عائلة الشهيد المصور الحربي أحمد مهنا اللامي في ضيافة ممثل المرجعية الدينية العُليا

05-01-2020
طارق الغانمي ‏
كان ولا زال لدماء الشهداء الدور الأساس في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته وحفظ وحدته وحماية أعراض مواطنيه، ودرء شر العصابات الارهابية التي خططت لمسخ هويته الوطنية وتمزيق نسيجه الاجتماعي...
هذا ما أكدت عليه المرجعية الدينية العُليا في خطبة الجمعة بتاريخ 18/12/2015م، ومنذ تلك اللحظة والعتبة العباسية المقدسة بمواقفها الداعمة المادية والمعنوية والاجتماعية، تحتضن الكثير من أسر شهدائنا الأبطال؛ وذلك لإشعارهم بأهمية حجم التضحيات التي قدموها في سبيل هذا الوطن الأبي.
وها هي اليوم، تقوم العتبة العباسة المقدسة باستقبال أسرة الشهيد المصور الحربي أحمد مهنا اللامي، الذي خطفه الموت والغدر في مظاهرات بغداد ليرتقي شهيداً, وسجله حافلاً بالمواقف البطولية الوطنية والإنسانية المتعددة في مختلف الميادين، ابتداءً من مشاركته في تغطية العمليات العسكرية لبطولات الحشد الشعبي في حربهم ضد تنظيم داعش الارهابي، ووصولاً إلى توثيق متطلبات الشعب العراقي في ساحات الاعتصام وسط بغداد.
(لا تتركوا السيد السيستاني) لعلها الوصية الأكثر أثراً التي تركها أحمد بأن يحافظوا عليها محبوه بعد رحيله إلى مثواه الأخير، ولعل هذا الأمر شكل منه إيقونة رائعة لمعنى بذل الأنفس لسببٍ يعتقده ابن مهنا وباقي الشهداء وهو الذود عن الدين والعقيدة والشرف.
ففي ظهيرة يوم الجمعة (16 ربيع الثاني 1441هـ) الموافق لـ(13 كانون الأول 2019م) استقبل ممثل المرجعية الدينية العُليا سماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وأمينها العام المهندس محمد الاشيقر (دام توفيقه) وعدد من المسؤولين الآخرين في العتبة المطهرة، أسرة الشهيد المخلص لوطنه ومقدساته.
وتأتي الزيارة لرد الجميل إلى خدام المولى أبي الفضل العباس A والقائمين على العتبة المقدسة الذين تكفلوا ببناء دار لعائلة الشهيد، بعد أن كانوا يسكنون في (كرفانات)؛ بسبب تهجيرهم من مدينة أبي غريب غرب بغداد.
وتم خلال الزيارة تقديم العزاء لأسرة الشهيد، فضلاً عن متابعة متطلبات العائلة والاطلاع على أحوالهم الخاصة والاطمئنان عليهم، والاستماع إلى جزء من حياة الشهيد البطل في ساحات العز والكرامة وتلبيته نداء المرجعية الدينية العليا ضد تنظيم داعش الارهابي.
فيما بيّن معاون الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة الأستاذ ميثم الزيدي الذي رافق أسرة الشهيد خلال زيارتها إلى مرقد المولى أبي الفضل العباس A، قائلاً:
كانت هناك دعوة كريمة لعائلة الشهيد من وكيل المرجعية الدينية العُليا والمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وتقديم العزاء لها بشكل مباشر فضلاً عن متابعة متطلبات عائلة الشهيد.
وكانت هنالك مبادرة سابقة من سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) ببناء بيت لهذه العائلة المضحية، وخاصة وهي تسكن في المناطق العشوائية، ولا تملك شبراً من هذا الوطن العزيز التي ضحت لأجله بأعز أبنائها.
مضيفاً: بين سماحته للعائلة أن الشهيد كان ذا ذكرى عطرة، فهو من المشاركين في معركة البلاد الأولى ضد الإرهاب، وشارك في المعركة الثانية وهي معركة الإصلاح، وكانت دماؤه الزاكية ضريبة لهذه المعركة التي تأخرت طويلاً، كما أكد على مساندة العتبة المقدسة لهم وأنها ستكون معهم بمشيئة الله تعالى.

وفيما يخص مبادرة فرقة العباس A القتالية أوضح الأستاذ الزيدي وهو المشرف على الفرقة، بأنه:
سيتم استئجار منزل لائق لهذه العائلة بشكل مؤقت لحين اكتمال وتجهيز السكن الجديد، وقد قامت إحدى المؤسسات الخيرية بالتبرع بقطعة أرض لهم في مدينة بغداد وفي المنطقة التي اختارتها عائلة الشهيد، ونحن في طور تحويل سند الأرض إلى عائلة الشهيد وإكمال تصاميم بناء الدار التي ستكون من تصميم وإنجاز قسم الصيانة الهندسية في العتبة العباسية المقدسة.