الجمعيات الكشفية بين الماضي والحاضر... جمعية كشافة الكفيل أنموذجاً

15-01-2020
همام الموسوي
الجمعيات الكشفية بمفهومها الشامل، حركات شبابية تربوية تطوعية غير سياسية، عالمية النهج والمبتنيات، هدفها تنمية الشباب بدنياً وثقافياً وفكرياً من خلال عدة أعمال يقومون بها من خلال مشاركتهم في المخيمات الكشفية.
في البداية أتت فكرة الكشافة أثناء الحصار على معسكر الإنكليز، في وقتها تم الاستعانة بالشباب للقيام بدعم الأعمال العسكرية: كالحراسة، وطهي الطعام، ونقل الرسائل فيما بينهم، ثم قاموا بإنشاء فرق كشفية ومخيم تجريبي عام 1907م في إنكلترا خلال تسعة أيام، وشارك فيه 20 من الفتيان، وبعد نجاح الفكرة قاموا بتوسيع الفئة العمرية فضم الأشبال.
ودائماً ما تكون فكرة الحركة الكشفية لها أهداف تربوية، وقد سميت الكشافة بهذا الاسم من الكشف؛ لأن الغاية من الكشف هي اكتساب القيم، وتحصيل الأخلاق الحميدة والتربية الصالحة، وتستخدم الحركة برنامجاً تعليمياً يعتمد على النشاطات العلمية في الهواء الطلق، وإقامة المخيمات التي تشمل فن عمل الأخشاب، والألعاب المائية، والسفر على الأقدام، والتجوال والألعاب الرياضية.
ورغبة منها في احتضان المواهب والطاقات النيرة، وايماناً من لدنها بشد أواصر شباب الوطن والفتيان، واجتماعهم في سبل الخير والتفوق والنجاح باعتبارهم رجال المستقبل.. أقامت (جمعية كشافة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة) عدة أنشطة ودورات متمثلة بالمخيمات الكشفية، وعمل ورشات تدريب على الإسعافات الأولية، وعمل برامج اعداد القادة الكشفيين من أجل تطوير مستوى الوعي القيادي، ورفع مستواهم في جوانب الإدارة.
وقد بدأت بعمل برنامج التطوير الشامل لفئات الأشبال والكشافة مستثمرة جهود القادة والمحاضرين المدربين من ضمن كوادر الجمعية.
استهدف البرنامج التطوير الشامل ثلاث فئات عمرية:
- الأشبال: (من عمر 9 الى 12 سنة).
- الكشافة: (من عمر 12 الى 14).
- الجوالة: (من 14 الى 17 سنة).
هذا البرنامج يستهدف اكتشاف المواهب لدى العنصر الكشفي، اضافة الى جوانب أخرى منها: معرفية وتربوية واخلاقية بما ينسجم مع ما يتطلبه العمل الكشفي.
وقد تم تقديم واقتراح هذه البرامج من قبل مفوضية التدريب التابعة للجمعية التي تعتمد بالدرجة الأساس على بث وترسيخ قيم وأخلاق أهل البيت D وفكر وثقافة الامام الحسين، وربط العناصر الكشفية بقادتهم ورموزهم العظيمة.. وتوعية الشباب بالمخاطر الثقافية من خلال المحاضرات العلمية؛ لأنهم يواجهون تحديات ومخاطر جمة تحيط بمجتمعنا، وبالأخص فئة الشباب؛ لأن هناك تحديات وهجمات بوسائل عديدة وبطرق مختلفة، فعلينا أن نعي هذه الخطورة، ونقف بحزم تجاهها.
ومن الجدير بالذكر أن العتبة العباسية المقدسة سباقة في الاضطلاع بدورها الكبير والفعال في رفد الشباب واحتوائهم من خلال هذه الجمعية التي تسعى الى تطوير المستوى العلمي والثقافي للشباب والرقي بقدراتهم ورفع مستواهم البدني والنفسي من خلال المشاركة في نشاطات الجمعية.
وشبابنا اليوم عينهم علينا، فالطرف الآخر لديه المؤسسات، ولديه البرامج والقنوات الجاهزة لاستهدافهم واستقطابهم، ونحن كذلك يجب أن تكون لدينا جبهة ثقافية وعلمية لرد هذه الهجمة الكبيرة على الشباب المسلم، ليكونوا في المستقبل جيلاً واعداً في مواجهة التحديات القائمة والمحتملة دفاعاً عن شعبهم ومقدساتهم .