كربلاء القلب.. الفصل الأول (الطريق الى كربلاء)
13-01-2020
اللجنة الثقافية
الراوي: الريح تغزل خواتم اتربة على مهرة حلمها التي تحمحم بحرارة اللقاء.
الحسين: انا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين.
علي الاكبر: ما جرى يا ابتاه فدتك نفسي يا امامي؟
الحسين:ـ خفقت براسي فعن لي فارس.
صوت: القوم يسيرون والمنايا تترى اليهم.
الحسين: علمت انها انفسنا نعيت الينا.
علي الاكبر: لا اراك الله سوءا، الست على حق؟
الحسين: بلى والذي يرجع اليه العباد.
علي الاكبر: اذن لا نبالي ان نموت محقين.
الحسين: جزاك الله خيرا ما جزى ولدا عن والده.
(صوت في الجهة الثانية)
صوت: يا حر هذا كتاب الامير بن زياد اليك: جعجع بالحسين ولا تنزله الا بالعراء من غير حصن ولا ماء.
زهير بن القين (مع الحسين): يا بن رسول الله، ان قتال هؤلاء علينا اهون.
الحسين: ما كنت ابدأهم بقتال.
زهير: سيدي هنا بالقرب موقع من عاقول خصب على شط الفرات.
الحسين: ما اسمه؟
زهير: العقر.
الحسين: اعوذ بالله من العقر.
الراوي: تحت قميص الارض يختضم الحلم وكأنه يبحث عن ارض توحد العالم وتكون قطب كل مسير، وفجأة يقف جواد الحسين لا يتحرك قط، كما هي ناقة النبي عند الحديبية.
الحسين: فقوا واستفهموا الامر ما اسم هذه الارض؟
زهير: هي الطف يا مولاي.
الحسين: اذن، هنا مناخ ركابنا هي ذي كربلاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني
(كربلاء القلب)
شخص 1:ـ هي ذي كربلاء.. وادي نحيل كأنه يحمل الارق بين عينيه وشما وينتظر اللقاء منذ زمن بعيد.
الحسين:ـ اللهم انصرنا على القوم الظالمين.
جوقة:ـ اللهم انصرنا على القوم الظالمين.
شخص 2:ـ من معصم هذا النبض تولد الحياة, لقد بكيت يا صاحبي وأنا أسمع الحسين يقول حكمته.
الحسين:ـ إني لا أرى الموت الا سعادة .. والحياة مع الظالمين الا برما
زهير:ـ لو نفترض الآن ان الدنيا توقظ اهلها ولا عزلة موت تحتكم المصير، لنقل هو الخلود المستكين في مواسم الاحتضار لأثرنا يا سيدي النهوض معك، وهذه الجراح نتوكأ عليها أمام كل ضمير.
الحسين:ـ جزاك الله يا زهير عنا كل خير.
برير:ـ هو الحمد على ما منّ الله بك علينا.
هو الحمد ان نقاتل بين يدي الغيث صبورين هو الحمد أن تقطع اشلاؤنا حضورا بين يديك ليكون يوم القيامة جدك الشفيع.
الحسين:ـ جزاك الله يا برير عنا خيرا.
نافع بن هلال:ـ الناس يا مولاي كالجهات كل جهة لها وجهة وليس كل القلوب على جهة من أمر، ولذلك كان هناك من يريد السلام الى جدك الرسول ويضمر الحقد والغدر والحرب وهكذا كان شأن أبيك، لكن ثمة مآذن يسامرها صوت الله أكبر، ولايخفت الصوت لو اشتدت عليه الرياح فمضى السعي لرشد وقاتل البعض معه الناكثين والقاسطين والمارقين، وفي رسغ الإيمان نقول: مستمر هذا الوجد يا مولاي، فسر راشدا، شرقا، غربا، والله لايفاجئنا موت ولا نكره يوم حفاوة اللقاء، على النيات نحث الخطى زهوا، والبصائر نورا، والناكث عنك لايخذل أبدا سواه، ونحن بين يديك نوالي من والاك، ونعادي من عاداك.
الحسين: إلى بني هاشم، أما بعد، وكأن الدينا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل والسلام.