قراءة في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الخامس عشر البحث الموسوم (فضائل زيارة الامام الحسين ع) للباحث الدكتور عصام العماد
05-01-2020
لجنة الدراسات والبحوث
الاستبصار وعي الأحاسيس وغنى المعرفة، وروحية البحث التطويري الجاد، والبصيرة تعني الاستبصار في الشيء، وأطلق عليه اسم التحول الانتقال من فكر الى فكر.
ويسأل الدكتور عصام العماد عن مسألة تكرار الحديث في قضية استبصاره، وذلك في بحثه الموسوم (فضائل زيارة الامام الحسين A) والذي شارك به في مهرجان ربيع الشهادة الخامس عشر الذي تقيمه العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية، غير أن ذكر قضية الاستبصار تعني انه الشكر لله، فالله سبحانه يقول: (ومن تطوع خير فان الله شاكره)، الشكر مطلوب وخاصة عندما تتعلق القضية في مسألة اهل البيت D نجد أن مثل هذا الإعلان يعني التجهيز بكامل العدة النفسية الروحية للمضايقات، وحملات التسقيط، والصاق شتى التهم به.
ونجد القرآن الكريم يتحدث عن نعم الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية، ثم يبين لنا أن تلك النعم تختزل في الولاية: (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي).
وسعى الباحث الى مسألة مهمة هي إصراره على ذكر قصة استبصاره، مخافة أن لا يكون من الشاكرين، فهذا الرجل المفكر يرفض السبات الفكري، ويتواصل مع قيم التحرر الإنساني والعيش مع الارتقاء.
يرى أن مثل هذه الندوات الفكرية الثقافية في حضرة الحسين والعباس C، هي دلالة تأثيرية، ولها دلالة معنوية؛ كونها تعمل لتجديد الفكر، وتجاوز البؤر المظلمة.
يقول: أنا كنت أعتقد أن جعفراً الصادق A هو جعفر الكذاب، وتجاوزت عقبة التسليم بروايات الشيعة في فضائل زيارة الامام الحسين A، قرأت روايات كامل الزيارات ورجال السيد الخوئي، لأصل الى: هل فعلاً هذه الاحاديث صحيحة، وانا الذي كنت أتصورها بدعة دخيلة على المذهب..؟ بعد ان تأكدت من صدق امامي الصادق A وهو من الأئمة الاثني عشر، وتوسعت اقرأ رجال النجاشي ورجال الطوسي، فالرجل الباحث يتحدث عن تجربته الفكرية وقدرة تجديد البحث، والنوادر والحكايات هي من اكثر الوسائل فعالية لتوصيل فكرة التفكير الإبداعي، وهذا الذي جعله يبحث في الروايات، فوجد أن التفكير السلبي كان قصدياً مزروعاً في دراسات المذاهب التي نقلت جميع روايات الامام الصادق A في كل المجالات إلا في مجال فضائل زيارة الحسين A.
فسعي الباحث الحقيقي يكمن في قضية اذا كان التراث الشيعي باعتبار مدرسة الامام الباقر A مدرسة مفتوحة على جميع المذاهب فلماذا لا تنقل فضائل الامام الحسين A، يمكن في البداية تشخيص القصور لمعالجته.
في كتاب الصواعق المحرقة يقول ابن حجر: حكم العلماء في ذكر الحسين A البعض منهم يرى ان حكم ذكر الامام الحسين وذكر ما حدث له A بحكم ذكر الخمر..! فوجدت فتاوى كثيرة في العصور القديمة تحرم ذكر كربلاء وذكر الحسين A..! فأدركت أن احاديث المعصومين في فضل زيارة الحسين A، تركز لمواجهة التحريم الذي ذكره ابن حجر.
مفهوم التوازن الفكري بمعنى استعمال المنطق في التفكير عن طريق البحث عن مقدمات صحيحة للوصول الى نتائج صحيحة بواسطة تصويب التفكير، كان الفكر الذي بثوه بأن الحسين لم يقتل، يقول مفتي حلب الشيخ حسون: عشت عشرات السنين، وأنا عند الناس من كبار علماء دمشق، ولم أعرف أن الحسين D قد قتل، فهناك تعتيم اعلامي.
فالتصور في الثقافة والفكر هي البحث عن كنه الأشياء وعن عوامل تكوينية، يشمل الادراك بنوعيه الادراك والتصديق نتيجة الثورة المعلوماتية والقنوات والمجالس الحسينية الكثير من السلفيين والوهابيين ما كانوا يعرفون قضية عاشوراء إلا بعد أن يأتون لمواجهة الرافضة، بينما لدينا تراث من الروايات المتواترة وحسب معظم الروايات السنية أن الامام الصادق A اخذت منه جميع المذاهب الإسلامية مثل: الإسماعيلية والزيدية والشافعية والسلفية والحنبلية والمالكية، فكانوا لا يستطيعون الطعن في الامام جعفر الصادق A وهم يريدون أن يبعدوا التأثير منه فشوهوا معالم شخصيته قصداً..!
ويرى الباحث ان قراءة واعية تؤكد وتبرز فضيلة زيارة الامام الحسين A على نحو علمي.. ورقة بحثية عبارة عن سيرة ذاتية لسيرة استبصار مدرك.