كربلاء القلب كربلاء.. الفصل الأول (الطريق الى كربلاء) ج4

20-12-2019
علي الخباز
صوت1: هنا على يمينه جبل اسمه نعيم وعلى شماله جبل اسمه ناعم والوادي نعمان لذلك سمي الموقع بالتنعيم:
صوت 2: ما هذا انظر قافلة هناك.
صوت1: لنستأذن سيدي أبا عبد الله.
(صوت سنابك الخيل)
صوت: لمن هذه القافلة وما تحملون..؟
راعٍ: هذه القافلة ليزيد بن معاوية ارسلها اليه والي اليمن بجير بن يسار الحميري هدية.
الحسين: اذن هو من مال المسلمين اغتصبه يزيد وحاشيته، خذوا ما فيها ووزعوها لقافلة المسلمين، وانتم يا معاشر المسلمين من احب ان ينصرف معنا الى العراق أوفينا كراءه وأحسنا صحبته، ومن احب المفارقة سيأخذ كراء ما يستحق (فاصل).
الراوي:ـ يسير الركب تحمله الأرض وردة تحنو عليه وهي تزخر بالنشيج وعلى هامة حلم كان لقاء الفرزدق بالحسين.
الفرزدق:ـ خرجت من جديلة البصرة ساعيا للعمرة، واذا بنداوة الركب عند موقع الصفاح تهب لي السؤال..؟ هذا عسكر مَنْ؟
رجل: انه عسكر الحسين بن علي A.
الفرزدق: المودة تخفق والقلب يد... امدها نحو اخضرار الدجى فأتيته وسلمت عليه.
الفرزدق: انا الفرزدق بن غالب.
الحسين: ما اقصر نسبك:
الفرزدق: نسبك اقصر يامولاي.
الحسين: كيف هو خبر الناس خلفك.
الفرزدق: قلوبهم معك وسيوفهم عليك والسماء قضاء.
الحسين: صدقت والله يفعل ما يشاء.
الراوي: موجعة أكاليل التذكر وتبقى الاسماء، الأمكنة، الأزمنة شواهد مفتولة العضلات توقفنا الى حيث سنا الواقع الذبيح وها هو الرياشي يسرد لنا وقع لقاء ما زال يذكر بعد قرون.
الرياشي: بعد أن حججت تعسفت الطريق حتى وصلت ذات عرق وقع بصري على اخبية وفساطيط... الرياشي لمن هذه الأخبية..؟
صوت: انها للحسين بن علي.
الرياشي:ـ اذا بي اراه يتكئ على باب فسطاط يقرأ كتاباً:
يا بن رسول الله بأبي انت وأمي من انزلك هذه القفار..؟
الحسين: سعيت لنصرة خاذلي.
الراوي:ـ ينساب الركب الحسيني كنهر ليروي الصحراء القاحلة لتزدان العوالم.. كل العوالم بالروح فمن موقع الحاجر وتعني ما يمسك الماء من شفة الوادي وهو في بطن الرمة كتب الحسين رسالته وبعثها مع مسهر الصيداوي.
الحسين: اذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في امركم اني قادم اليكم في ايامي هذه.
الراوي: يا لهذه الصحراء كم هي حنونة رغم قساوتها... لها قلب ويد تحب الناس وتجود الى الظامئين في فيافي الكون عيون ماء، فكان الرواء الحسيني يمر بتلك العيون واذا بعيني عبد الله مطيع العدوي.
عبد الله بن مطيع: يا ابن رسول الله مذ اصبح وهم العرش عند بني امية حقيقتهم باتت جميع نهاراتهم ليلاً.. ليلاً يرتعش من فرق... وللجبان قسوة بطش أعمى وانت تسعى لتجرد الواهم اعز اوهامه، ولذا تراهم ذئاباً لا ترحم ولا تدع للعرب حرمة، فإن قُتلت يا سيدي لا يهابون بعدك أحداً.
الراوي: لكن جبين النور المتوهج لا ينطفئ وبين ضلوع الرحلة مفردات تحمل زاد النبوءات، فمن موقع الخزيمية (وعند مخاض الصباحات).
الحسين: اخيتي زينب ما الخبر؟
زينب: سمعت يا ابا عبد الله هاتفاً يقول:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد
فمن يبكي على الشهداء بعدي
على قوم تسوقهم المنايا
بمقدار الى انجاز وعدي
الحسين: كل الذي قضى فهو كائن.
الراوي: ترتيل الروح نداءات صمت تتوقد في انفاس قد لا ندرك كنهها.
