السيد عدنان جلوخان الموسوي من قسم الشؤون الدينية بيّن فيها:
من كربلاء الشهادة والبطولة، جئنا بهذا الوفد المتواضع لنحمل تعازي المؤمنين في كربلاء ولا سيما العتبات المقدسة، وأخص بالذكر العتبة العباسية المقدسة بمتوليها الشرعي وجميع مسؤوليها وخدامها، لنأتي سعياً على الرأس لا على القدمين ونقول لكم جميعاً: أعظم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل، ونسأل الله تعالى أن يحشر هؤلاء الشهداء مع محمد وآل محمد، وأن نسير جميعاً على طريقهم وعلى نهجهم إن شاء الله تعالى.
مضيفا: إن كل صالح حينما يتحول إلى مصلح يريد أن يعدل المسار ويريد أن يُصلح يُكره ويُقاتل ويُجابه، ولنا برسول الله وأهل بيته (صلوات الله عليهم) أسوةٌ حسنة، ونحن بما أننا نسير على هذا النهج الإصلاحي فإننا نريد أن نصلح، وأن نغير ما قامت به هذه الأيادي القذرة من إفساد في الأرض، نحن نسير إلى أين؟ تنتهي هذه المحنة بأن يتم هذا الإصلاح على أتم وجه إن شاء الله، فنحن لسنا خائفين وقد واكبنا معركة تحرير أرض العراق من عصابات داعش، ونحن رهن الإشارة في أي وقفة وفي أي قضية؛ لأن أرواحنا ليست أعز من هذه الأرواح، ودماؤنا ليست أزكى من هذه الدماء.
موضحاً: نحن جئنا من حرم أبي الفضل العباس A، ومن صفات العباس A هي نفاذ البصيرة، لذلك يجب أن تكون لدينا بصيرة ونتبع وصايا مرجعيتنا حتى نخرج إلى بر الأمان بسلام، وإلا فإن مخالفة وصايا المرجعية الدينية العُليا بالنتيجة ستؤدي في هذا الأمر إلى الهلاك، ولذلك يجب علينا أن نعرف هذه البصيرة ونتعلم هذا الدرس من أبي الفضل العباسA، ورأيتم أن الدواعش عندما أرادوا أن ينالوا من أرضنا، لكن ببركة فتوى المرجعية المباركة والدماء التي لبت نداءها تحقق النصر، هذه الفتوى مستمرة ونحن دوماً على استعداد لتقديم الدعم، وبذل دمائنا من أجل العراق ومقدساتنا وأعراضنا إن شاء الله.
واختتم السيد الموسوي كلمته بمرثية عزائية ناعياً فيها أهل البيت D ومصابهم الجلل.
وقد اختتم اللقاء بتقديم مجموعة من الهدايا من مرقد أبي الفضل العباس A محملة بعبارات الحزن والمواساة من خدمته إلى أهالي وذوي الشهداء.
من جانبهم، عبر ذوو الشهداء عن بالغ شكرهم وتثمينهم لهذه المبادرة، شاكرين للوفد حضوره بينهم ومشاركته أحزانهم ومواساتهم، مؤكدين في الوقت نفسه أن هذه المبادرة ليست غريبة أو جديدة على العتبة العباسية المقدسة.
يُذكر أن عدد العوائل التي تم تكريمها هي 77 عائلة، والباقي 28 عائلة أخرى سيتم تشكيل وفد آخر لمواساتهم في منازلهم، مع القيام بمتابعة حالات عدد من جرحى التظاهرات الصحية وعلاجهم مجاناً في مستشفى الكفيل.
صدى الروضتين أجرت العديد من اللقاءات كان أبرزها كالتالي:
حميد الخفاجي - ذوي أحد الشهداء:
أود أن أشكر المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)؛ لأنها لم تنسَ الشهداء الذين سقطوا من اجل الحق ضد الباطل ضد داعش والسراق، وان شاء الله تسير هذه الثورة بالطريق المستقيم الذي سار به الامام الحسين A من اجل الإصلاح والمبادئ.
رئيس قسم الاعلام في العتبة العباسية المقدسة الأستاذ الدكتور مشتاق عباس:
جاءت هذه المبادرة بالتكليف المباشر من قبل سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، واستنادا الى توجيهات المرجعية الدينية العليا لمتابعة شؤون عوائل شهداء حركة الإصلاح وثورة الإصلاح ومعركة الإصلاح كما وصفتها المرجعية الدينية العليا، واليوم نحن في محافظة ذي قار لمشاركة ذوي الشهداء في مآسيهم ومحنهم.
الدكتور التدريسي في جامعة ذي قار هادي سعيد:
اليوم تشرفت محافظة ذي قار بزيارة وفد العتبة العباسية المقدسة لزيارة عوائل شهداء حركة الإصلاح، وقد اتفق الجميع أن أقل ما يقدم لتلك العوائل المنكوبة بما قدمته من فلذات اكبادها في هذه المجزرة الكبرى التي ربما لم تحدث في تاريخ العراق الحديث، فكانت زيارة وفد العتبة العباسية المقدسة خير سلوان وخير عزاء لهذه العوائل المفجوعة بأبنائها.
كما قدم الوفد كلمات السيد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة بأنهم سيكونون عوناً في هذه الثورة الإصلاحية، وفي المقابل قدم عوائل الشهداء الولاء لمرجعيتهم الدينية، وانهم ثابتون على هذه المسيرة في تحقيق مبادئ الإصلاح التي بذلوا من اجلها الغالي والنفيس.