شخص: في ظل الصحراء كنا مجاميع من فزارة وبجيلة ننثال اليها من قلب الحج... والمدى الصحراوي كان يحمل بين صبابته ركباً نسايره.... ففي غابة جهلنا لم نكن ندرك هذا الوهج، الألق، النور... ولذلك كان إذا انهمر الركب الحسيني من جانب ننزل في الجانب الاخر لا شيء يحلق علينا سوى هذا البغض الشافع للانزواء، تحوطنا سفرة الزاد غذاء، وإذا برجل ينثر السلام بهيا.
الرجل رسول الحسين: يا زهير بن القين البجلي.
زهير بن القين: انا هو أهلاً وسهلاً تفضل.
رسول الحسين: انا رسول الحسين اليك بعثني لتأتيه.. (فاصل)
شخص1:ـ وهكذا صاغت البغتة حيرتنا... الحسين يدعو زهيراً؟ لا مودة تغسل القلب لا معرفة تأوي اللقاء تحت ظلها الوارف بالخير، وهكذا نفضت الايادي الزاد مستغربة هذا اللقاء... وهكذا كأن على رؤسنا كان يحوم الطير، فنحن نعرف زهيراً ان لم نكن نعرف من هو الحسين، فلذلك وقف خائر القوى عن الاجابة، فقالت له امرأته..
دلهم: غريبة هذه يا زهير..!! ابن بنت رسول الله يدعوك فلا تجيب..!! وانت العائد من بيت الله، كنت ماذا تفعل هناك يا زهير..؟ كنت تدعو بشفاعة جده الكريم.. ثم ترفض حتى ان تسمعه، قم يا زهير لتلبي دعوة نبي كريم ثم استجلي بعد ذلك عقلك في الامر، فأنت لا تعرف الى الان ما يريد وستبقى في القلب غصة قم اليه.
شخص1: فساد الصمت لحظات ترقب وقلق بينما موقع الزرود يشهد تلك اللحظات.
شخص2: ما الذي تظن يريده الحسين من زهير.
شخص3: اظن... أنه... نعم... ربما... لا ادري.
فالامر لم يكن بأي حجم لندركه ولا لدينا إلا أن ننتظر لنستفهم الأمر.
الشخص1: الوقت يأسرنا.
الشخص2: لا تتعجل الأمور ها هو قد عاد:
زهير: بصوت فرح هدوا الفسطاط وحولوا الثقل الى جهة سيد شباب اهل الجنة.
شخص1: ما الذي جرى..؟ ما به زهير..؟
شخص 2:ـ والله لا أدري، فالأمر حقاً محير وغريب.. أبهذه السرعة ينقلب الحال..!!
زهير (مع زوجته):ـ يا دلهم، انك امرأة خير، وابنة ناس طيبين، يا دلهم وانا أريدك ان تلتحقي بأهلك دوني، فأنا لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خيراً..
(مع الناس)
يا أبناء العم، ويا إخوة الدم والهم والطريق، ها أنا ذاهب الى نصرة سيد الشهداء الحسين ذاهب الى الق الشهادة.. الى ذروة المجد كربلاء، فمن أحب منكم نصرة ابن بنت الرسول J فلينهض معي وإلا فهو آخر العهد بيننا.
دلهم:ـ مهلا يا زوجي العزيز، فانا أريد ان أفهم الامر؛ كي اسعد به لاشك ان الامر سعيد، فدعني أحمل الى أهلي فرحة الخصب وحلم الارتقاء، ودعني اعانق نشوة نشوتك التي بين عينيك.. ما الامر يا زهير..؟
زهير:ـ سأحدثكم بالأمر.. كنا ذات مرة نعانق شوق الجهاد فانفتحنا بغزوة (بلنجر) وكانت لصرر الغنائم فرحة لدينا ودمع بكاء لسلمان المحمدي، فامتشقنا السؤال دهشة..؟ أيبكي سلمان المبارك ونحن نلج واحة البشر والنصر والغنائم وسعادة ان نرفع لواء الله عاليا على سفوح الروابي والفيافي والمدن الآهلة بالصدور.
سلمان:ـ أفرحتم حقاً؟ وأنتم تحملون بين أحضانكم الغنائم سعداء بها... فعليكم ان تدركوا سر بكائي هناك مخاض سيعتمر صدى الكون ومن رحم الغيب كربلاء فدعوا فرحتكم نصرة لابن بنت النبي الكريم.. فالفائز منكم من كانت نصرته أشد بهجة من هذي الغنائم.. فاما أنا الآن ادعوكم أن تدعوا جانبا أحقاد تآكل بها القلب وهي مواريث خداع.. قوموا معي لنصرة الحسين وأما أنا فأستودعكم الله وداعا الى كربلاء.
دلهم:ـ خار الله لك الحسنى وأسألك أن تذكرني يوم القيامة عند جده الحسين.